رندة البخاري... أول مهندسة معمارية ضريرة في لبنان!

هذا الكلام لا يأتي عبثياً، بل يستند إلى أمثلة كثيرة منها تجربة خاضتها متفوقة أكاديمية حاملة الدراسات العليا في الهندسة المعمارية، الأولى في لبنان، هي الضريرة رندة البخاري... قصة رندة صلاح البخاري المقيمة في بيروت ليست عادية، إذ إنها لم تولد مكفوفة، بل عاشت أولى سنواتها الست من طفولتها في شكل طبيعي، كما تقول لـ"النهار"، "وكنت ألعب مع أخوتي وأترابي وأدرس في إحدى مدارس المقاصد، إلى حين أصابني مرض السكري في السابعة من عمري بسبب الخوف والهلع اللذين خلفتهما الحرب اللبنانية آنذاك". ونظراً إلى ظروف الحرب القاسية ومنها الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي، لم تحصل رندة على العلاج السليم لداء السكري بحقن "الأنسولين"، لأن هذه الحقن تحتاج إلى تبريد، وهذا كان شبه مفقود، مما أدى إلى تراجع في صحتها. وبعد ذلك بدأت رندة في عامها الـ24 تشعر بضعف في بصرها، وراح يضعف تدريجاً إلى أن فقدته تماماً في الـ25 من عمرها، وهي في سنتها الأخيرة على مقاعد جامعة بيروت العربية في الهندسة المعمارية.كيف تلقفت رندة واقع أنها أصبحت ضريرة؟لا شك في أن فقدان الإنسان بصره تماماً على نحو غير متوقع يشكل له صدمة، إلا أن رندة لم تُسلّم بواقعها المرير، بل تمردت عليه وواجهت آثاره السلبية بإرادة وتصميم للتأقلم مع وضعها المستجد ومتابعة دراستها الجامعية، وتحديداً في مجال الهندسة التي حلمت بها منذ صغرها.كيف...