الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الأب دندن صاحب أكبر مشغل لصناعة الشموع في الصالحية (صور)

صيدا- أحمد منتش
الأب دندن صاحب أكبر مشغل لصناعة الشموع في الصالحية (صور)
الأب دندن صاحب أكبر مشغل لصناعة الشموع في الصالحية (صور)
A+ A-

شغف الأبونا يوسف دندن بالشموع المضاءة واحتياجه الى شمعة يضيء فيها كنائس جزين المظلمة خلال الاحتلال الاسرائيلي للمنطقة عام 1986، جعله صاحب أكبر مشغل لصناعة الشموع في بلدته الصالحية شرق صيدا.


من هنا بدأت حكايته مع مهنة تصنيع الشموع وتطويرها، وجعلها ليس فقط مجرد شمعة تضيء دروبنا وعتمتنا، وانما باتت على يديه وزوجته فادية ونجلهما غسان، تحفة فنية رائعة الجمال نزين فيها مناسباتنا السعيدة والحزينة.







في نيسان 1985 تهجر الابونا مع عائلته وسائر ابناء الصالحية وسكان القرى المسيحية في شرق صيدا بشكل قسري الى منطقة جزين بعد الاحداث المؤلمة والانسحاب الاسرائيلي من صيدا. سكن وعائلته في بلدة كفرحونة – جزين، ويقول لـ "النهار": "خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه دائم عن المنطقة، كنا بامس الحاجة الى شموع نضيء فيها كنائسنا وقداديسنا. ارشدني الاب ريمون عيد الى بقايا شموع موجودة في الكنيسة عملت على جمعها وتذويبها واعادة تصنيعها من جديد، وبعد ذلك تولدت لدي رغبة عارمة باهمية الشموع، وبدأت ابحث وأفتش عن كيفية تصنيعها. وتمكنت بداية من شراء ماكينة صغيرة تصنع 50 شمعة خلال 10 دفائق، وكنت أشتري المادة المصنعة وهي بيضاء تعرف بـ (البرافين) من منطقة الشوف".







بعد عام 1991، وبعد دخول الجيش وانتشاره في منطقة شرق صيدا، وتسليم الميليشات اللبنانية والفلسطينية أسلحتها وانسحابها من المنطقة، عاد دندن مع عائلته الى مسقطه، كما عادت أغلبية العائلات المسيحية الى قراها في المنطقة المنكوبة. ويقول: "اول شيء خطر في بالي اثناء بناء منزل جديد للعائلة بدلاً من المدمر، كان انشاء طبقة أرضية لتخصيصها الى مشغل لصناعة الشموع، واستطيع ان اقول اليوم ان حلمي تحقق. وفي سبيله سافرت الى دول اوروبية عدة ، وفي المانيا تتلمذت لمدة شهر على يد سيدة المانية تعلمت منها كل الطرق التي تجعل من الشمعة تحفة فنية تناسب جميع الاعمار وكل المناسبات، وحتى كل الاديان". وتضيف زوجته هناء: "نحن نمثل التعايش في عيد المولد النبوي الشريف، إذ نبيع كميات كبيرة الشموع التي تتلاءم مع المناسبة، تماماً كما في مناسبة عيد الشعانين، وغيرها من الاعياد المجيدة".


وتفاخر زوجة الابونا بنجلهما غسان الذي عشق المهنة من والده، واستطاع الى جانب عمله الخاص في كندا، صناعة اكبر شمعة لاقت اعجاب الكنديين وجميع اللبنانيين المقيمين في كندا.






ستبقى شموع دندن الشغوف بعمله، والمواظب على اختراع العديد من الاشكال والاحجام البيضاء والملونة والمنقوشة او المنحوتة برسومات وعبارات معبرة ونادرة، منافسة لكل ما يأتينا من الخارج وخصوصاً من الصين. ولا نبالغ في القول ان مشغل الصالحية هو بمثابة متحف وطني يتطلب من الدولة رعايته، وتعميم تجربته حتى لا يندثر او يزول كما اندثرت وزالت العديد من الحرف القديمة التي كان اللبنانيون يبدعون فيها.






(أحمد منتش).



 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم