السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أسئلة وراء الكواليس ترسم صورة محتقنة: حكومة ظل أو عودة إلى ما قبل الطائف؟

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

امران مهمان جدا يدوران في الكواليس السياسية من دون ان يخرجا الى العلن ان عبر مناقشات او مواقف سياسية من دون ان يعني ذلك عدم احتمال خروجهما في وقت قريب تبعا لتطور العلاقات بين القوى السياسية سلبا او ايجابا، علما ان عنصرين برزا يعبران عن ذلك احدهما اعلان وزير التربية مروان حماده عزمه على الاستقالة الاسبوع الماضي لاسباب ردها الى اداء لا يحتمل في مجلس الوزراء، وبروز جدل بين الوزير جمال الجراح والوزير السابق الياس بو صعب بصفته مستشارا للتعاون الدولي على قاعدة تجاوز الاخير من موقعه المستجد صلاحيات الوزراء والمجالس. الامر المهم الاول ما يقرأه البعض من مؤشرات ان في اداء الرئيس العماد ميشال عون او محيطه او من بعض ما يقوله والذي يستشف منه الرغبة في العودة الى ما قبل اتفاق الطائف. وقد توج المخاوف التي يبديها البعض من طبيعة الصلاحيات التي اسندت الى بعض المستشارين المحيطين برئيس الجمهورية وكان ابرزهم الوزير السابق الياس بو صعب. اذ رأى سياسيون حتى بعيدا من الجدل الذي نشأ بين الاخير ووزير الاتصالات جمال الجراح في هذا الصدد، ان المستشارين بصلاحيات تأخذ او "تتعدى" على صلاحيات الوزراء يخشى ان يصبح بمثابة " حكومة ظل" وفق تسمية بعض السياسيين يحاول ان يقيمها الرئيس عون الى جانب الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري. وهذا من شأنه في ظل الخشية التي يبديها هؤلاء السياسيون ان " يكسر" حكومة الرئيس الحريري ويفرغها من مضمونها او من قدراتها على انجاز اي شيء. في المقلب الاخر لهذه المخاوف تأتي بعض المواقف على غرار تلك التي ادلى بها رئيس الجمهورية امام وفد من اللقاء التشاوري الوطني للعشائر والعائلات في بعلبك. اذ نقل عن الرئيس عون قوله بالاتجاه " الى وضع خطة اقتصادية كاملة ترسي اقتصادا سليما وتشكل برنامج عمل يؤدي الى تحسين الاوضاع تدريجا اذ لا يمكن ازالة تراكم امتد على 27 سنة خلال اشهر قليلة من عمر العهد والحكومة". والاشارة الى المدة في قول الرئيس عون اي الى العام 1990 يخشى ان يشكل مؤشرا قرأه السياسيون المعنيون ارادة في العودة الى زمن اقرار الطائف لجهة تجاهله ما بعده علما ان الكثير انجز بعد ذلك التاريخ. وهو موقف كان لافتا من جهة ما ذكره الرئيس عون في سعيه وفق ما فهم السياسيون المعنيون الى تخفيف ظروف اتفاق الطائف ومن جهة اخرى عدم بروز اي موقف يعترض او لا يتوافق وهذا الرأي.


الامر الاخر ترسمه مؤشرات استمرار استكمال الدفع بقوة نحو الموضوع المسيحي على رغم وصول العماد عون الى الرئاسة بما يفترض في رأي السياسيين المعنيين ان يتراجع الخطاب التعبوي المسيحي فيما يحصل العكس خصوصا مع الاصرار على اعادة تزخيم العمل "بالقانون الارثوذكسي" جزئيا لجهة انتخاب الطوائف نوابها. يسأل هؤلاء اذا كان في الافق ثمة رهانات معينة على مكاسب في اطار توظيف تطورات المنطقة ولا سيما التطورات السورية على قاعدة ان اي تقسيم واقعي لسوريا يفترض ان ينعكس بتداعيات مماثلة على لبنان بما يعيد الى الواجهة موضوع ذاتيات الاقليات. ويعود هؤلاء السياسيون بالذاكرة الى الخطاب السياسي لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الذي يترك في رأيهم تساؤلات تؤدي الى هذا الاستخلاص او الاستنتاج منذ المواقف المعلنة على طاولة الحوار. لكن الكباش في شكل خاص بين "التيار الوطني الحر" و" حزب الله" خصوصا في شأن قانون الانتخاب، على رغم الثغرات التي سجلها جميع الافرقاء، من شأنه ان يبرز اكثر فاكثر النفوذ الاقوى للحزب على الواقع الداخلي اللبناني والذي يعتقد هؤلاء السياسيون ان رئيس الجمهورية وعبر مواقفه الاخيرة ساهم في شرعنة هذا النفوذ اكثر واعطاه بعدا كبيرا بما يجعل الحزب صاحب النفوذ الاهم بحيث لن يغدو مهما في اي لحظة اذا ربح الحزب او خسر في سوريا تبعا لانخراطه في الحرب هناك، وهو امر يتوقف عنده البعض من دون اهمية، وذلك ما دام لبنان كله قد يغدو رهن سياسات الحزب.
هذا التقويم السياسي المتكرر في عدد كبير من المجالس السياسية للاشهر الخمسة الاولى من عمر العهد يجعل المخاوف كبيرة من المرحلة المقبلة على رغم ملامح استمرار التوافق السياسي القائم بقوة راهنا بين رئيس الجمهورية والحكومة. فبناء على هذا التقويم يعتقد انه سيكون هناك معوقات امام رأب الحال الطائفية في البلد نتيجة اثارة هذا الاداء حفيظة او حساسية لدى قواعد مهمة من جهة في الوقت الذي تقول مصادر سياسية ان الجميع سيتصدون في وقت من الاوقات لمحاولة اعادة عقارب الساعة الى زمن اقرار الطائف او ما قبله وكذلك امام عدم تعاظم الفساد واستفحاله اكثر من اي وقت مضى. وهناك امثلة كثيرة باتت تثار على هذا الصعيد من دون الدخول فيها واولى مؤشراتها اعادة الكلام على اسلوب اقرار مراسيم النفط وكذلك وخصوصا خطة الكهرباء.و ثمة عناصر اخرى يعددها السياسيون المعنيون انما يتم التحفظ عن ذكرها راهنا في هذا السياق لكنها تؤدي الى صورة سوداوية او قاتمة للمستقبل القريب على رغم افتراض العكس مع وصول رئيس جديد وحكومة جديدة وبناء امال كثيرة على وصول رئيس قوي من هذا الجانب ورئيس يمثل طائفته من جانب اخر.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم