الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أيّ "أيّام صعبة" ينتظرها ابرهيم للبنان... الفراغ التشريعي أم التطوّرات في سوريا؟

اميل خوري
أيّ "أيّام صعبة" ينتظرها ابرهيم للبنان... الفراغ التشريعي أم التطوّرات في سوريا؟
أيّ "أيّام صعبة" ينتظرها ابرهيم للبنان... الفراغ التشريعي أم التطوّرات في سوريا؟
A+ A-

ماذا يقصد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم بقوله في حديث الى مجلة "الأمن العام" ردّاً على سؤال: "لبنان جزء من المنطقة، والمنطقة تضربها العواصف من كل الاتجاهات. وربطاً بما حصل من تغييرات دوليّة واقليميّة من حولنا، تنتظر لبنان أيام صعبة ستتدرج الى أن تطول الوطن ككيان وصولاً إلى المؤسّسات. وسنواجه تحدّيات كبيرة على كل المستويات، وأعتقد أننا أعددنا العدّة لنواجه أي طارئ يمكن أن نتعرّض له في المستقبل". فما هو نوع الأيّام الصعبة التي ينتظرها لبنان وقد أشار إليها اللواء ابرهيم؟ هل هي في فراغ تشريعي يكون قاتلاً إذا حصل وتتحمّل مسؤولية حصوله طبقة سياسيّة لا تفكّر إلّا بمصالحها وليس بمصلحة الوطن والمواطن؟ هل هي في تداعيات الحرب الباردة وقد تصبح ساخنة بين أميركا وروسيا بحيث لا ينجو منها لبنان بعدما نجح في النجاة من الحرب المستعرة في سوريا واستطاع تحمّل تنشّق دخانها بلجوء عدد كبير من السوريّين إليه ليشكّلوا عبئاً ثقيلاً عليه لا يقوى على حمله ولا على تحمّله من دون مساعدات مالية كافية أو من دون التوصّل إلى حل سريع للحرب في سوريا يمكّن اللاجئين من العودة إلى ديارهم، وإلّا فإن هذا اللجوء إذا طال ووجد لبنان نفسه وحيداً في تحمّل أعبائه، فإنّه قد يتحوّل كما قال الرئيس سعد الحريري قنبلة موقوتة تنفجر بفعل الحاجة والعوز اللّذين يولّدان المشكلات الأمنية والاجتماعية إن لم يكن حرباً داخلية كما حصل مع اللجوء الفلسطيني.


لذلك فإن الأمل هو في التوصّل الى اتفاق على حل سريع للحرب في سوريا. فإذا لم يحصل فلا أمل في حل لا في سوريا ولا عبر سوريا، بل مزيد من الحروب والخسائر البشريّة والماديّة. فهل تعجّل الضربة العسكرية الأميركية في سوريا في التوصّل إلى حل، أم انها تزيد الحل تعقيداً والحرب حدّة سواء بالوكالة أو مباشرة بين الدول الكبرى، ولا يستطيع لبنان أن ينجو من تداعياتها؟
الواقع أن الحرب الداخلية في لبنان عام 75 لم تشتد وتطول إلّا بعد خلاف حاد بين أميركا وما كان يُعرف يومذاك بالاتحاد السوفياتي، إذ انه عندما دخلت لبنان قوّات متعدّدة الجنسية من دون الاتفاق مع السوفيات كان الردّ ضرب بعض مقار تلك القوّات وتفجير السفارة الأميركية في بيروت، ما اضطرّ الدول المشاركة فيها الى الانسحاب من لبنان وتركه وشأنه مدّة 15 سنة، الى أن غيّر الرئيس حافظ الأسد اتجاهه السياسي ليصبح هو الحل في لبنان بعدما كان هو المشكلة حتى بممانعة سوفياتيّة لأن المصالح تبقى أهم من الصداقات في حسابات الدول. وقد رأى الرئيس الأسد أن مصلحة بلاده هي في الدخول بقوّاته العسكريّة إلى لبنان بموافقة أميركية وأوروبيّة وعربيّة وعدم ممانعة اسرائيلية لتوقف الحرب فيه ويكون الثمن وصاية سوريّة عليه دامت 30 عاماً...
والسؤال المطروح ولا جواب عنه حتى الآن هو: هل تتوصّل أميركا وروسيا الى اتفاق على حل في سوريا ينهي الحرب فيها فيرتاح لبنان من تداعيات استمرارها ويعود اللاجئون السوريّون إلى ديارهم، أم أن الدولتين العظميين قد لا تتوصّلان الى اتفاق فتتواجهان من خلال المتحاربين في سوريا والدول الداعمة لكل جهة تحارب عربيّة وإقليميّة لتتحوّل حرب صراع محاور في المنطقة تحجّم أدوار دول مثل إيران وتوقف تمدّدها في المنطقة من خلال تمويل المجموعات المذهبيّة وتسليحها داخل أكثر من دولة، أم ان إيران التي تجيد "السياسة البراغماتية" قد تفعل ما فعله الرئيس حافظ الأسد لوقف الحرب في لبنان فتقدّم نفسها كعامل استقرار في المنطقة لا كعامل اضطراب كما تُتّهم، فتعود الى داخل حدودها ولا تظل تلعب داخل حدود دول الجوار؟ وهذا يتطلّب من إيران المساعدة على الحل في سوريا والعراق واليمن، ووقف تدخّلها في شؤون الدول بتمويل مجموعات حزبيّة أو مذهبيّة وتسليحها. ولمعرفة ما سيكون من تداعيات للضربة العسكريّة الأميركيّة في سوريا، لا بدّ من انتظار نتائج لقاءات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في موسكو التي يتناول البحث فيها مجزرة الكيميائي في خان شيخون وأسباب الرد الأميركي، والبحث أيضاً في القضايا ذات الاهتمام المشترك للدولتين توصّلاً إلى تحقيق تقارب في وجهات النظر يساعد على ايجاد حلول سريعة في سوريا والعراق، ولا سيما في اليمن، تحقيقاً لتقارب سعودي – إيراني يوقف صراع المحاور في المنطقة، وهو صراع سياسي قد يتحوّل عسكريّاً، لا سمح الله، قد يغيّر خريطة دول المنطقة إمّا بحدودها وإمّا بأنظمتها، ولا يبقى لبنان خارج هذه الخريطة إلّا إذا اتفق القادة فيه على أي لبنان يريدون.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم