الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

فيلم "بيت البحر" ممنوع في لبنان... مخرجه روي ديب لـ"النهار": "معيب"

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
فيلم "بيت البحر" ممنوع في لبنان... مخرجه روي ديب لـ"النهار": "معيب"
فيلم "بيت البحر" ممنوع في لبنان... مخرجه روي ديب لـ"النهار": "معيب"
A+ A-

قضية جديدة عنوانها "المنع"، يخوضها فيلم لبناني جديد عنوانه "بيت البحر" الذي كان مقرراً عرضه في مهرجان "أيام بيروت السينمائية" بعدما لم يفلح في الحصول على إجازة عرض من قسم الرقابة في مديرية الأمن العام.


أما سبب المنع، فيعود إلى أنه "يروّج للمثلية الجنسية ويسيء للبنان ويصوّر جميع اللبنانيين إما مثلي الجنس أو أنهم يوافقون عليها، وهذا خلاف للواقع وإساءة للبنان"، وفق مصدر في لجنة الرقابة، الذي اعتبر أنّ "الفيلم "يروّج للمثلية الجنسية الذكورية ويسيء لصورة المرأة الذي يظهرها تستجدي الجنس لرجل يرفضها".



 نسأل لماذا المنع وليس الاجتزاء؟ يجيب المصدر أنّ "القانون واضح ولا يمكن التلاعب به والرسالة التي ينادي بها الفيلم لا تقبل بنسبة 1% وقانون العقوبات اللبنانية يمنع الفعل المخالف للطبيعة"، لافتاً إلى أنّ "القرار الأخير الصادر عن أحد القضاة يعبّر عن رأي شخصي وتم الطعن فيه وتحوّل إلى الاستئناف"، مضيفاً أنّ "حكم القاضي لا يلزم الحالة القانونية".


مخرج العمل روي ديب وصف المنع بـ"المعيب"، وقال لـ"النهار": "تقدّمنا بإذن عرض تجاري وكان النقاش السماح بعرض الفيلم في مهرجان #السينما في بيروت ولمرة واحدة فقط، وبعدها يناقش موضوع عرضه في الصالات اللبنانية"، لافتاً إلى أنّ "الفيلم أزعج أعضاء لجنة الرقابة لأنه لا يشبه توقعاتهم في السينما وهم يحاولون دفعنا لتبني نظرتهم في أفلام السينما، وهذا ما لا نستطيع القيام به، فتلقّينا بلاغ المنع عبر الهاتف".



 


يوضح ديب إنّ الفيلم يتطرّق إلى "أربعة أشخاص ينتمون إلى جيل عربي يطوف فوق أنقاض عقائد وقيم أسلافه. يظهر الفيلم لامبالات هذا الجيل الفكرية والعاطفية تجاه ما يحدث من حوله وفي حياته اليومية وفي علاقاته"، مضيفاً أنّ "كل ما حولنا ينهار ونحن لا نريد ان نقدّم سينما عن الزهور لأنّنا نعمل على معالجة المواضيع والوجع وليس الترويج له".


ولفت ديب إلى أنّ الرقابة الموجودة في كل دول العالم وظيفتها تصنيف الأفلام وليس منعها، وتنحصر وظيفتها في حماية من هم دون سن الرشد وليس ممارسة الرقابة على الذوق والأخلاق، وما يحدث عبر الشاشة الصغيرة أفظع.



 


وكشف أنّ الخطوة المقبلة تتمثل في قيام الشركة المنتجة للعمل بإرسال كتاب إلى لجنة الرقابة للمطالبة بجواب خطّي يؤكد أنّ الفيلم منع رسمياً ولن نرضى بأن نتلقى منعاً من طريق الهاتف.


الفيلم لديب، وشارك في كتابته رأفت مجذوب، وهو من بطولة الممثلين رودريغ سليمان وساندي شمعون وجوليان فرحات ونسرين خضر. حاز على جائزة في تونس، ووافقت لجنة الرقابة في مصر على عرضه في مهرجان "أيام القاهرة" الشهر المقبل وبعدها في صالات السينما، ويعرض اليوم في فلسطين ضمن مهرجان حيفا المستقل للأفلام.



 


نسأل المصدر في الأمن العام، لماذا سمح في هذه الدول ومنع في لبنان؟ فيجيب: "بكل بساطة لأنه لا يسيء لهذه الدول، بل للبنان"، والفيلم أرسل إلى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وأرفق بتوصية من اللجنة بمنع عرضه، وإصدار القرار في شأنه منوط بإجراءات خاصة بوزارة الداخلية ولا علاقة له بالمماطلة.


 من جهة ثانية اعلن مهرجان أيام بيروت السينمائية أنّ الرقابة على الإنتاج المعرفي تقطع العلاقة الجدلية القائمة بين المعرفة واليقين، أي المبدع والمتلقي، إذ تطلق لنفسها حق تعديل أو إلغاء النص المعرفي، وفي حالتنا اليوم الشريط السينمائي.


وقال في بيان : "هذه الرقابة تسمح لنفسها أن تقفز من الدلالة إلى المغزى بناءً على رؤية تعتبرها حقاً، تماماً كما يفعل التكفير. قطع العلاقة بين المبدع والمتلقي تساوي فعل القتل".
اضاف: "أردنا في أيام بيروت السينمائية اليوم أن نحتفل بمجموعة من المخرجين عبر إيصال أعمالهم لجمهورهم ، عبر توكيد العلاقة المقدسة القائمة بحكم الطبيعة بين التعبير والمتلقي، ولكن الرقيب ارتأى أن يمارس فعل القتل بحق عدة مبدعين وكذا بحق جمهورهم، أي بحق مدينة بكاملها. "
وتابع: "في هذه الدورة التاسعة من أيام بيروت السينمائية ، كان الرقيب أكثر تشددًا من أي دورة مضت، في مسارٍ يوحي بأننا نتجه من السيء إلى الأسوأ. لم يمنح الرقيب هذه السنة اذن عرض (ولا حتى تحت إطار عرض ثقافي) لفلمين: "بيت البحر" للمخرج اللبناني روي ديب و"مولانا" للمخرج المصري مجدي أحمد علي. بالإضافة إلى ذلك، طلب الرقيب من عدة أفلام أخرى حذف مشاهد أو جمل معيّنة، وبقيت هذه الأفلام مهددّة بمنع العرض حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن يقبل الرقيب بمنحها "اذن عرض ثقافي" لمرة واحدة فقط!
كل هذا، في زمنٍ، تخطت فيه شبكة الأنترنت كل رقابة، وفي وقت تعرض شاشات التلفزة ما طاب لها من برامج تحفل بالعنصرية والطائفية وتشي بانهيارٍ كامل للقيم الإنسانية العامة.
إن أيام بيروت السينمائية، إذ تؤكد رفضها لأي رقابة على المنتج الإبداعي، تدعوكم لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهة جرائم الرقيب، وذلك في سينما ميتروبلس – أمبير صوفيل – الأشرفية ، يوم الجمعة الواقع في 24 آذار 2017 عند الساعة الثامنة مساءً.
حتى تبقى بيروت، بيروت اللقاء، وسينما الفؤاد ومحاولة ربيع."



 


 [[video source=youtube id=Sj2S-AQx1-o]]


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم