الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انتخابات نقابة المهندسين: الانسحابات تحدّد النتائج

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
انتخابات نقابة المهندسين: الانسحابات تحدّد النتائج
انتخابات نقابة المهندسين: الانسحابات تحدّد النتائج
A+ A-

يستعد نحو 40 ألف مهندس من بين المنتسبين إلى نقابة المهندسين في بيروت، الذين سدّدوا اشتراكاتهم، لاختيار نقيب جديد وخمسة أعضاء لمجلس النقابة.


ومن المتوقع ان يشارك نحو 15000 منهم في انتخابات عامة تجرى نهار السبت المقبل لاختيار نقيبهم لمدة 3 سنوات، وسيكون هذه المرة مسيحياً في بيروت، مداورة، ومسلماً في طرابلس.
تكتسب هذه الانتخابات طابعاً خاصاً، بعد التغييرات السياسية التي حملها هذا العام من تحالف بين "القوات اللبنانية" و "التيار الوطني الحر" إثر اتفاق معراب، والتقارب المستجد بين "التيار" و"المستقبل" (المتنافسان اللدودان في النقابة) بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اضافة الى ورشة على مستوى التنظيم الداخلي يجمع المهندسون عليها بعد الزيادة الكبيرة في اعدادهم، والكلام على بداية عجز مالي في ما خص نظام الاستشفاء والتقاعد، وغيرها من شؤون تنظيم المهنة.
وبغض النظر عن انتخابات الأعضاء الخمسة، تتجه الأنظار الى مركز النقيب الذي أقفِل باب الترشّح على 12 مرشّحاً لشغله، ولم يسجل أي انسحاب حتى الساعة، وهذا يدل على حماوة المعركة.
وبما ان المعركة هي على مركز النقيب المسيحي، فالمعركة الأساسية ستتركز بين مرشحي "التيار الوطني الحر" بول نجم، و"القوات اللبنانية" نبيل أبو جودة، وحتى الساعة لم تثمرْ التدخلات القيادية بين الحزبين اتفاقاً على مرشح واحد لخوض المعركة الانتخابية. والى جانب مرشحي الأحزاب المسيحية، يخوض ائتلاف "نقابتي"، الذي يضمّ مهندسي "بيروت مدينتي"، و"الخيار المهني"، و"اللقاء المهني الهندسي" و"الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة" المعركة، وقد رشّح جاد تابت لمركز النقيب، كما أعلن الدكتور ميشال فريد الخوري ترشحه لمنصب النقيب، وهو المدير الحالي لكلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الفرع الثاني – رومية، ورئيس قسم الهندسة المدنية سابقا لمدة 14 سنة بين 1997 و2015، الأمر الذي يميز حضوره بين المهندسين، وخصوصاً ان جزءا كبيرا منهم طلابه وعلى علاقة معه، وهو شكل لائحة حتى الآن تضم 3 مهندسين من المستقلين، ويبرز ايضاً من الاسماء الجدية والمستمرة المرشح الدائم بيار جعارة، اضافة الى نائب رئيس مجلس الجنوب سابقا جان مخايل.


تحالفات سياسية
تكتسب المعركة طابعاً سياسياً بامتياز، بحسب مطلعين. فالبرامج الانتخابية للمرشحين تتشابه الى حد كبير، وجميعها تصب في مصلحة المهندس والنقابة، الا ان الحسابات النقابية لا تتوافق مع الحسابات السياسية، التي يريد كل طرف تجييرها لمصلحته، ومن هنا برز الافتراق الانتخابي النقابي بين "القوات" و"التيار"، فماذا يجري في الكواليس؟
حتى الآن، التحالف الوحيد المعلن هو بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، فيما يتجه حزبا الكتائب والاحرار الى دعم المرشح بيار جعارة.
الى ذلك، علمت "النهار" ان الحزب التقدمي الاشتراكي اتخذ قراره بدعم لائحة ائتلاف "نقابتي"، وكشف مصدر فيه أن هذا الدعم ينطلق من موقف سياسي، تماشياً مع سياسة الحزب بدعم تحركات المجتمع، متوقعاً الا يكون حشدهم كبيرا، اي بما لا يتجاوز الـ300 مهندس من أكثر من الف حزبي، نتيجة عدم وجود مرشح للحزب، وبسبب اكتفائه بالمرشح ايمن زين الدين عن الفرع الخامس.



وفي الساعات الأخيرة برز موقف قد يكون له التأثير الاكبر على مجريات الانتخابات، ويقلب المعركة رأساً على عقب. فقد بلغت الاتصالات بين "التيار" وحركة "أمل" مرحلة مهمة ومتقدمة قد تفضي الى إعلان تحالف قريب، وإذا تمّ هذا الموضوع يكون مرشح "التيار الوطني الحر" قد اجتاز أكثر من نصف الطريق الى مركز النقيب، كما أن هذا التأييد يفقد مخايل الدعم الابرز الذي كان متوقعا أن يناله، باعتباره مقربا جداً من الحركة، وربما يؤدي الى انسحابه.
من جهة أخرى، كان لتطور تحالف "امل" و"التيار" وقع كبير على "المستقبل"، الذي أخّر اعلان تحالفاته، فـهو محرج ولا يستطيع فك تحالفه مع "القوات"، وخصوصاً بعد انتخابات الشمال التي كان لـ"القوات" الفضل الأكبر في نجاح مرشحه بسام زيادة فيها، الذي نال 532 صوتاً مسيحياً مقابل مرشح اللواء اشرف ريفي الذي حصل على 70 في المئة من اصوات المهندسين المسلمين، فهو بحسب مصادر "مستقبلية" نقابية اتفق مع "القوات" على اهمية الفوز بالمعركة وايصال نقيب، "ولا علم اذا كان هذا الموضوع لا يزال ممكناً". وراهنت المصادر على اتفاق اللحظة الأخيرة بين "القوات" و"التيار" بما يجنبهما الاحراج ويوصل مرشحهما الى مجلس النقابة ضمن اتفاق سياسي واسع كما حصل في انتخابات نقابة الشمال والانتخابات التمهيدية للنقابة.
وفي انتظار التطورات، يبدو ان حركة انسحابات ستشهدها الساعات القليلة المقبلة، فإذا حصل التوافق وانسحب مرشح "القوات" يكون الفوز مؤكدا للائحة الاحزاب او السلطة، وتبقى العين على الرقم الذي سيحققه المجتمع المدني والمرشحون المستقلون، اما اذا لم يحصل فنحن امام انتخابات بين تحالف صلب لـ 8 آذار، مقابل 14 آذار مشتتة بين مرشحين وخيارات.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم