السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لماذا تراجعت أنشطة حزب التحرير الداعمة "للثورة" في سوريا؟

المصدر: "النهار"
إبراهيم بيرم
لماذا تراجعت أنشطة حزب التحرير الداعمة "للثورة" في سوريا؟
لماذا تراجعت أنشطة حزب التحرير الداعمة "للثورة" في سوريا؟
A+ A-

حزب التحرير الإسلامي في لبنان، أين هو؟ لماذا احتجب عن الأضواء وكفّ عن الحراك في الآونة الاخيرة بعدما ملأ الدنيا وشغل الناس على مدى الاشهر الاولى التي اعقبت اشتعال فتيل الأحداث والمواجهات في الساحة السورية.

لا ريب في أن كثراً ما زالوا يحتفظون في زوايا ذاكرتهم بصورة إعلام هذا الحزب المميزة وراياته وقد ارتفعت خفاقة في أول تظاهرة دعم وإسناد "للثورة السورية " في طرابلس انطلقت تلبية لدعوة أطلقها هو في ذلك الحين. التجاوب يومها لم يكن حاشداً إذ إن الامور كانت في بداياتها والصورة كانت غائمة في سوريا، ولم يكن في مقدور أحد أن يتجرأ على استشراف أفق ما تختزنه المرحلة. وكان لهذا الحزب التاريخي العريق في ذلك الحين "فضيلة" الدعوة الأولى للتظاهر والتعبير عن دعم المتمردين على النظام في سوريا والداعين الى رحيله وإسقاطه. في ذلك الحين تصرف الحزب على قاعدة ان القضية قضيته والرهان رهانه واللحظة لحظته فكان له مئات الانشطة المتنوعة تحديداً في عاصمة الشمال.



 لم يكن غريباً على هذا التنظيم المسارعة الى ملء الفراغ والظهور بمظهر المستأثر بقيادة حراك مفتوح على كل الاحتمالات انطلاقاً من اعتبارات عدة أبرزها:

- ان هذا التنظيم الذي تعود جذور تأسيسه الى مطالع عقد الخمسينات من القرن الماضي على يد عالم الدين وقاضي الشرع الفلسطيني، الشيخ تقي الدين النبهاني، الذي كان خرج في ذلك الحين من رحم تنظيم "الاخوان المسلمين" احتجاجاً على ما سمي في ذلك الحين "ضعف تأييده للقضية الفلسطينية وتخلفه عن نصرتها ودعمها"، ورفضاً مطلقاً لمنهجية تنظيم "الإخوان" عموماً قد وطن نفسه وجمهوره على العمل السري او الحراك المضبوط في لبنان وفي الساحات العربية والإسلامية العدة التي ينتشر فيها اذ إن الحزب محظور قانونياً اينما وجد فضلاً عن ان مبادئه تعادي كل السلطات والانظمة بلا استثناء ويعتبرها "فاقدة للشرعية" لكونها لا تقر بفكرة "الخلافة" مبدأه الاعلى الذي يدعو اليه منذ ولادته كما انها تعمل وفق الانظمة والقوانين الوضعية.

- في ذلك الحين (2011) لم يكن قد مضى وقت طويل على حصول الحزب على علم وخبر رسمي من السلطات اللبنانية يبيح له التحرك علانية ومن دون اية محاذير وذلك إبان كان النائب احمد فتفت وزيراً للداخلية بالوكالة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى (الحزب حصل على ترخيص في عام 2007) وقد قوبل الامر بحملة استنكار ورفض من جهات وقوى مسيحية لكون عقيدة الحزب لا تؤمن بالكيان اللبناني وطناً نهائياً.



 وعليه كان جلياً أن الحزب ومن خلال هذا الحراك اللافت والمنظم للحزب في بدايات الاحداث السورية قد ذهب بعيداً في رهاناته على ملء الساحة وخصوصاً السنية بحضور مميز وفاعل وواعد. فقبيل ذلك كان قد بادر الى فتح مكاتب ومراكز علنية له في طرابلس وبيروت وصيدا (على المدخل الشمالي للمدينة) ثم شرع في جملة انشطة مكثفة ومنوعة وسمى للمرة الاولى قيادة علنية له في لبنان (الشخص الابرز فيها شيعي من الجنوب هو الدكتور محمد جابر) بادرت الى جولة على مسؤولين رسميين وفاعليات وقوى، كما سمى مسؤولاً إعلامياً (احمد القصص من طرابلس) عرف عنه النشاط المكثف والتواصل مع الاعلاميين فاعتادت الصحف نشر اخبار الحزب ومواقفه بشكل مكثف.

ووفق اكثر من خبير في شؤون هذا الحزب (الذي يقيم مرشده الاعلى في لندن منذ زمن ويتعمد الحزب ان يبقيه محتجباً عن الإعلام) يعتمد دوماً في عمله على تكثيف الحضور اعلامياً لابهار الاخرين، اصدقاء وخصوماً، على حد سواء ولاعطاء نفسه حجماً أكبر من حجمه الحقيقي وهو ما يطلق عليه مصطلح "نفخ الذات والقوة". والى ذلك وجد الحزب في امكان سقوط النظام في سوريا بداية لمرحلة سياسية جديدة في لبنان وسوريا على حد سواء يكون له فيها حرية الحراك والتطور لكونها تمنحه الظهور بحرية ومن دون اية قيود او سدود.

 لكن ما بدا أنه "ربيع" لحزب التحرير ما لبث أن ذوى وخفُت اذ تراجعت زخمة حركته تدريجا وغابت تظاهراته عن الاضواء الساطعة لدرجة دفعت الراصدين الى الاعتقاد بأن ثمة شيئاً اعاد الحزب مجددا الى "دور الستر والاحتجاب" على غرار ما يفعله عادة .



 لكن المسؤول الاعلامي الحالي للحزب السيد عبد اللطيف الداعوق نفى في اتصال مع "النهار" أن يكون الحزب اخذ قراراً بخفض منسوب حراكه ونشاطه، سواء ذلك المتصل بالوضع في سوريا او تلك المتعلقة بانشطة ذات طابع محلي. ويقول بعد ذيوع نبأ غارات النظام السوري على ادلب واستخدامه الاسلحة الكيميائية دعا الى تظاهرة ليلية حاشدة في طرابلس. ويضيف: "ما زلنا على قناعتنا من ان ما يحصل في سوريا امر يعني كل المسلمين في لبنان وفي كل انحاء العالم، وعليه نحن نرفض بشدة ما سمي بـ "إعلان بعبدا" وسياسة النأي بالنفس. ونعتقد جازمين ان هذا الامر اوحت به جهات وسفارات ومنها السفارة الاميركية، فقد تلاها امور عدة مشبوهة ومرفوضة منا لفصم العلاقة بين لبنان وسوريا واعتبار ما يحدث هناك شأن لا يعنينا، منها الخطة الامنية في طرابلس ومنها احداث صيدا وعبرا وانهاء ظاهرة الشيخ احمد الاسير فضلاً عن الاعتقالات التي طاولت ناشطين مشهوداً لهم ولا سيما في مجدل عنجر والبقاع الاوسط كذلك ما جرى ويجري في عرسال ومناطق اخرى. وفي مقابل هذا القمع لحراكنا نحن وآخرون في خندق دعم الثورة في سوريا، هناك فتح متعمد للأبواب والطرق لوصول حزب ايران (حزب الله) الى سوريا من دون قيود او حدود. نحن ما زلنا على حماسنا ورؤيتنا لدعم الثورة في سوريا ولدينا انشطة يومية، ولكن هناك من يتجاهلها عن عمد وبوحي من هذه الجهة او تلك.


وأوضح اعلام حزب التحرير ان لا اساس من الصحة لكل ما يذكر عن وجود قيادة الحزب في بريطانيا، وذكر ان "هذا الكلام مجرد كذبة يشيعها الكائدين بالحزب، لاسيما اجهزة المخابرات"، مشيراً إلى ان "الاميرين الاخيرين للحزب توفيا في بيروت ودفنا فيها". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم