الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قس إنجيلي يخوض الانتخابات النيابية... إدكار طرابلسي يعلن "التزام الدولة المدنية"

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
قس إنجيلي يخوض الانتخابات النيابية... إدكار طرابلسي يعلن "التزام الدولة المدنية"
قس إنجيلي يخوض الانتخابات النيابية... إدكار طرابلسي يعلن "التزام الدولة المدنية"
A+ A-

قس إنجيلي مرشح لـ #الانتخابات_النيابية. الخبر ليس بالتأكيد مألوفاً في الحياة السياسية اللبنانية. رئيس كنيسة لبنان الانجيلية في عين سعادة القس الدكتور إدكار طرابلسي يقدم على هذه الخطوة بثقة، بطموح الى دور آخر يتطلع الى ممارسته. العين على التشريع ومراقبة #الحكومة. "ليس المنصب ما يعني لي، بل الفرصة التي يوفرها للمشاركة في التشريع"، يقول لـ"النهار". بالنسبة اليه، "لا تقدم من دون تشريع ومراقبة الحكومة".


من قلب الكنيسة يأتي طرابلسي الى العمل العام، لا سيما الحزبي والسياسي. كاتب هو، رئيس كنيسة ورئيس معهد اللاهوت الإنجيلي اللبناني في عين سعادة، ورئيس مجلة "رسالة الكلمة"... وفي "خدمة الرب من 30 عاما"، على قوله. خلال هذه الاعوام، "خدمت أبناء الكنيسة، وايضاً اشخاصاً كثيرين من كنائس وانتماءات اخرى من دون اي تمييز". سياسياً، ناضل منذ الثمانينات في القرن العشرين مع "الفريق الذي اصبح "التيار الوطني الحر"، وتوليت مسؤوليات كثيرة، واشتغلت في مختلف المستويات التنفيذية والسياسية".


بتعابير أخرى، انه "قس ناشط في خدمة الناس والوطن". وحتى لو كان قساً، "انا ملتزم الدولة المدنية"، على ما يؤكد. ويتدارك: "هذه الفكرة تعني كثيراً للبروتستانت". في واقع الامور، يدخل العمل العام ضمن التراث الكنسي الانجيلي. "آباء الاصلاح، رغم ايمانهم بفصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة الحاكمة، أصلحوا الكنيسة والدولة معا"، على قوله، مقدماً امثلة عدة، منها "القس الاصلاحي جون كالفن الذي كان حاكماً لجنيف، والقس ألدويخ زوينغلي الذي كان ايضا حاكماً لزوريخ".


في التاريخ، حقق انجيليون عديدون "تطويراً في التشريع وبنية الدولة"، لا سيما "على المستويين التشريعي والتنفيذي"، ابرزهم ابرهام كاوبر الذي كان رئيساً لحكومة هولندا من 1901 الى 1905. "كان قسا، وفي الوقت نفسه رئيس حزب ورئيس معهد لاهوت ورئيس مجلة دينية، ومؤسس جامعة امستردام الحرة. لقد حقق نهضة كبيرة في هولندا". ويضيف ايضاً القس مارتن لوثر كينغ "الذي استشهد دفاعاً عن حرية السود في الولايات المتحدة الاميركية".


يدرك جيداً طرابلسي التأثير الذي يمكن ان يكون للعمل السياسي على الخدمة الدينية. كنيسته تضم اشخاصاً "من الفئتين السياسيتين المسيحيتين المختلفتين، أي القوات والعونيين، وهم يحبونني ويدعمونني"، على قوله. "لقد خدمتهم وأحببتهم بلا تمييز. أيّدت المصالحة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، واشتغلنا من اجلها. كنت الى جانب من اشتغلوا من أجلها، ولا ازال. كنيستي موحدة خلفي في شكل كبير".


طرابلسي ليس القس الانجيلي الاول الذي يترشح للانتخابات النيابية. في الستينات من القرن العشرين، ترّشح القس فؤاد عقاد من "كنيسة الله" في الاشرفية، "وكان يومها رئيس جمعية الكتاب المقدس"، على ما يتذكر. وفي التسعينيات، "خلال المقاطعة المسيحية، ترشّح القس فادي داغر".


عند الموارنة، خاض الاب سمعان الدويهي العمل النيابي اعواماً طويلة، ابتداء من العام 1964 خلال عهد الرئيس فؤاد شهاب. فاز بالنيابة خلال ثلاث دورات نيابية متتالية (1964، 1968، و1972). وبقي نائباً خلال دورات عدة مدّد فيها المجلس لنفسه خلال الحرب.


لا مشكلة لدى طرابلسي في خوض المعركة النيابية ضمن فريق سياسي معروف. ألا تخشى ان يؤثر عدم حيادك او عدم استقلالك عليك وعلى خدمتك الكنسية والروحية؟ يجيب: "لا، لان هناك تفهما لهذا الامر لدى رعيتي التي تدرك ان العمل السياسي ليس مستقلاً. العمل المستقل لا يمكن ان يؤمن تعاضداً واسعاً. لا مشكلة لدينا اطلاقاً".


الرسالة التي يريد ان يوجهها من خلال ترشحه هي "انني مواطن واخدم كل المواطنين. انا اتحدر من عائلة موظفين حكوميين، واعرف معاناتهم. وتعني لي الدولة، بموظفيها المدنيين والعسكريين، وتهمني خدمة الناس". ويتدارك: "لا افتعل الخدمة او دوراً. اذا فزت، أستمر في خدمة الناس. واذا لم أوفق، سأستمر في خدمتهم. لا شيء سيتغير".


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم