الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مصير الأسد في اللقاء الأميركي الروسي الأول؟

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
مصير الأسد في اللقاء الأميركي الروسي الأول؟
مصير الأسد في اللقاء الأميركي الروسي الأول؟
A+ A-

تولي مصادر ديبلوماسية اهمية كبيرة للزيارة التي يعتزم القيام بها وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى روسيا غداة توجيه ادارة الرئيس دونالد ترامب ضربة عسكرية لمطار الشعيرات في سوريا كرد على استخدام النظام السوري سلاحا كيميائيا في قصف خان شيخون. فثمة الكثير على محك انطلاق العلاقة الاميركية الروسية عبر اللقاءات المباشرة وليس فقط عبر تبادل المواقف الديبلوماسية. وكان هناك اهتمام لمحاولة معرفة كيفية المقاربة من جانب الخارجية الاميركية وما اذا كانت ستكون مماثلة لمقاربة رئيسها السابق الوزير جون كيري الذي حظي بانتقادات لتسليمه بالكامل لروسيا في ملفات عدة لا سيما في سوريا علما ان مراقبين عديدين يعتبرون ان الضربة العسكرية التي وجهتها واشنطن الى سوريا انما تبعث برسالة من بين رسائل متعددة الهدف الى انها ليست كالادارة السابقة التي تركت تجاوز الخط الاحمر الذي حدده الرئيس باراك اوباما بنفسه من دون اي رد فعل يذكر. السؤال الاساسي في توقيت زيارة تيلرسون المقررة سابقا يتصل بماهية مفاعيل الضربة الاميركية وهل تغير من قواعد اللعبة في سوريا التي يعتمد الوضع فيها وفي تقرير مستقبلها على روسيا، وهل تعززت الاوراق الاميركية ازاء روسيا قبل بدء أول اللقاءات بين الجانبين بحيث غدا تموضعها الراهن افضل مما كان قبل اسبوع مثلا؟ فعلى وقع الاتفاق والتعاون او الاختلاف بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة كما في ملفات اخرى يمكن ان يتقرر الاتجاه الذي يمكن ان تسلكه مسائل او ملفات حساسة عدة. وقد تبادل الجانبان الاميركي والروسي رسائل غير تصعيدية عملانيا على رغم التصعيد الكلامي في المواقف الذي رافق الضربة العسكرية وما بعدها. اذ استرعى اهتمام المصادر ان روسيا التي كانت ابلغتها واشنطن بالضربة لم تستخدم صواريخها الموجودة في قواعدها العسكرية في سوريا للرد او اجهاض الصواريخ الاميركية رغبة منها على الارجح في عدم الرغبة في اندلاع مواجهة عالمية بين الجانبين فيما احرجت روسيا من استخدام النظام السلاح الكيميائي التي اكدت خلو سوريا منه بضمانتها وفق ما اتهمتها واشنطن معتبرة انها فشلت في التزاماتها في سوريا. الا انها حافظت على وتيرة غاضبة اعلنت من خلالها تعليق التنسيق مع الولايات المتحدة في شأن الطلعات الجوية، علما انه امر لا يناسب الولايات المتحدة كما لا يناسب موسكو التي شجعت في الاساس على هذا التنسيق ولا تستطيع المخاطرة بالغائه. وهذه المواقف اتخذتها موسكو ردا على الضربة العسكرية لكن استباقا ايضا لزيارة وزير الخارجية الاميركي الذي لم يلغ زيارته المرتقبة لموسكو كما فعل نظيره البريطاني ولا موسكو الغت الزيارة من جانبها في مؤشر الى عدم الرغبة في زيادة التصعيد على رغم تناقض المواقف وتنافرها على خلفية قصف النظام السوري خان شيخون بالسلاح الكيميائي. كما تتوقف المصادر من جهة اخرى عند ما قاله وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لبرنامج "واجه الامة" على محطة شبكة "سي بي سي" قبيل يومين من توجهه في اول زيارة الى روسيا كرئيس للديبلوماسية الاميركية في الادارة الجديدة من ان الروس لم يكونوا مستهدفين بتلك الضربة وكانت الضربة دقيقة جدا ومناسبة تماما ومقصودة جدا. واعرب عن امله في ان" نستطيع جعل الاطراف يجلسون الى الطاولة لبدء عملية المناقشات السياسية التي ستتطلب مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد وحلفائه". فما حصل لم يقلب الاولويات الروسية بالنسبة الى سوريا اقله في كلام وزير الخارجية الاميركي على رغم ان بند رحيل بشار الاسد من ضمن اولويات ادارة ترامب وفق ما يضغط البعض في اتجاهه في واشنطن ما اعاده الى الواجهة في تصريحات بعض المسؤولين. وهو ما يؤشر الى غياب استراتيجية واضحة لدى الادارة الاميركية ازاء سوريا وانها في طور بلورتها. لكن ذلك يعني ايضا ان لا تغيير جوهريا ازاء استمرار الاسد وجلوسه الى طاولة المفاوضات فيما انبرت روسيا الى الدفاع عنه قبيل وصول تيلرسون الى موسكو. فالاقتناع بوجود الاسد محاورا لم يعد موضوع نقاش بالاستناد على الاقل الى تجربة لبنان خلال الحرب والتي لعبت فيها سوريا دورا محوريا حيث كانت مطالبات متواصلة مثلا باستقالة الرئيس السابق الراحل سليمان فرنجيه لم تنجح كليا بدليل انتخاب سلفه وبقائه في الوقت نفسه ليكمل ولايته، وكذلك مع المطالبات اللاحقة باستقالة الرئيس السابق امين الجميل ورفض التحاور معه، الا انه بقي واضطر الجميع الى التحاور معه. ومع ان الحرب السورية اشد شراسة وابلغ اتساعا مما كانت عليه الحرب في لبنان فان ثمة قواعد تسري في كل الحروب ومن بينها موضوع بقاء الاسد او رحيله الذي يعتبر ديبلوماسيون انه غدا اصعب على الخارج ان يتقبل استمراره او رعايته لمستقبل سوريا في ظل سجله خصوصا في استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه. لكن المسألة تتصل بطبيعة الاتفاق بين الاميركيين والروس باعتبار انه الاساس على رغم وجود كلمة للقوى الاقليمية لا يمكن تجاهلها لكن هذه تتأثر بقوة اتفاق الجانبين الاميركي والروسي او باختلافهما وتتموضع للبناء على احد الخيارين في المرحلة المقبلة علما لكلا الخيارين تبعاتهما وانعكاساتهما في المنطقة والعالم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم