الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المواجهات في عين الحلوة: حسم صعب واحتمال الاستنزاف الطويل وارد

المصدر: "النهار"
إبراهيم بيرم
المواجهات في عين الحلوة: حسم صعب واحتمال الاستنزاف الطويل وارد
المواجهات في عين الحلوة: حسم صعب واحتمال الاستنزاف الطويل وارد
A+ A-

هذه المرة اقدمت حركة" فتح". اطلقت قفاز التحدي في وجه المجموعات المتشددة في مخيم عين الحلوة ونجحت في تبديد رهانات استمرت لسنوات فحواها انها لن تتجرأ على اخذ القرار الصعب ولن تجرؤ لاعتبارات عدة على ركوب المركب الخشن .لكنها كسرت المحرمات وبدأت منذ اكثر من 48 ساعة في مواجهة اعطتها طابع الحسم بغية تحقيق حزمة اهداف دفعة واحدة :


-الاثبات عمليا انها(اي فتح ) ما برحت الرقم الصعب في المعادلة الفلسطينية داخلا وفي الشتات وانها استطرادا ما زالت بما تمثل من شرعية نضالية وسياسية هي مرجعية القرار في اكبر تجمع بشري فلسطيني في لبنان (نحو مئة الف لاجىء )يتمتع الى حد كبير بنوع من الحكم الذاتي كون السلطة اللبنانية بكل اجهزتها تقف عند مداخله وعند حدوده ولا قرار لديها بالدخول اليه وجعله تحت سيطرتها وسطوتها.
- تبديد اعتقاد سرى لاعوام جوهره ان نفوذ كبرى الفصائل واعرقها هو الى ضمور وتقلص في المخيم الفلسطيمي الاكبر في مقابل تقدم نفوذ المجموعات المتشددة على انواعها وامساكها المضطرد بمفاصل القرار في المخيم خصوصا ان بعضها، ولا سيما مجموعة بلال بدر قد جاهر بمايعته لتنظيم " داعش" ويسعى ليكون ذراعها الضارب في لبنان فيما لا يخفي البعض الاخر ارتباكاته بالمجموعات المتشددة في الساحتين السورية والعراقية وانه يشكل لها رديفا خلفيا واحتياطا غب الطلب.
وعليه كلما ارتفع الحديث في اوساط بيروت السياسية عن خطر كامن يتمثل في امكان ان تقدم المجموعات المتشددة ذات يوم على ارساء رؤوس جسور لها في الداخل اللبناني كلما توجهت الانظار تلقائيا نحو عين الحلوة متخوفة من تكون المجموعات المتشددة المنتشرة هناك احتياطي الفتنة الجاهز لدور ما او الخلايا النائمة المنتظرة امر عمليات للتحرك والفعل .
ومما زاد في هذا الاعتقاد ان المجموعات المتشددة في المخيم حصنت على مدى الاعوام الـ 10 المنصرمة نفسها في داخل احياء ومناطق محددة اي انها تعد نفسها للمواجهة ولمثل هذه المرحلة منذ زمن وقد حالت دون انتشار القوة الامنية التي كانت الفصائل تتفق على تشكيلها بدعم من الدولة بهدف تولي الامساك بزمام الامن في المخيم وانهاء كل مظاهر التمرد والفوضى والفلتان.
فضلا عن ذلك جعلت هذه المجموعات من هذه الاحياء والمناطق المقفلة ملاذا امنا لكل المطلوبين من الدولة بتهمة او باخرى مثل شادي المولوي والمطرب التائب فضل شاكر وسواهم العشرات من لبنانيين وغير لبنانيين.
والمعلوم ان الدولة ،ولاسيما الاجهزة الامنية المعنية كانت دوما تنسق مع حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير طالبة منها :
-بذل كل ما في وسعها للحيلولة دون فقدان الامرة ودورالمرجعية في المخيم واعطائه لقمة سائغة للمتشددين لان لذلك من شأنه ان يسفر عن مخاطر كبرى ومترتبات وتداعيات سلبية .
- العمل على تسليم كل المطلوبين للدولة او على الاقل منع تحويل المخيم بؤرة خارجة على النطام العام وملجأ لكل الفارين من وجه العدالة .
- ضبط الاوضاع الامنية في المخيم والحيلولة دون تحوله بؤرة فلتان عبر انهاء عمليات الاغتيال والقتل والتفجير وفتح ابواب المواجهات المسلحة .
والمعلوم ايضا ان "فتح "والفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير وفصائل اخرى كانت تحاول دوما تنفيذ ما يطلب منها او ما تتعهد به ولكنها كانت تحذر دوما من المضي قدما في المواجهات حتى النهايات الحاسمة لاجتثاث مظاهر الفوضى والفلتان تحت شعار : الحرص على الحيلولة دون اغراق المخيم المكتظ في دوامة عنف جارفة وعاصفة فوضى قد لا تنتهي.
اما وقد بلغت الامور في الساعات القليلة الماضية المحظور و ما كان يخشى الجميع منه فالواضح ان القرار الصعب والحاسم قد اتخذه جميع المعنيين خصوصا وان المعلومات الواردة لـ "النهار" تؤكد دخول مستجدات نوعية على الموقف ابرزها :
- حشد "فتح" لمزيد من مقاتليها في الميدان بعدما استقدمت ما لايقل عن 250 عنصرا من مخيمات الرشيدية وبرج الشمالي والبص ومخيمات اخرى.
- توفر غطاء "اسلامي " لقرار "فتح "هو الاول من نوعه يتمثل بدعم واضح وحاسم من "عصبة الانصار وحركة " الجهاد الاسلامي" في موازاة عدم تماسك المجموعات المتشددة حول قرار واحد واستعداد بعضها لاداء دور الوسيط والمفاوض .
- دعم مطلق من الدولة ومن احزاب لبنانية تحت شعارانه ان اوان الحسم النهائي بغية تكريس وضع مستقر في داخل المخيم لايكون مصدر قلق للدولة والمحيط .
وعليه فان السؤال المطروح متى ساعة الحسم واستطرادا متى تنتهي معاناة المخيم وسكانه ؟
المعطيات الاولية المتوفرة من اكثر من جهة لا تؤشر ان المهمة سهلة امام حركة "فتح " فاندفاعتها ومن معها نحو حي الطيري في داخل المخيم للسيطرة عليه وتحريره يواحه بمقاومة شرسة من المتحصنين فيه(مجموعة بلال بدر ومن معها ) والذين تختلف تقدير عديدهم بين الـ80والـ120عنصرا فضلا عن ان هؤلاء يقاتلون بروحية اما الاستمرار في الصمود والثبات في المواجهة لاطول وقت ممكن واما ان عليهم ان يلاقوا مصيرا صعبا جدا من بينه الانهاء والاجتثاث على غرار ما حصل لجماعة احمد الاسير .
وفي كل الحالات فان الوضع في المخيم بات امام احتمال من ثلاثة :
- اما ينجح حشد فتح في المضي في ما بدأه وبالتالي توجيه ضربة قاصمة لمجموعة بدر مما من شأنه فرض أمر واقع جديد يفرض على كل المجموعات المتشددة الانكفاء والتسليم.
- اما الدخول في مرحلة استنزاف طويلة لا يمكن التكهن سلفا بخواتيمها.
- او ان يقبل بلال بدروالقوى الواقفة في خندقه التسليم ولكن وفق شروط معينة يطلبها هو تجعله يحتفظ بدو ما ولو في شكل محدود.
- اما ان تكتفي "فتح" بالانجاز في الميدان وبالتالي تعود الامور الى مربعها الاول في انتظار جولة عنف جديدة .


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم