الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قمم عربية... كلمات زائد كلمات وشريط حبر على ورق!

المصدر: "النهار"
منال شعيا
منال شعيا
قمم عربية... كلمات زائد كلمات وشريط حبر على ورق!
قمم عربية... كلمات زائد كلمات وشريط حبر على ورق!
A+ A-

ماذا ستقدّم #القمة_العربية؟ واي جديد ستضيفه الى الصورة العامة، القاتمة اصلا عربيا ودوليا.


ربما ليس بجديد الاضاءة على ابرز القمم العربية او على عدم احداثها اي تأثير في المشهد العام. وايضا، ليس بجديد القول ان انعقاد القمة او عدمها سيخرق الرتابة، وسط الغليان العربي، انما لا بد من السؤال: أي صورة بديلة يمكن ان تظهرّها القمة الحالية؟ واي تبديل سيطرأ عربيا، وسط "اضطرابات" مستمرة في اليمن وسوريا ومصر وليبيا والسودان...


واذا كانت اهمية القمة الحالية التي ستعقد بعد يومين، في الاردن، تأتي في ظل ساحة عربية ملتهبة، فان الكثير من القمم العربية انعقدت على وقع اكثر من انفجار وحدث وحراك عربي.


عادة، يكون شهر اذار مخصصا للقمم. والجميع يتذكر كيف انعقدت القمم العربية في الاعوام الاخيرة، وسط مناخ غير اعتيادي كانت تعيشه منطقة الشرق الأوسط ككل، في ظل بركان عربي، كانت تشهده غالبية الشعوب من "ثورات" و"انتفاضات"، تارة تطالب " بتغيير الانطمة"، وطورا "بالحرية والعدالة".
من مصر الى تونس الى ليبيا، بركان مستمر وأنظمة سقطت أو تغيرّت، وصولا الى #سوريا، حيث الاستنزاف المستمر منذ ستة اعوام.
في وجه هذه السخونة، كانت القمم العربية تكتفي بتوصيات وقرارات، هي نفسها في كل المحاور العربية والإقليمية. قضية فلسطينية، صراع عربي- اسرائيلي، حماية الحدود، زيادة التعاون الاقتصادي...


اليوم، ربما باتت هناك مفردات جديدة في القاموس العربي: "داعش"، محاربة التطرف والتصدي للارهاب. واليوم ايضا، اي اضافة ستقدّمه القمة العربية التي ستعقد على مشارف يومين، وسط "ستاتيكو" مستمر؟


الانطلاقة بين 1946 و1964
رصد سريع لابرز القمم العربية، يظهر انه في ايار 1946، اجتمعت الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية (مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا) في قصر أنشاص (في دلتا النيل – مصر) تحت عنوان عريض: "مناصرة القضية الفلسطينية".
كاد ان يكون هذا المحور هو الوحيد على الاجندة العربية، وكان الاجتماع خجولا ومصغرا، وربما لهذا السبب، يعتبر عدد من المؤرخين والمتابعين ان البداية الفعلية للقمم العربية يعود الى عام 1964، بسبب زيادة عدد الدول العربية المشاركة، بعد نيل العديد منها استقلالها، الا انه كان لا بد من الانتظار الى عام 2000، كي يستحدث مبدأ الانعقاد الدوري للقمة، بعدما كان طارئا او حسب الظروف.


وفي الاتي، لائحة بأبرز القمم:
في 13 تشرين الثاني 1956: تاريخ مهم. هذه المرة، القمة في بيروت. بدعوة من الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون. انعقدت القمة إثر الاعتداء الثلاثي على مصر وقطاع غزة.
حضر القمة تسعة رؤساء عرب. أجمعوا في بيان ختامي على "مساعدة مصر ضد العدوان الثلاثي"، و"اللجوء إلى حق الدفاع المشروع عن النفس، اذا لم تنفذ الدول الثلاث بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، قرارات الامم المتحدة، وتسحب قواتها من مصر وغزة.


اما في عام 1964، فكانت الظروف اختلفت. في القاهرة، وبناءً على اقتراح من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، اجتمعت الدول العربية في مقر الجامعة العربية، وأوصت "بإنهاء الخلافات وتصفية الجو العربي، وتحقيق المصالح العربية العادلة المشتركة، ودعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف بجانب الأمة العربية ضد العدوان الإسرائيلي".


وفي العام نفسه، انما في الاسكندرية، اجتمع 14 قائدا عربيا ودعوا إلى "دعم التضامن العربي"، ورحبوا بـمنظمة التحرير الفلسطينية"
بعد عام، في الـ 1965، وفي الدار البيضاء دعت القمة العربية الى "التزام ميثاق التضامن العربي، ودعم القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والإقليمي ومنع انتشار الأسلحة النووية".


الهزيمة العربية
هزيمة العربية في حزيران 1967... كان لا بد من قمة في شهر آب في الخرطوم. في حضور كل الدول العربية، باستثناء سوريا، خرجت القمة بقرارات عرفت بـ"اللاءات الثلاث": "لا صلح، لا تفاوض، ولا اعتراف بإسرائيل". قرارات وكلمات زائد كلمات بقيت حبرا على ورق.
"ايلول الاسود". عام 1970. اشتباكات مسلحة في الأردن بين الفلسطينيين والأردنيين. قمة عربية في القاهرة. مقاطعة شرسة من سوريا والعراق والجزائر والمغرب. انه بركان عربي مشتعل، مقابل قرارات خجولة، تدعو الى "الانهاء الفوري للعمليات العسكرية من جانب القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية، وإطلاق المعتقلين من كلا الجانبين، مع تكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق الاتفاق".
وضعت القمة شرطين للسلام مع إسرائيل، هما "انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية"، وفي مقدمها القدس، و"استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه".
أعوام تلت وبقيت القمة حدثا روتينيا، الى ان حلّ عام 1976. عامها، انعقدت القمة في الرياض، بدعوة من السعودية والكويت للبحث في الأزمة اللبنانية وسبل حلها.


دعا الرؤساء إلى "وقف إطلاق النار في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليه واحترام سيادته ورفض تقسيمه وإعادة إعماره".
كانت هذه القمة غير اعتيادية، واستدعت عقد قمة لاحقة في القاهرة، في العام نفسه،
شاركت فيه 14 دولة لاستكمال البحث في الأزمة اللبنانية، وركزت على
"ضرورة مساهمة الدول العربية، كل وفق امكاناتها، في إعادة إعمار لبنان، والتعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي".


تعليق العضوية
عامان... وتتجه العيون الى مصر. عام 1978، زعزع اتفاق "كامب ديفيد للسلام" مع إسرائيل، العالم العربي برمته. وفي تشرين الثاني، عُقدت القمة بطلب عراقي إثر توقيع مصر والرئيس المصري الراحا انور انور السادات الاتفاق. بسرعة، رفض الاتفاق، وتقرر نقل مقر الجامعة العربية الى تونس وتعليق عضوية مصر ومقاطعتها. عامان اخران، فيقرر القادة العرب اسقاط الاتفاق في عام 1980.
خمسة اعوام تلت، وكان تدهور الاوضاع في لبنان يستدعي اجتماع العرب في الدار البيضاء. عامها، جددوا دعمهم للبنان ... "حبرا على ورق".
مرّت الاعوام... وكان لا بد من الانتظار حتى عام 1989، حتى تعاد عضوية مصر في الجامعة العربية، في محاولة اعادة لمّ الشمل العربي والبحث في "مؤتمر دولي للسلام وتشكيل لجنة لحلّ الأزمة اللبنانية، وبالطبع التضامن مع العراق".
آيار 1990: كان "ربيع التسعين" حلّ... عُقدت القمة بدعوة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وفي غياب سوريا ولبنان. اعتبرت القدس عاصمة لدولة فلسطين.


لكن الغزو العراقي للكويت، قلب المعادلة. حاول العرب الاجتماع مجددا، وسط انقسام حاد فرضه الغزو. تغيّب قادة الخليج و"تزعزع" العرب، مما انعكس على القمة، شكلا ومضمونا.


"قمة الأقصى"
استمر الواقع العربي على حاله حتى عام 2000، فكانت "قمة الاقصى" او "اقصى القمم" في القاهرة. في ذاك العام، اطلّ العرب باجماع إثر أحداث العنف التي تفجرّت ضد الفلسطينيين، بعدما دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل آرييل شارون الحرم القدسي.
كل الدول العربية حضرت، الا ان الوفد الليبي انسحب في اليوم الثاني من القمة.
قرر المشاركون إنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس بـ200 مليون دولار لدعم أسر الضحايا، وإنشاء صندوق الأقصى بـ 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني. ومذذاك، استحدث مبدأ الانعقاد الدوري للقمة.
توالت القمم... عام 2005. كان المشهد اللبناني التهب. حضر الموضوع اللبناني بقوة في القمة التي انعقدت في الجزائر، وركز المشاركون على الدعوة الى "الانسحاب السوري من لبنان وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها".


ثلاثة اعوام... أربعة... خمسة... بدأت "نيران" الانتفاضات في معظم الدول العربية. عام 2011 تأجلّت القمة العربية، نظرا الى الظروف الملتهبة في الكثير من الدول العربية، الا اذار الـ2012، حمل "دعوة صريحة" إلى حوار بين الحكومة السورية والمعارضة. وبعد عام، اعترفت القمة "بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" "ممثلا شرعيا" للشعب السوري، وأعطي مقعد سوريا في القمة لهذا الائتلاف، ورفع علم الائتلاف.
بعد عام، وفي الكويت، رفعت القمة علم النظام السوري في قاعة المؤتمر، إضافة إلى اقتصار مشاركة الائتلاف على إلقاء رئيس "الائتلاف" أحمد الجربا كلمة باسم المعارضة، دون أن يجلس على مقعد بلاده الشاغر.


وأكد البيان الختامي أن "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب العربية"، وجدد التمسك بضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس بحدود عام 1967، وحملّ إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن تعثر عملية السلام"، و"استمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط"، ورفض الاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية".


وفي الـ2015، استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية القمة التي طالبت "بمزيد من الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية"، ووسط تحديات هائلة ودعوات متكررة الى "مكافحة الإرهاب وإنشاء قوة عربية مشتركة".
... يوم... يومان .. ستطلّ قمة عربية جديدة في البحر الميت ، فهل من جديد فعلي؟
سؤال قد لا تبدو الاجابة عنه صعبة!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم