الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عينكم... على الجيران!

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
عينكم... على الجيران!
عينكم... على الجيران!
A+ A-

يعرف اللبنانيون عن ظهر قلب ان بلدهم يصنف بين الدول الثلاث الاكثر استضافة للاجئين السوريين وهي تركيا والأردن ولبنان. ويعرفون أيضا ان تركيا والأردن تمكنا من فرض الكثير من مطالبهما على المجتمع الدولي الواهب مساعداته في حين لم ينل لبنان من مطالبه منذ سنوات الا الجزء اليسير الذي لم يحل دون تفاقم تداعيات كارثية لعبء اللاجئين السوريين الى حدود تتهدد واقعيا ليس بالاقتراب من "نقطة الانهيار" فقط كما حذر الرئيس سعد الحريري بل أبعد. هو خطر كارثي بالكامل نظرا الى تجاوز عدد اللاجئين المليون ونصف المليون الذي سيضحي تباعا متجاوزا لنصف عدد السكان بقياسات النمو التصاعدي البديهية كلما تقادم بقاء اللاجئين في لبنان امام كارثة الحرب السورية التي لا افق لنهاياتها ولا امكان لرهانات ثابتة على اعادة اللاجئين الى سوريا قبل هذه النهايات. المهم في هذه اللحظة، ومع انعقاد مؤتمر بروكسيل الدولي للاجئين، ان تشكل هذه المحطة إنعاشا لذاكرة السياسيين بوقائع مجردة لا مجال معها للاصطفافات السخيفة والفئويات الفارغة حيال الخطر الأشد الذي يتهدد كينونة لبنان، ولا يطّلع علينا منظرون بالعنصرية من هنا والشوفينية من هناك فيما المركب الى غرق محتوم. لسنا ندري سلفا مدى القدرة التي سيتمكن عبرها الوفد اللبناني برئاسة الرئيس الحريري من اقناع المجتمع الدولي بالاستجابة لخطة الاستثمار في البنى التحتية اللبنانية كوسيلة نجاة من الغرق تحت اعباء اللجوء الكارثي. فالسوابق لا تشجع على توقعات طموحة، وبعض أسبابها يعود الى قصور دولي اقرب الى التواطؤ وبعضها الآخر يتصل بواقع داخلي مفجع عممت معه صورة طبقة سياسية ممعنة بالفساد لا تؤتمن على الدعم المتنوع الوجوه. ما يجب ان يستعاد من بعض حقائق هو ان تركيا والأردن تمكنا من محاكاة العقل الدولي وفرض شروطهما عليه بالحدود القصوى المعقولة من خلال صورة الدولة الصارمة فيهما اولا وأخيرا. منذ اللحظة الاولى لنشوء كارثة اللاجئين في دول المحيط السوري تغنى مسؤولون لبنانيون بالطرق والوسائل التي تمكن الاْردن وتركيا من إقامتها سواء عبر مخيمات منظمة عملاقة على الحدود المشتركة مع سوريا او قربها والقواعد الإدارية والامنية والصحية التي تدار بها هذه الازمة الطويلة القسرية. كما ان مردودات الادارة التركية والاردنية للأزمة عادت عليهما باستجابات دولية تفوق ما حصل عليه لبنان بأضعاف مضاعفة الى حدود تمكن الاْردن مثلا من تجديد بناه التحتية كافة. ليس في هذين البلدين اليوم، على رغم ما لكل منهما من أزمات ومشاكل متنوعة، ازمة انقسام داخلي حول اللاجئين ولا ازمة سمعة سيئة بمستويات خيالية لطبقة سياسية شكلت مانعا او عذرا او ذريعة لحجب المساعدات والدعم، حتى حين كانت تركيا ولا تزال تُمارس ابتزاز أوروبا بتدفق اللاجئين اليها عبر معابرها. وفهمكم اكثر من زائد.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم