الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ستة أشهر مرّت على طرد "داعش"... قرقوش بلدة اشباح و"إنه أمر حزين جداً"

المصدر: (أ ف ب)
ستة أشهر مرّت على طرد "داعش"... قرقوش بلدة اشباح و"إنه أمر حزين جداً"
ستة أشهر مرّت على طرد "داعش"... قرقوش بلدة اشباح و"إنه أمر حزين جداً"
A+ A-

لم تعد الحياة حتى الان الى ما كانت عليه في بلدة قرقوش المسيحية في شمال #العراق، رغم استعادتها من سيطرة تنظيم #الدولة_الاسلامية في تشرين الاول الماضي، ولا زالت احياؤها المدمرة تنتظر عودة اهلها.


وتقع قرقوش على طريق رئيسي يؤدي الى مدينة #اربيل، مركز اقليم كردستان الشمالي الذي اصبح اليوم ممرا لسيارات تمر بسرعة قرب البلدة من دون أن تتوقف.


في حديقة أحد المنازل، تتناثر أوراق شجر تعصف بها رياح تتلاعب كذلك باغراض مرمية على طرق صامتة وخالية.
وقام مراسلون لوكالة فرانس برس بزيارات عدة الى قرقوش خلال الشهر الجاري، والتقوا عددا محدودا من سكانها تحدثوا عن بلدتهم في شوارعها المهجورة.


وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على قرقوش بعد هجوم شرس في حزيران 2014 تمكن خلاله أيضا من الاستيلاء على مدينة الموصل، ثاني مدن العراق، ومناطق سهل نينوى التي توجد فيها الاقليات المسيحية في البلاد. وتعرضت مناطق كثيرة للتخريب على أيديهم.


وحاول الجهاديون إزالة الرموز الدينية في قرقوش، فحطموا الابراج وأزالوا أجراس الكنائس والصلبان، بينها تلك التي كانت في كنيسة مار بهنام وسارة.
كما دمروا واحرقوا منزلا بعد الآخر، وامتلأت جدران كنيسة مريم الطاهرة برسوم لاعلام التنظيم وعبارات بينها "من دون دولة الاسلام، لن يكون هناك امن او سلام في العراق ولا سوريا".


واستخدم الجهاديون الكنسية التي تناثرت فيها مئات أغلفة الطلقات النارية الى جانب صفحات كتب ترانيم دينية، كموقع للتدرب على اطلاق الرصاص.
وبات المشهد اليوم محبطا بالنسبة الى آرام سكوت (24 عاما) الذي تحدث لفرانس برس قائلا: "حياتي كلها كانت هنا، كانت حياة جميلة".
واضاف وهو يتنقل داخل قاعة كنيسة مريم الطاهرة التي تعرضت للحرق: "مشاعري اكثر من حزينة، يمكن القول انني مدمر" .
وتابع: "بصراحة، اريد ان ابكي، عندما أتذكر الحياة التي كنت عليها وكيف هي الان، انه امر حزين جدا".


وتعتبر قرقوش التي تعرف كذلك باسم الحمدانية وبخديدة، احدى اهم البلدات المسيحية في العراق.
لكن اغلب الموجودين في شوارعها اليوم عناصر حماية سهل نينوى الذين يمثلون ميليشيا مسيحية صغيرة تتولى حماية البلدة.


والمهام التي تنفذها هذه الميليشيا محدودة: تفتيش السيارات عند الدخول والخروج من البلدة، لان خطر تنظيم الدولة الاسلامية يتراجع مع تواصل هجوم القوات الامنية ضد معاقل الجهاديين في الموصل القريبة.


لكن حتى مع عودة الامن الى قرقوش، يقول السكان ان العودة ما زالت مستحيلة مع انعدام الخدمات الاساسية، وعدم قدرتهم على اعادة اعمار منازلهم حاليا.


وقالت إماما بهنان التي تعيش مع عائلتها اليوم قرب اربيل بصوت عال "الى اين يمكن ان نعود؟ يجب ان يكون هناك ماء وصرف صحي وكهرباء وامان".
وتابعت بهنان التي توقعت عند رحيلها عن بيتها عام 2014، ان يكون الامر قصيرا ، "انتظرنا ان يحرروها حتى نتمكن من العودة، الان هذا هو التحرير!".


واضافت "نظفت المنزل (...) أغلقته وغادرت، كنا نعتقد ان ذلك سيكون ليوم او يومين ونعود، مرت علينا الان ثلاث سنوات".
واختار العديد من اهالي #قرقوش الهجرة الى اوروبا او الولايات المتحدة او أوستراليا، فيما رفضت بهنان اللحاق بابنتها في هولندا.


وتتلقى بهنان وآخرون مثلها يتواجدون في اربيل مساعدات من الكنيسة، لكنهم يتشوقون للعودة الى منازلهم.
وقالت وهي تبتسم: "لا مكان مثل قرقوش!".


وتمثل قرقوش تحديا للسلطات العراقية، كما هو الحال بالنسبة الى اغلب المدن والمناطق التي حررت من سيطرة الجهاديين، لعدم توفر الاموال اللازمة لاعادة الخدمات والبنى التحتية للبلدة.


لكن سكان قرقوش يقولون انهم محاصرون وسط صراع سياسي بين اقليم كردستان والحكومة المركزية.
ويتهمون حكومة إقليم كردستان بمنعهم من العودة الى منازلهم لكونها تسعى لتوسيع سيطرتها على البلدة.


وقال جميل صلاح الدين الجميل، وهو مواطن من قرقوش وعضو في جهاز حماية سهل نينوى "انهم لا يريدون عودة المسيحيين الى هنا، يريدون السيطرة على هذه المناطق".


واضاف: "يريدون اخذ هذه المناطق لانها تابعة للمسيحيين ولكونها مناطق استراتيجية بين اربيل والموصل".
وكرر آخرون الاتهامات ذاتها تجاه القوات الكردية التي منعت حتى دفن الموتى في المقبرة المحلية للبلدة.
لكن نائب وزير داخلية حكومة الاقليم جلال كريم نفى هذه الاتهامات، قائلاً: "نأمل عودة النازحين الى ديارهم باسرع وقت ممكن، ولا نضع اي عقبات في طريق عوتهم".


واشار الى ان بعض النازحين لا يستطيعون العودة لوجود "قنابل وعبوات في المناطق"، مكرراً: "اننا نساعد النازحين ونشجعهم على العودة".
لكن الشعور السائد بين سكان قرقوش بان احدا لا يستطيع العودة.


ويقول جميل أنه قرر بدوره، بعد سنوات من دعم الوجود المسيحي في العراق، الهجرة الى فرنسا.


وقال: "كان لدي أمل واحلام، لكن هذا يكفي...". وتابع: "العرب لا يحترمونني والاكراد لا يحترمونني والحكومة لا تحترمني".
وتساءل: "لم يجب ان يكون حب الوطن من جانب واحد فقط؟".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم