السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"التيار" و"القوات" يتظاهران غداً... والحراك يطالبهما بالاستقالة

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
"التيار" و"القوات" يتظاهران غداً... والحراك يطالبهما بالاستقالة
"التيار" و"القوات" يتظاهران غداً... والحراك يطالبهما بالاستقالة
A+ A-

"إن لم تستحِ فافعل ما شئت"، من أزمة الكهرباء والنفايات، وزيادة الضرائب، وهجرة الشباب، والفساد الإداري، وإهدار المال العام، والموت اليومي على الطرق جراء غياب التأهيل، ملفات تستدعي أن يبقى المجلس الحالي ممدداً لنفسه. إنجازاته فعلاً لا يمكن تعدادها نظراً إلى كثرتها. "شرُّ البلية ما يُضحك"، فبحُجة الوضع الأمني أو المعوِّق التقني يسعى #مجلس_النواب للتمديد لنفسه للمرة الثالثة على التوالي، جراء عدم توصل الأفرقاء السياسيين إلى قانون عادل يُرضي الكل. "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" أعلنا عن تحرك قد يبلغُ الإضراب العام تزامناً مع عقد المجلس النيابي جلسة "#التمديد"، فهل تسرق السلطة السياسية مجدداً الضوء والقرار من المجتمع المدني؟

"لا نملك سوى الشارع"

يؤكد المخرج لوسيان أبو رجيلي الناشط في تجمُّع "#طلعت_ريحتكم" في حديث لـ"النهار" أنَّ "السلطة هي سلطة تمديد وغير شرعية دستورياً. نحن دعينا للتحرك منذ يوم الاثنين، وليس تزامناً مع قرار الأحزاب. سبق واعترضنا على التمديدين الأول والثاني ولكن يحق لأي شخص الانضمام إلى التحرك ولن نرفض ذلك طبعاً". ويضيف: "لتمتلك الأحزاب صدقية يجب أن تكون صادقة وألا تناقض نفسها، أي يجب ألا تقبل بأن يُمدد لها. أقله كان على نواب ووزراء هذه الأحزاب تقديم استقالاتهم لا الاعتراض كلامياً، ولكنْ تخوُّفنا من أن يكون هدف تحرك هذه الأحزاب المناهضة للتمديد مجرد شعارات لامتصاص غضب الناس والمضي قدماً بالتمديد مثلما حصل في السنوات السابقة. هم في السلطة، بالتالي يمتلكون أدوات عدَّة يمكنهم اللجوء إليها بدلاً من الشارع، على عكسنا نحن إذ لا نملك سوى هذه الوسيلة للتعبير".

وفق أبو رجيلي "وصل الشأن العام لحالة مزرية نظراً لغياب التنافس السياسي الحقيقي، والبلد يتجه نحو الأسوأ، وخصوصاً أنَّ السياسيين لا يخافون الناس. بعض الأفرقاء رفضوا الاتهامات المُساقة ضدهم وتحججوا بأنهم لم يكونوا في السلطة سابقاً، ولكن هُم فيها منذ العام 2009، نسألهم ماذا فعلتم منذ ذلك العام لغاية يومنا هذا"؟

وحول خطوات التحرك، يلفت أبو رجيلي إلى أنَّ "مسائل لوجستية عدَّة يجري العمل عليها ولن نعلن عنها، تحرُّكنا عمل مباشر لاعنفي، طبعاً قد يُمارس علينا عنف من السلطة إذ يملكون الأمن والميليشات. إلاَّ أنَّ هدفنا مكرس في توعية الرأي العام وإظهار للناس ظلم السياسيين الذين يدعون مصلحة الناس والبلد ويعملون عكس ذلك".

لا حل بل تمديد للأزمة  

من جهته، يستغرب جورج عازار من تجمُّع "#بدنا_نحاسب" في حديث لـ"النهار" ما وصفه بانفصام القوى السياسية، "بإمكانهم عدم القبول بالتمديد والانسحاب من البرلمان، وتشكيل معارضة ضد الفساد والنهج القائم منذ 11 عاماً والكامن في العجز عن إنتاج قانون. هذه القوى عبر تحركها غداً تُمدد الأزمة ولا تسعى إلى حل أساسه إنتاج قانون انتخاب عادل يعتمد النسبية التي تحمي حقوق كل الفئات في المجتمع. نحن مشاركون حتماً في التحركات يوم الخميس، شارعُنا مطلبي، لن نكون في تظاهرتهم ولن يكونوا في تظاهراتنا. ولكن من حق مناصري الأحزاب السياسية التظاهر، شرط اعتماد الخيار السلمي في التحرك".

ويتابع: "السلطة السياسية أثبتت فشلها في تحسين أوضاع الناس الاقتصادية والاجتماعية، وهذا الفشل أدى إلى خيار التمديد. نحن مستمرون في تحركاتنا، ونسعى إلى إرساء المزيد من شعور المواطنة لدى الناس، واحترام الدستور وتكريس نهج جديد في الحياة السياسية. ونعوِّل على وعي المواطنين الذي برز في الانتخابات البلدية وانتخابات نقابة المهندسين وتحركات المجتمع المدني".

التمديد فساد سياسي

"عادة يسرقون أموالنا، وحالياً يسرقون حقنا وأصواتنا للمرة الثالثة"، يختزل العضو المؤسس في جمعية "#سكر_الدكانة" عبده مدلج في حديث لـ"النهار" صوت اللبنانيين، "هذا التمديد وجه آخر للفساد، واعتراف من أحزاب السلطة بعدم القدرة على تحقيق وعودهم، كيف يكونون في السلطة ويتظاهرون في الشارع. ليس من الضروري أن يكون السياسي سارقاً ليرحل، بل الفاشل عليه الرحيل أيضاً".

ويضيف: "الاستقالة تعبير اعتراضي، إن لم يرغبوا فيها وجب عليهم تقديم طعن إذ حصل التمديد. نحن نعمل ضمن خطة على المدى الطويل تحتاج إلى صبر لأنَّ التغيير لا يحصل فجأة بين ليلة وضحاها. معركة "سكر الدكانة" تكمنُ في مواجهة الفساد السياسي، والقضائي والإداري، عبر الضغط بشكل متواصل على الإدارة والسياسة والقضاء. نسعى إلى محاربة الفساد، والتمديد هو وجه من أوجه الفساد السياسي، أما هدفنا فهو إيصال صوت الناس وفرض اقتراح قوانين وصولاً إلى حوكمة صحيحة تبدأ باستقلال القضاء".


لبنان الذي عُرف بنظامه الديموقراطي في محيطٍ عربي سادته الديكتاتوريات، دخل في ديكتاتورية مقنَّعة تحت حجج ومسميات مختلفة. فهل الدافع يكمنُ في خوف السلطة السياسية من خسارة الانتخابات؟ وهل سيصبح التمديد عُرفاً تتمسك به الأحزاب السياسية لئلا تخسر مكتسباتها؟

[email protected]

Twitter: @Salwabouchacra


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم