الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بالأسد أو من دونه، سيّان!

علي بردى
بالأسد أو من دونه، سيّان!
بالأسد أو من دونه، سيّان!
A+ A-

شاءت تعقيدات الحرب السورية المستعرة منذ أكثر من ست سنوات أن ترجح ميزان الربح والخسارة لمصلحة الرئيس بشار الأسد. ثمة تسليم بأن روسيا وايران خيبتا المساعي لاسقاطه منذ البداية. لم تعد هذه أيضاً في صدارة أولويات "دول القرار"، وخصوصاً الولايات المتحدة. غير أن التسوية لا تبدو الآن في المتناول. تكاد سوريا تصير كيانات، بالأسد أو من دونه.
مزقت الحرب النسيج الإجتماعي في سوريا. وحدها الأرقام - مهما سخر منها الأسد والمخلصون له - تظهر حجم الفظاعات التي حصلت. نجح من تصفهم المعارضة بأنهم "منحبكجية" في الإفادة من كل فرصة وأي فرصة للدفاع عن الأسد. بينما فشل المعارضون، وما أكثرهم، في لملمة شتاتهم تحت سقف واحد ضده. يقدر أن عدد سكان سوريا كان زهاء ٢١ مليون نسمة قبل بداية الثورة عام ٢٠١١. غير أن السنوات الست الأخيرة خفضت هذا العدد الى نحو ١٦ مليوناً. وصل عدد اللاجئين الى خمسة ملايين، أكثرهم في لبنان والأردن وتركيا. اضطر نحو عشرة ملايين الى النزوح عن أماكن إقامتهم، في موازاة إعادة تشكيل للتجمعات الديموغرافية في مناطق مختلفة على أساس الدين والطائفة والمذهب والعرق. توقفت عملية احصاء القتلى مع أن التقديرات تشير الى ما بين ٣٠٠ ألف و٥٠٠ ألف قتيل وأكثر من مليون جريح، بينهم عشرات الآلاف ممن أصيبوا بأعطاب دائمة.
استعادت القوات النظامية الجزء الأكبر مما يعتبره الأسد "سوريا المفيدة". ولكن ما أن يشرف على "إنتصار" في معركة حتى تنفتح له جبهة أخرى. لا تزال تشكيلات غير متآلفة من المعارضة والجماعات الإرهابية تسيطر على مناطق واسعة من سوريا هذه، فضلاً عن "غير المفيد" منها. تتفاوت نسب النفوذ لدول مؤثرة مثل تركيا والسعودية وغيرهما. يبدو أن الجميع حزموا أمورهم على تحقيق الهدف الأول: القضاء النهائي على "الدولة الإسلامية - داعش" عبر العراق وسوريا.
في موازاة التقدم الذي تحرزه القوات العراقية، يدعمها "الحشد الشعبي" الموالي لايران وقوات "البشمركة" الكردية لتحرير الموصل من "الدولة الإسلامية - داعش" بغطاء عسكري واسع من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بدأ السباق عملياً في اتجاه تحرير الرقة، عاصمة الخلافة، بمساعدة أيضاً من الولايات المتحدة التي تسلح وتدرب تحالفاً عربياً - كردياً على الأرض، فضلاً عن تحالفها الدولي - العربي. في المقابل، لا تريد روسيا وايران ترك هذا الميدان.
في انتظار النتائج الحاسمة لهذه المعركة وسواها، لا يمكن تصور شكل سوريا الذي يتغير بصرف النظر عن مستقبل بشار الأسد.
بقاؤه أو رحيله سيّان!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم