اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الممثلة فريال كريم، ولعل بسمتها التي يقال عنها في العامّية "بتشيل الهمّ عن القلب" أكثر ما نحتاجه. الضحكة معها كانت سهلة غير مبتذلة وهي قلما نشهده اليوم. هزمت الحرب الأهلية ورفضت الانصياع وراء بؤسها بأبسط سلاح هو الضحكة وخفّة الدم، وجذبت اللبناني الهارب من أصوات القذائف ليأخذ استراحة يخزّن الطاقة الايجابية داخل أسوار المسرح.
هي الكوميدية والمونولجيست والمطربة التي كانت قادرة بجزء من الثواني ان تقلب المشهد من مضحك إلى حزين، قدّمت الأدوار الهادفة في المسرحيات أشهرها "وادي شمسين" في العام 1985 والمسلسلات مع "أبو سليم" و"أم خبار" و"الدنيا هيك" بدور زمرّد لمحمد شامل وأخرى. أوجدت عالماً خاصاً بها في التقليد، إذ وضعت من نفسها في كل شخصية كانت تسعى إلى تقليديها بأسلوبها العفوي السلس المعتاد، اضافة إلى دخولها عالم السينما خصوصاً المصرية منها في العديد من الأعمال منها "البوسطة"، "مسك وعنبر" وغيرها.
لها أغنيات صنّفت حينها بالخفيفة والنقدية الفكاهية وأعيد توزيع كبير من أغنياتها في حاضرنا لأنّ "الخفيف" يحمل وزناً وقيمة في حاضرنا مع تراجع المادة الفنية في الأغنيات التي تحمل بعداً كوميدياً فكاهياً.
هي الغنوجة، صديقة الجميع التي وقفت إلى جانب فنانين أمثال ابرهيم مرعشلي، ليلى كريم، محمد شامل، شوشو، ملحم بركات، دريد لحام وممثلين آخرين لا يزالوا يتذكرون مواقفها الطريفة التي كانت ترافقها بعيداً من خشبة المسرح. ومن المعروف في الأوسط المقربة من ريال كريم أنها كانت تحب لعب الطاولة وكانت تتهرب من لعبة "ورق الشدي" المفضلة على قلب الراحل فهمان (محمود مبسوط) وعندما كانت تشعر بخسارتها كانت تهرب منها بتحدي الزغلول (فؤاد حسن) على طاولة الزهر الذي يصفها باللاعبة الماهرة والمتمرسة، فبات "ورق الشدي" والطاولة من المعدات الثابتة التي كانت ترافق الفرقة في حفلاتها.
توفّيت كريم في تموز في العام 1988 في عالمها على خشبة المسرح في أحد الحفلات التي كانت تحييها، ويعتبر كثر انّ سبب نجاحها تعلّمها من الناس، فكانت شخصية من الناس وجسدت صورتهم فدخلت إلى القلوب من دون أي اذن وريما كان قدرها أن ترحل أمام الناس لأنها منهم.
في ذكرى ميلاد كريم حنين إلى الزمن الجميل المبتسم رغم الوجع وايقان بأنّ مثل ذاك الزمن بعناصره لن يتكرر.
