الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان بعد الفطر ... مخاوف ام تخويف ؟

A+ A-

ماذا بعد الفطر؟ ولماذا تسود انطباعات واسعة بان ما بعد العيد سيكون غير ما قبله ؟ وهل ثمة من يخيف اللبنانيين عمدا بهذا الانطباع ام تراه حقيقة ترتسم معالمها على الارض عبر الامن المهتز والاحتقانات السياسية ؟
لم يكن ينقص اللبنانيين من عوامل التكدير عشية عيد الفطر سوى الحادث الحدودي في منطقة اللبونة حيث جاء التوغل الاسرائيلي داخل الحدود وانفجار لغم باربعة جنود اسرائيليين ليزيد المخاوف من اهداف اسرائيلية مبيتة حيال لبنان وسط تزايد انعكاسات الازمة السورية عليه . ومع ان الحادث اتسم بغموض شديد زاده الالتباس حول " هوية " اللغم الذي انفجر بالدورية الاسرائيلية وما اذا كان ردا من " حزب الله " من قلب منطقة عمليات القوات الدولية ام هو لغم من مخلفات الاحتلال الاسرائيلي فان التوغل الاسرائيلي في ذاته اضاف الى المشهد اللبناني عامل توجس جديدا الى جانب الاخطار الامنية التي تسود الداخل اللبناني .
غير ان المعطيات الواقعية تشير الى ان الستاتيكو اللبناني هو عرضة بالدرجة الاولى لانعكاسات الصراع في سوريا الذي شهد في الاسبوع الاخير من شهر رمضان بداية تحولات ميدانية لمصلحة المعارضة كان الظن الغالب انها ستبدا بعد الفطر . وهي تحولات تدرج في اطار اعادة التوازن العسكري والميداني الذي اختل بعد اسقاط القصير والتقدم الذي حققه النظام بدعم قوي من " حزب الله " وسواه من الحرس الثوري الايراني ومقاتلين عراقيين .
هذا العامل يبدو محوريا في المخاوف من انعكاسات الازمة السورية على لبنان . وتقول اوساط معنية في هذا السياق ان بوادر عودة التوترات الى البقاع الشمالي وطرابلس خصوصا لا يمكن عزلها عن هذه الانعكاسات المباشرة وغير المباشرة للتحولات الميدانية في سوريا غير ان ذلك لا يعني بالضرورة ان الوضع في هاتين المنطقتين مرشحة لفلتان اكبر مما عرفتاه سابقا خصوصا ان القوى العسكرية والاجهزة الامنية بدات تتعامل بحزم اكبر مع ظواهر الفلتان التي تسودهما وليس هناك اي عامل طارئ من شانه ان يسقط القدرة على استمرار سياسة الاحتواء للتوترات ولو في حدودها الدنيا .
اما العامل الذي يشكل مثار خشية واقعية اكبر لدى الجهات المعنية في الدولة فيتمثل في الاستهدافات الامنية على غرار اطلاق الصواريخ المجهولة المصدر والجهة او الجهات وكذلك التفجيرات على غرار ما حصل في داريا اخيرا . وهي مخاوف زادت وتيرتها اخيرا في ظل تدابير اتخذتها بعثات ديبلوماسية غربية ومن ابرزها البعثات الاميركية والاوروبية وظلت بعيدة عن الاضواء في ظل تطورات عدة من بينها اشتداد الصراع في سوريا ومصر وتونس مع الجهات الاصولية الاسلامية والقرار الاوروبي بتصنيف الجناحةالعسكري ل" حزب الله " منظمة ارهابية وسواها من تطورات .
وتلفت المصادر المعنية هنا الى ان هذه المخاوف نشات منذ اسابيع ولا رابط بينها وبين اي مهل افتراضية لتبرير التخويف بمرحلة ما بعد الفطر بما يعني انه قد يكون هناك منظومة او منظومات تخويف للبنانيين يراد منها التوظيف السياسي والدعائي والنفسي لزيادة الضغوط على مجمل الوضع الداخلي وابقاء الوضع رهينة للشلل ومنع القيام باي خطوة من شانها ان تعزل لبنان ولو بحدود ضيقة عن المعترك الناري في محيطه . ولعل ما يثبت ذلك هو اتبعاد المصادر نجاح المحاولة الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة بعد عطلة عيد الفطر على رغم كل ما يقال الان عكس هذا الانطباع .
واذا كانت المصادر تستبعد اي انهيارات امنية على غرار ما يجري تخويف اللبنانيين بها فانها في المقابل لا تقلل خطورة استمرار الاستهدافات الامنية التي تتخذ من الازمة السياسية والحكومية الستار الامثل لترك لبنان عالقا عند مشارف الانهيارات لا يسقط الى قعرها ولا يبتعد عنها .


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم