طرد المسافر من الطائرة بالقوة كلّف الشركة 50 مليون دولار!

سيلٌ من الانتقادات وجهت الى شركات الطيران الأميركية United Airlines في الأيام الأخيرة بمواقع التواصل الاجتماعي بعد تسريب شريط فيديو يظهر فيه مسؤولو الأمن على إحدى الطائرات التابعة للشركة في مطار أوهير في #شيكاغو وهم يخرجون عنوةً طبيباً من أصول فيتنامية من الطائرة من دون سبب قانوني بل بسبب حجوزات لمقاعد على الطائرة تفوق عدد المقاعد المخصصة للحجز أساساً. وكانت الشركة عرضت على أي متطوع بالنزول من الطائرة 400 دولار وإقامة فندقية مجانية. وعندما لم يتطوع أي من الراكبين، رفعت العرض إلى 800 دولار، لكن من دون جدوى. وقررت "يونايتد" بعدها اختيار 4 ركاب بطريقة عشوائية للخروج من الطائرة، ليكون الراكب الذي تم تصوير محاولة إخراجه من بينهم حيث طلبت يونايتد من الطبيب الخروج من الطائرة إلا أنه أصر على البقاء. فما كان برجل الأمن المسؤول عن الطائرة الا ان أخرج الراكب رغماً عنه وبطريقة اعتبرت مهينة وتضر بسمعة الشركة عالمياً. وكان الراكب رفض باستمرار محاولات إخراجه مؤكداً أنه طبيب وعلى موعد مع مرضاه يوم الاثنين، مما دفع طاقم الرحلة إلى استدعاء الشرطة التي أنزلته بالقوة، ولكنه نجح بطريقة ما في العودة إلى الطائرة مجدداً في الوقت الذي التقطت فيه إحدى الكاميرات تفاصيل هذه الحادثة حيث شاهد أكثر من 200 مليون مشاهد هذا الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا التصرف كلف الشركات ملايين الدولارات خلال ساعات قليلة، حيث انخفض سهم شركة يونايتد بنسبة قاربت 3% مما أفقدها نحو 50 مليون دولار من قيمتها السوقية التي تراجعت مطلع الاسيوع من 22.95 مليار دولار الى ما يقارب 22.45 ملياراً. ومع ختام تداولات اول جلسة خلال هذا الاسبوع تراجع سهم الشركة بنسبة 1.13 في المئة إلى 70.71 دولاراً، لتتراجع بذلك قيمتها السوقية بنحو 50 مليون دولار. وهذه المرة الثانية في أقل من شهر التي تتعرض فيها الشركة الاميركية لانتقادات بسبب معاملتها للركاب، علماً بأنها تعد ايضاً ضمن التحالف الذي حاول مراراً استعداء الإدارة الأميركية على الناقلات الخليجية، ومن بينها "طيران الإمارات" و"الاتحاد للطيران" بدعوى حصولها على دعم مالي من الحكومة الاماراتية. 

هذه التداعيات السلبية دفعت بالشركة الى تقديم إعتذارها بعد يومين على وقوع الحادثة، كما فتحت تحقيقاً إدارياً لدرس ومراجعة كيفية إدارة فرقها للحجوزات التي تفوق سعة الطائرة في المطارات وسياسات التعويض المقترحة على الركاب الذين يوافقون طوعاً على الانسحاب من رحلة تشهد حجوزات تزيد على قدرتها. بدورها، قامت شرطة الملاحة الجوية الاميركية بتوقيف الضابط المسؤول عن محاولة إخراج الراكب عن العمل موقتاً حتى الانتهاء من التحقيقات. وكانت وزارة النقل الاميركية أكدت أنها فتحت تحقيقاً بالحادثة لمعرفة ما إذا كانت شركة الطيران قد امتثلت للقواعد المعمول بها في حالة حجز مقاعد رحلاتها لعدد أكبر من المسموح به. فيما اعتبرت المتحدثة باسم قسم الطيران في الوزارة كارين برايد أن ما حدث لم يكن مطابقاً لسياسات التشغيل المتبعة لدى خطوط الطيران.

والخطوط الجوية المتحدة هي شركة الطيران الوطنية الاميركية تأسست في العام 1927 ومقرها الرئيسي في مدينة شيكاغو الأميركية. وتقدم "يونايتد إيرلاينز" خدماتها لأكثر من 200 وجهة حول العالم كما تعد عضواً اساسياً في تحالف ستار. في 2 أيار 2010 أعلنت شركتا كونتينتال إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز عن عقد صفقة اندماج بينهما بلغت قية الصفقة حينها ما يقارب 3.2 مليارات دولار لتعلن ولادة أكبر شركة خطوط جوية في العالم، وتقرر أن يكون الاسم التجاري للشركة الجديدة "يونايتد إيرلاينز".