السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فيتو روسي ثامن يعطل محاولات المحاسبة على الكيميائي

المصدر: "النهار"
نيويورك- علي بردى
فيتو روسي ثامن يعطل محاولات المحاسبة على الكيميائي
فيتو روسي ثامن يعطل محاولات المحاسبة على الكيميائي
A+ A-

أسقطت روسيا بحق النقض، الفيتو مشروع قرار وضعته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أمام مجلس الأمن للتنديد بالهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب ومحاسبة المسؤولين عنه، لتكون هذه المرة الثامنة التي تلجأ فيها موسكو الى هذا الإمتياز رفضاً لما تعتبره محاولات غربية متواصلة لإطاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. 

ويعكس هذا الفيتو الروسي العاب الجمّة التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التفاهم مع الكرملين على سياسة محددة وواضحة المعالم لإيجاد مخرج للحرب التي تستعر في سوريا منذ أكثر من ست سنوات. ولعل ما حصل في مجلس الأمن أبرز مؤشر على النتائج غير الحاسمة لاجتماعات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ومن ثم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وصوتت عشر دول لمصلحة مشروع القرار الغربي، هي الى الدول الثلاث الراعية له، مصر واليابان والسنغال وأوكرانيا والأوروغواي وأسوج وايطاليا. وامتنعت عن التصويت كل من الصين وكازاخستان وأثيوبيا. وصوتت روسيا وبوليفيا ضد المشروع الغربي.

ولم تتضح على الفور الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة والدول الغربية بعد هذا الفيتو من روسيا.

ووضعت روسيا مشروع قرار آخر بالحبر الأزرق، بيد أنها لم تطلب التصويت عليه. وأفاد ديبلوماسيون أن مشروع القرار الروسي "يندد بالضربة الصاروخية الأميركية ضد قاعدة الشعيرات في حمص ولا يندد بالهجوم الكيميائي في إدلب".

وكان أعضاء مجلس الأمن استمعوا قبل ذلك الى إحاطة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستيفان دو ميستورا الذي قال: "نحتاج بشكل عاجل الى توصل الأطراف الرئيسية لتوافق من أجل أن يدعموا وبشكل حاسم عملية التفاوض التي تقودها الأمم المتحدة، وهذا هو الوقت لفعل ذلك بهدف تنفيذ عملية انتقال سياسي منظمة وذات صدقية متفق عليها ولا يمكن الرجوع فيها وفق قرار مجلس الأمن الرقم 2254". وإذ أشار الى تقدم متواضع تدريجي في محادثات جنيف، أضاف أن "هذا التقدم الهش يتعرض لخطر جسيم. في جنيف ألقى تكثيف القتال على الأرض بظلاله على المحادثات بالإضافة إلى استمرار عرقلة الوصول الإنساني....وفيما اجتمع ممثلو أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية في بروكسل لحضور مؤتمر مهم حول مستقبل سوريا، شاهدنا الأهوال الناجمة عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد السوريين الأبرياء في خان شيخون. هذا العمل المثير للغضب صدم ضمير الأسرة الإنسانية بأسرها". وعبر عن استعداده للدعوة الى عقد المحادثات مجدداً في أيار"، خاتماً أن "الحل السياسي هو الوحيد الكفيل بإنهاء هذا النزاع الدامي" في #سوريا.

وعلى الأثر، تحدث المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت فكشف أن خبراء من المملكة المتحدة الذي أعلن أن علماء من المملكة المتحدة تثبتوا من استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون، مضيفاً أن الرئيس بشار الأسد "يخدع روسيا ويهينها".

وشدد نظيره الفرنسي فرنسوا دولاتر أن هذا الهجوم الكيميائي وغيره من الفظائع التي ترتكب في سوريا تؤكد أن "لا دور للأسد في مستقبل سوريا".

وأفاد المندوب الصيني ليو جيي أن "الحل السياسي هو الوحيد" للأزمة في سوريا، آملاً في أن "تساعد محادثات أستانا في صون وقف الأعمال القتالية دعما لمحادثات جنيف".

وتوقع نائب المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف أن "تستمر عملية جنيف بشكل مستدام ويجب ألا تتوقف لفترات طويلة". وطالب المندوب البريطاني بـ"التخلي عن الغطرسة (...) والتفكير بمستقبل سوريا وعدم التدخل بشؤون السوريين"، مشدداً على أن "مستقبل سوريا يحدده السوريون فقط". واعتبر أن "الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تخرب عمل مجلس الأمن وترفض حتى إدانة الهجوم على السفارة الروسية بدمشق".

وقالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأميركية نيكي هايلي: "تعتقد الولايات المتحدة اعتقاداً راسخاً أن العملية السياسية يمكن أن تعمل، على رغم الصعاب"، مضيفة: "لا نزال ملتزمين بعملية جنيف. ونحن مستعدون لرمي ثقلنا ومواردنا وراء الديبلوماسية. ونحن مستعدون للمساعدة على إنهاء هذا الصراع". ولكنها استدركت: "التزامنا ليس كافيا. الولايات المتحدة تبحث عن شركاء جادين في استخدام نفوذهم على نظام الأسد وهزيمة داعش. ويتعين على كل بلد أن يقوم بدوره. يجب علينا جميعا أن نلتزم ليس فقط بالكلمات بل أيضاً بالأعمال نحو الهدف ذاته: السلام في سوريا".

وفي كلمته، أكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن "الإدارة الأميركية تدفع بالحرب على سوريا عبر الانتقال من العدوان بالوكالة إلى العدوان بالأصالة". وأضاف: "يبدو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يدفعها للبحث عن دور جديد عبر خطاب متطرف"، متهماً الإدراة الأميركية بتمويل المجموعات الإرهابي. ولفت الى أن دمشق وجهت 90 رسالة إلى مجلس الأمن حول حيازة المجموعات الإرهابية أسلحة كيميائية، موضحاً أن "بعض الرسائل التي قدمناها للأمم المتحدة تضمنت تهريب السارين من تركيا الى سوريا". وأكد أن "الحكومة السورية، في مواجهة هذا التضليل، وجهت الى المجلس رسالة تشير فيها إلى دعوة مدير عام منظمة الأسلحة الكيميائية لإيفاد بعثة لمعرفة من استخدم السلاح الكيميائي" في #خان شيخون.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم