الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تغطية الصحة النفسية بدءاً من 2018 في لبنان

سلوى أبو شقرا
تغطية الصحة النفسية بدءاً من 2018 في لبنان
تغطية الصحة النفسية بدءاً من 2018 في لبنان
A+ A-

على الرغم من أنَّ منطقتنا العربية أرضٌ خصبة للحروب الأهلية والاحتلالات الخارجية، لقصف الصواريخ، وأزيز الرصاص ودوي الانفجارات، وغيرها من المشاكل الحياتية اليومية تبقى الصحة النفسية مهمشة في لبنان ودول العالم العربي مقارنةً بتلك الغربية. وهذا ما دفع منظمة الصحة العالمية التي تحتفي في السابع من نيسان من كل عام بـ"يوم الصحة العالمي" لتخصيص شعار هذا العام "الاكتئاب: دعونا نتحدَّث عنه" نظراً إلى وجود نحو أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع الاكتئاب أي بزيادة نسبتها 18% عن عامي 2005 و2015.



يشكل الاكتئاب حالة مرضية يشعر معها المصابون بالحزن الشديد ولا يجدون متعة في ممارسة الأنشطة التي تُدخل عليهم الفرح والسرور، كما يستصعبون أداء مهماتهم اليومية أيضاً. ومن الممكن أن يصيب الاكتئاب أي شخص أينما كان خصوصاً الفئات السكانية التي تمرُّ بأزمات إنسانية. ويتبيَّن أنَّه في إقليم شرق المتوسط، يتأثَّر شخص من بين كل خمسة أشخاص بالاكتئاب والقلق جراء وقوعه في براثن الصراعات المسلحة وانعدام الأمن والاستقرار، وغيرها من مآسي النزوح واللجوء. خطورة هذه الحالة وانعكاساتها لم تساهم في حصول المصابين على أي دعم حتى في بعض الدول المرتفعة الدخل، ولا يحصل 50% منهم على علاج لهذا المرض المُفضي أحياناً إلى الانتحار (الذي يُعدُّ السبب الرئيسي الثاني للوفاة في الفئة العمرية بين 15 و29 عاماً) في حال لم يُعالج بالطريقة الأمثل.


ومسببات الاكتئاب عدَّة منها الجسدية والنفسية والاجتماعية، أي تاريخ الإصابة بالاكتئاب في العائلة، وفقدان أحد الوالدين في سن مبكرة، والمعاناة من اعتلالات جسدية مزمنة، وتعاطي الكحول والمخدرات، وعوامل الضغط الشديد مثل الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية وغيرها من الصعوبات طويلة الأمد مثل المشاكل المالية والانتماء إلى أقلية أو صعوبات مرتبطة بالزواج. ولكن رغم ذلك، اعتبرت منظمة الصحة العالمي أنَّ "الاكتئاب يمكن علاجه"، محاولةً في رسالتها القول للمصاب: "أنت لست وحدك، فالمساعدة متاحة".


تغطية الصحة النفسية في 2018


لبنان إحدى ضحايا الحروب العسكرية وحصد بعد سنوات ولا يزال آثارها، متأثراً ولو بطريقة غير مباشرة بالحروب الدائرة في المنطقة العربية من سوريا، واليمن، والعراق، ومصر، وغيرها من الدول التي تعيش خضات أمنية وسياسية. لذلك، أُطلقت في السرايا الحكومية "الحملة الوطنية للصحة النفسية 2017"، حيث أشار وزير الصحة العامة غسان حاصباني في كلمته إلى أنَّ "وزارة الصحة العامة تحاول رأب الصعوبات والفجوات في تقديم الخدمات التي يواجهها النظام الصحي في لبنان. وعلى الرغم من ذلك، تغطي الوزارة كلفة الاستشفاء في مستشفيات الأمراض النفسية ناهيك بتأمين الأدوية النفسية للمرضى الذين ليس لديهم جهة ضامنة. في عام 2014، أطلقت الوزارة البرنامج الوطني للصحة النفسية بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والهيئة الطبية الدولية. وبعد عام أطلقت الاستراتيجية الوطنية الأولى للصحة النفسية لإصلاح وإعادة هيكلة نظام الصحة النفسية في لبنان، التي تمتد على 5 سنوات اعتماداً على مبادىء حقوق الإنسان والأدلة العلمية والحاجات المحلية". وكشف حاصباني أنه "اعتباراً من عام 2018 ستبدأ الوزارة بتغطية الصحة النفسية كجزء من مشروع "التغطية الصحية الشاملة" بإدارة قسم الرعاية الصحية الأولية وبدعم من البنك الدولي، وستدرب ما يزيد على 75 موظفاً من موظفي هذه المراكز".



 


خطة العمل 2013 -2020


بدوره، لفت مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور محمود فكري إلى أنَّ "السابع من نيسان 1948 ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية التي دأبت منذ إنشائها على تبني القضايا الصحية والاجتماعية التي تشكِّل تحدياً صحياً على المستوى العالمي. ووقع اختيار "ظاهرة الاكتئاب" لهذا العام بوصفها مشكلة صحية ودولية وأحد تحديات الصحة العامة على المستوى العالمي عموماً وفي إقليم المتوسط خصوصاً وذلك نظراً إلى الظروف الطارئة وغير العادية التي يمرُّ بها بعض بلدان الإقليم. ووفق تقديراتنا في منظمة الصحة العالمية قد تؤدي الأوضاع المتدهورة إلى ارتفاع مستويات الإصابة بالقلق بمعدَّل الضعفين، والاكتئاب بمعدَّل ثلاثة أضعاف، كما أنَّ هناك 300 مليون شخص يعانون الاكتئاب حالياً حول العالم".


 


[[video source=youtube id=X-fAEMgQnt8]]


 


لمَ اختير لبنان لإطلاق هذه الحملة؟ يلفت فكري إلى أنَّ "الجواب بكل بساطة يكمن في أنَّ لبنان واحد من البلدان التي قطعت أشواطاً كبيرة في تعزيز خدمات رعاية الصحة النفسية التي تندرج ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية المدعومة بسياسات وأطر تشريعية لا تنطبق على المواطنين اللبنانيين فحسب بل أيضاً على عددٍ كبير من النازحين ولا سيَّما من الدول المجاورة. ونحن هنا اليوم أيضاً، لتفعيل البنود التي وردت في خطة العمل المعنية بالصحة النفسية للفترة 2013 إلى 2020 في سعيٍ لتوفير خريطة طريق لتوسيع نطاق العمل في مجال الصحة النفسية والإسهام في تنفيذ الإطار المعزز لبرامج الوطنية للصحة النفسية وتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية".


 


[[video source=youtube id=DXZZcdFXTtY]]


 


تحتاج الاضطرابات النفسية والعصبية إلى دعم اجتماعي يُساعد حتماً المريض على التعافي وتالياً الاعتناء بنفسه. ولكنَّ انخفاض مستويات الاعتراف بالاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية الشائعة يُفضي إلى خسائر اقتصادية تتجاوز قيمتها 1 تريليون دولار أميركي كل عام.


[email protected]


Twitter: @Salwabouchacra

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم