السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الحريري لا يخشى استفزازاً من "حزب الله"... سنُجبر على اتخاذ خطوات بملف اللاجئين

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
الحريري لا يخشى استفزازاً من "حزب الله"... سنُجبر على اتخاذ خطوات بملف اللاجئين
الحريري لا يخشى استفزازاً من "حزب الله"... سنُجبر على اتخاذ خطوات بملف اللاجئين
A+ A-

كرر رئيس مجلس الوزراء سعد #الحريري دعوته المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري والنازحين السورييين في لبنان، لأنه "لم يعد باستطاعة الدولة اللبنانية تحمل أعباء مليون ونصف مليون نازح سوري"، محذرا من "أن لبنان سيكون مجبرا على اتخاذ خطوات لكي يوجد هؤلاء النازحون أماكن في غير لبنان".


ودعا في مقابلة أجرتها معه قناة "فرانس 24" الفرنسية قبيل سفره للمشاركة في مؤتمر #بروكسيل للنازحين "المجتمع الدولي إلى الاستثمار في لبنان بمبلغ يراوح ما بين 10 و12 مليار دولار على مدى سبع سنوات ليتمكن لبنان من تحمل أعباء النزوح السوري وتأمين متطلبات النهوض الاقتصادي".



سئل: تقومون برحلة مهمة تشمل باريس، برلين وبروكسيل، حيث تحضرون مؤتمرا حول اللاجئين، وفي لبنان هناك نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، أنتم تقولون أن الوضع سينهار في لبنان، فما هو الوضع بالتحديد حاليا؟
أجاب: نحن نعاني وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، استقبلناهم بسبب الحرب الدائرة في سوريا، والتي تؤثر على كل المنطقة. كان من الواجب علينا استقبال هؤلاء اللاجئين، ولكن من واجب المجتمع الدولي في المقابل أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري والنازحين السوريين في لبنان. مجموع الشعب اللبناني يراوح ما بين 4.2 مليون و4.5 مليون نسمة، إضف إليهم مليون ونصف مليون لاجئ سوري، ونصف مليون لاجئ فلسطيني، فإن هذا يعني أن 40% من السكان في لبنان أصبح من النازحين. والشعب اللبناني لا يمكنه تحمل هذا الضغط، ففرص العمل ليست متاحة للبنانيين، هناك ضغط على الكهرباء والصحة والطبابة ولقمة العيش وكل المرافق الحياتية. الوضع بات ضاغطا جدا، تحملنا ما تحملناه، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل. أضف إلى ذلك أن الاقتصاد في لبنان وصل اليوم إلى 1%، وبالتالي علينا الآن أن ننتقل إلى مرحلة مختلفة مع المجتمع الدولي الذي يجب أن يستثمر في لبنان".


سئل: أنتم تدقون ناقوس الخطر بأنه إن تواصل الخطر فإن لبنان قد ينهار اقتصاديا؟
أجاب: ما أقوله للمجتمع الدولي أن لبنان ليس مسؤولا عن تحمل كل هذه المسؤولية تجاه النازحين. على المجتمع الدولي أن يتحمل مع لبنان وضع النازحين. نحن استقبلناهم ولن نتخذ أي خطوات تؤذي أو تضر بمصالح النازحين، ولكن إن لم يستثمر المجتمع الدولي في لبنان، فإننا سنكون مجبرين على اتخاذ خطوات لكي يوجد هؤلاء النازحون أماكن غير لبنان".


سئل: ما هي هذه الإجراءات بالتحديد؟ هل إعادتهم إلى بلادهم أم ذهابهم إلى أوروبا؟
أجاب: "إن كانت هناك مناطق آمنة تحت حماية الأمم المتحدة في سوريا فإن هذا أمر مختلف، ولكن أن ترسل الدولة اللبنانية النازحين السوريين إلى سوريا فإن هذا الأمر غير وارد حاليا. أما إذا أرادوا ترك لبنان بسبب الوضع المذري الذي يعيشونه في هذا البلد، فإن هذا شأنهم ولن نحمل الشعب اللبناني هذا الضغط. نحن نصرخ منذ ست سنوات، ونتمنى على المجتمع الدولي توفير مشروع خاص للبنان والأردن لحماية المجتمع اللبناني وكذلك السوريين. على المجتمع الدولي أن يعرف أننا نريد أن نعلم السوريين وأن نوفر لهم فرص العمل، ولكني في النهاية رئيس وزراء لبنان ومسؤول عن اللبنانيين، وبالتأكيد مسؤول عن النازحين السوريين، لكننا لا نملك الإمكانات لكي نستوعب هذا العدد من النازحين".


سئل: تقولون ما قالته تركيا للمجتمع الدولي، بأنه إن لم يهتم باللاجئين فإن عليهم أن يذهبوا إلى أوروبا؟
أجاب: "نحن لا نقول أننا نريد أن يرحل النازحون، ولكن نقول أنه إذا تطور الوضع إلى ما هو أسوأ في لبنان فإننا لن نتمكن من ضبطهم. نحن نقول أن الاستثمار في لبنان هو استثمار في بقاء النازحين في لبنان، ولكن بقاءهم إلى حين عودتهم وليس إلى الأبد. نحن نريد أن يعود النازحون فور انتهاء الحرب في سوريا أو فور توفر مناطق آمنة تحت سيطرة الأمم المتحدة تسمح لهم بالعودة إليها. أوروبا اليوم ترفض استقبال النازحين، لماذا؟ لأنها لا تستطيع. نحن في المقابل نستقبلهم، ماذا تفعل أوروبا أو أميركا أو المجتمع الدولي لهذه الدول التي تستقبل النازحين؟ نحن نشكر المساعدات الإنسانية التي تقدم، ولكن هذا لا يكفي".


سئل: ما هو المبلغ الذي ستطلبونه من المجتمع الدولي أن يستثمره في لبنان بمؤتمر بروكسيل؟
أجاب: "نحن في لبنان سنستثمر في هذا المشروع لإننا نريد إعادة إعمار بلدنا. هذا المشروع سيفيد اللبنانيين أولا، وكذلك سيساعد في تعليم النازحين السوريين ويعطيهم فرص عمل في المجالات المسموح لهم العمل بها. المجتمع الدولي يطلب منا أن نسمح للنازحين بالعمل في لبنان. نحن لا مانع لدينا، ولكني أتساءل، إذا أتى أي مواطن عربي، ولن أقول نازحا، إلى فرنسا أو ألمانيا أو أي دولة أوروبية، وأراد أن يعمل، فإنه سيجد وظائف مسموح له العمل بها ووظائف أخرى ممنوعة عليه، كما أنه سيحتاج إلى إجازة عمل. كذلك الأمر في لبنان، هناك وظائف مسموح للاجئ العمل بها وأخرى غير مسموح له العمل بها وذلك من أجل حماية المواطن اللبناني".


سئل: كم تطلبون من المجتمع الدولي؟
أجاب: "نحن نطلب من المجتمع الدولي أن يستمثر على مدى سبع سنوات بين 10 و12 مليار دولار. نحن نعرف قدرتنا الاستيعابية ونعرف ما الذي نحتاج إليه. وسيكون ذلك لمصلحة اللبنانيين أولا. فحين نبني جسورا أو طرقات أو جامعات أو نعزز الكهرباء أو غير ذلك، فإنه سيكون من مصلحة اللبنانيين أولا وسيعطي فرص عمل للشباب".


سئل: لا بد أنكم لاحظتم منعرجا في السياسة الأميركية وفرنسا تجاه بشار الأسد، وزير الخارجية الأميركي قال أنه على الشعب السوري أن يقرر مصير الأسد بعد سنوات على عكس الموقف الأوروبي، فما هو رأيك؟
أجاب: "لا فرق بين الكلام الأوروبي والكلام الأميركي في هذا المجال. الأوروبيون قالوا منذ البداية أن الشعب السوري يجب أن يقرر مستقبله، والأميركيون يقولون أنه لا أولوية اليوم لموضوع بشار الأسد".


سئل: ولكن الأميركيين طالبوا على مدى سنوات برحيل الأسد؟
أجاب: "جميعنا طالبنا بذلك. ولكن ما أقوله أن هناك قوى دولية تلعب بالساحة السورية، ولكني أؤكد أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يجب أن يحدد من سيرأسه، حتى لو اتفق كل المجتمع الدولي على بقاء فلان أو آخر، فإن هذا لا يعني أنه سيبقى إن لم يوافق الشعب السوري. اليوم نقود حربا ضد داعش وكل ما يسمى بالتطرف وهذه الحرب أعرف أننا سنربحها".


سئل: لكنكم لا تستثنون بقاء بشار الأسد في الحكم إن قرر ذلك السوريون؟
أجاب: "أعتقد أن هناك بعض القوى التي تريد بقاء بشار الأسد، ولكن هذا ليس هو الحل. الحل هو التخلص من داعش ومن بشار الأسد. فعلينا أن لا ننسى أن من قتل 700 ألف سوري حتى اليوم ليس داعش بل النظام السوري. فإذا كان المجتمع الدولي يقبل أن يتحمل على عاتقه هذا النوع من الإجرام، فأنا أرى أنه يرتكب خطأ كبيرا. لكن هذا لا يعني أنه ليست هناك مرحلة يجب أن تمر بها مرحلة السلام، والتغيير السياسي في سوريا يحدث فقط بأن تجلس كل القوى السياسية حول الطاولة وتتفق على كيفية إدارة المرحلة الانتقالية".


سئل: من بين الأسباب التي جعلت بشار الأسد في موقف قوة اليوم هو الدور العسكري الذي يلعبه #حزب_الله في سوريا، دور واضح يعترف به الحزب، ولكن هل ترون أن الحزب، من خلال تدخله في سوريا وتخزينه السلاح في لبنان، يضع لبنان في خطر؟


أجاب: "لا شك أن هناك اختلافا جذريا في هذا الموضوع بيننا وبين حزب الله. الفرق في ما يحصل اليوم في لبنان أن هذا الخلاف السياسي مع الحزب لا يؤثر على إدارة البلد. ما يقوم به الحزب في سوريا هو خطأ بالنسبة لي وصواب بالنسبة إليه، نحن مختلفون بذلك، ولكني لن أقول شيئا سيقنع حزب الله ولن يقول هو شيئا سيقنعني في هذا المجال. نحن نقول أن ما يقوم به الحزب في #سوريا يؤثر في الوضع الأمني في لبنان وهو يقول لا، هذا اختلاف سياسي نتحاور حوله، ولكن ما تهمنا مصلحة لبنان العليا وأن يبقى الاستقرار في لبنان".


سئل: هل تتخوفون من أن يقود حزب الله لبنان إلى حرب جديدة مع إسرائيل؟
أجاب: "أنا أظن أن إسرائيل هي التي تريد القيام بحرب على لبنان وليس الحزب. فإسرائيل لا تريد أن يكون للعرب أي مكان يرتاحون فيه. انظر إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية للبنان. كل يوم هناك خروقات جوية وأرضية ولمياهنا الإقليمية".


سئل: ولكن ألا تخشون استفزازا من حزب الله؟
أجاب: "لا أنا لا أخاف ذلك".


سئل: زرتم #السعودية بطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز، ونعلم أنه كان هناك توتر بينكم وبين المملكة التي جمدت عقود التسليح ومن بينها عقد لشراء أسلحة للبنان من فرنسا، وهي طلبت من مواطنيها عدم زيارة لبنان بعد تصريحات من قبلكم متعلقة بإيران، فهل حصلتم على ضمانات من السعودية في زيارتكم الأخيرة لعودة عقود التسليح على الأقل؟
أجاب: "نحن ننطلق من كون العلاقة مع المملكة العربية السعودية هي علاقة تاريخية. حصلت بعض الشوائب خلال المرحلة السابقة وواجبي إصلاح هذه العلاقة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه".


سئل: هل أصبحت طبيعية الآن؟
أجاب: "اتفقنا على أن تكون هناك لجنة عليا لبنانية سعودية، تدرس الأمور الاقتصادية والعسكرية، والمملكة العربية السعودية منفتحة على لبنان وأرى أن الأمور عادت إلى ما كانت عليه وسنرى تحسنا كبيرا إن شاء الله في المرحلة المقبلة".


سئل: هل سيتجدد عقد التسليح مع فرنسا؟
أجاب: "سنتشاور معهم خلال شهر بعد مجيئي إلى لبنان، سنشكل اللجنة التي ستكون اقتصادية عسكرية قانونية صناعية، وكل المجالات ستكون مفتوحة، سنوقع اتفاقيات وسيكون هناك حوار في ما يخص السلاح الفرنسي الذي يفترض أن يأتي إلى لبنان. أنا تحدثت بهذا الموضوع بكل صراحة وهو سيناقش خلال شهر إن شاء الله في المملكة".


سئل: إذا أنتم متفائلون؟
أجاب: "أنا دائما متفائل بطبعي، عدم التفاؤل غير موجود في قاموسي".


سئل: هناك جدل قائم في لبنان حول قانون الانتخاب، فهل أنتم متفائلون باعتماد قانون جديد وبإجراء الانتخابات في موعدها؟
أجاب: "لا أظن أنه سيكون بإمكاننا إجراء الانتخابات في موعدها، فنحن نغير ونطور قانون الانتخابات لكي يكون لمدة طويلة ولعدة انتخابات، سندخل إليه النسبية، سيكون نسبيا أو مختلطا، وهذا تطور في لبنان، وإذا حصل التأخير فسيكون تقنيا، وأنا متفائل جدا بأننا سنصل إلى قانون انتخابات قريبا جدا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم