الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو والصور: "أنت أخي"... دعوتي أن أحمل إعاقتي بفرح ورجاء

نيكول طعمة
بالفيديو والصور: "أنت أخي"... دعوتي أن أحمل إعاقتي بفرح ورجاء
بالفيديو والصور: "أنت أخي"... دعوتي أن أحمل إعاقتي بفرح ورجاء
A+ A-

جسّدت شهاداتهم المعنى الحقيقي لرسالة "أنت أخي"، وخرجت الكلمات صادقة من حناجرهم تاركة أثراً في قلوبنا، لكأن تفاؤلهم بالحياة حرّرهم من إعاقاتهم المختلفة.


في مبنى مؤسسة "أنت أخي"، في منطقة بلونة، استقبلتنا مجموعة من الشبان والشابات بأغنية ترحيبية وبابتسامات لا تفارق وجوههم، وسلام داخلي يكاد لا يعادله سلام. يجمعون على "أن الاختلاف في الحياة غنىً والتكامل مطلوب في المجتمع، ولكل إنسان دور خاص يؤديه وفق قدراته". وفي دردشة مع غسان جبرا الذي يدرك تراجع حالته، ماذا يقول؟ لا يستسلم بفضل دخول "أنت أخي" حياته. "لقد تقبّلتُ إعاقتي واكتشفت دوري، إلا أن المشكلة تكمن في نظرة المجتمع إلينا، مع أن الإعاقة لا تلغي الناحية الإنسانية". يضيف: "إن دورنا هو الإضاءة على حق كل إنسان في عيش الفرح والسلام مع نفسه ومع الآخرين مهما كانت ظروفه"، مشيراً إلى أنه ورفاقه وصلوا إلى موقع متقدّم مع تحسّن إعاقتهم "والطريق لم تكن سهلة أمامنا ومع أنفسنا ومع الآخرين. اختبرنا محطات صعبة، لكننا اليوم تخطينا الواقع ونبحث كالجميع عن الفرح، نضعه هدفاً ونعمل على أساسه".



أما فادي رشدان الذي يعاني ضعف البصر والسمع معاً وصعوبة في التنقل، فلا يتذمّر من إعاقته، "أنا متأكد من أن ربي يكن لي محبة خاصة وبفضله اليوم أنا موجود على الأرض... دعوتي أن أحمل إعاقتي بفرح ورجاء بدل أن أتجبّر على النعمة التي أعطاني إياها لكي أكون قدوة للآخرين". ويقول إنه يستمد عناصر القوة من رفاقه والعكس صحيح، "لأن الحياة شركة ومحبة". لقد بدّلت "أنت أخي" حياة فادي من العزلة إلى الاندماج ومنحته ثقة أقوى بنفسه، وعلمته أن يبني صداقات مع المتطوعين والمرافقين له.







بدورها، اختبرت كارول نصرالله الأجواء الحقيقية للعائلة في المؤسسة، قائلة: "نحن نعيش معاً كمصابين ومعافين أكنا مرافقين أو شبيبة، كأننا في عائلة واحدة متحدة بالمحبة، نتشارك الحلوة والمرّة". وعلى رغم الصعوبات التي تواجهها كارول يومياً، تبقى مؤمنة بأن محبة الله تزداد أكثر فأكثر مع كل فرد في المؤسسة. تقاوم النقص بالتحدّي طالما أن كل فرد في "أنت أخي" يساند الآخر وفق طاقاته.
أجواء المحبة والفرح تلفّ المكان في المؤسسة المشهود لها في رعاية أولادها والعناية بهم بلا حدود. ويجتهد العاملون الملتزمون تحفيز القدرات الجسدية والعقلية للشباب المعوّقين، من خلال نشاطات متنوعة داخل المؤسسة وخارجها، وذلك عبر برامج مختلفة تعمل الإدارة على تطويرها باستمرار.
وفي لقائها مع "النهار"، حدثتنا نائبة رئيسة "أنت أخي" ومديرتها العامة رلى رعد نجم عن مسيرة هذه المؤسسة الحاضنة لأولادها، واستمراريتها في تقديم خدماتها للشبيبة المصابين باعاقة، وتلبية حاجاتهم اليومية على المستويات المختلفة. "أنت أخي" أبعد من رسالة خدمة المصاب بإعاقة شديدة، تقول: "هي مكان للمصابين والمعافين لنعيش معاً الإختلاف من دون خلاف". نعم، إنه الإختلاف "الذي يكمّل بعضنا، وليس الإختلاف الذي يشكّل خلافاً"، وفق تأكيدها، مضيفةً "أن شبيبتنا مندمجون في قلب المجتمع رغم شدّة الإعاقة".





تستقبل "أنت أخي" اولادها الذين كبروا في "سيزوبيل"، وهي مسؤولة في شكل كامل عن 68 شاباً وشابة حدّت الإعاقة من قدراتهم واستقلاليتهم، وفق نجم، وتقول: "يتم الإستقبال وفق متطلبات المرافقة والوضع العائلي وثقل الإعاقة وشيخوخة الأهل أو وفاتهم"، وتضيف: "هناك 21 شخصاً يلازمون المؤسسة ليل نهار، فيما يداوم آخرون فيها يومياً من الاثنين إلى الجمعة، ويتم توزيعهم وفق برامج المؤسسة". وفي حال الطوارئ، وضمن برنامج المرافقة، تهتم المؤسسة بالذين يعانون صعوبات صحية في المنازل.
يشار إلى أن بيت "أنت أخي" مفتوح أمام الزائرين الذين يترددون إليه بمعدل 3300 شخص سنوياً، من بينهم تلامذة المدارس، "لنعيش معاً الفرح والرجاء رغم الصعوبة".
يتألف فريق العمل من ملتزمين ومرافقين إلى جانب الشبيبة داخل المؤسسة. أما المتطوعون، "فهم الشق المكمل لهذا الفريق، الذي لا يمكن أن نستمر من دون حضوره ومساندته"، تقول نجم، لا سيما وأن مهمة المتطوعين لا تقتصر على تلبية حاجات الشبيبة فحسب، بل بناء علاقة متينة وصداقة في ما بينهم، والمتطوعون في "أنت أخي" هم من لبنان ومن خارجه".







"انتاجنا معنوي لا مادي"
كيف تؤمن "أنت أخي" مصاريفها لتغطية نفقاتها الكثيرة، تجيب نجم: "ليس في مؤسستنا معامل تنتج أشغالاً يدوية تدر لنا الأموال، إنما مستمرون بفضل المساعدات المادية أو العينية من خلال متبرعين، أو من طريق التبني من عرابين، أو نشاطات تمويلية ذاتية نقوم بها مع مجموعة من المتطوعات أو لجنة السيدات اللواتي آمنا برسالتنا وأدخلن الفرح والسلام إلى قلوب شبيبتنا، وبفضل هذه اللجنة وُلدت لجنة الشباب المتطوعين إلى جانب أمهاتهم". تنظم لجنة السيدات نشاطين في السنة بهدف تمويل المؤسسة. ويشار إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية وافقت في 2015، بموجب عقد على دعم "أنت أخي" بمبلغ مالي كمساهمة لتغطية بعض التكاليف.
وتخبرنا نجم أنه تحضيراً ليوبيل "أنت أخي" الـ25 في 2018، كرم "الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان" المؤسسة قبل سهرة العشاء التي تنظمها لجنة السيدات اليوم الخميس 6 نيسان، في ملهى الـ(ONE) في بيروت، والذي يعود ريعه إلى مساندة برامج المؤسسة وتلبية حاجات الشبيبة. ويتخلل الحفل، إلى كلمة رلى نجم، وثائقي عن "أنت أخي"، لوحات فنية، عروض راقصة وتومبولا. تبدأ السهرة الثامنة والنصف مساء وتستمر مع الشباب إلى الوقت الذي يرغبون فيه.
لمن يرغب مساعدة "أنت أخي" والمشاركة في سهرة العشاء الخيري الإتصال بشنتال حداد أو مايا عون على الرقم /230650-09.
ولمزيد من المعلومات عن المؤسسة يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: www.antaakhi.org أو البريد الإلكتروني:
[email protected]



فيديو عن "أنت أخي":


 


[[video source=youtube id=9GCccqmPRN4]]


 


[email protected]
Twitter: @nicoletohme

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم