السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"سيلفي وماما خلفي"... 21 آذار: عيد الأم أم "تظاهرة صور فايسبوكية"؟

م.ب.م.
"سيلفي وماما خلفي"... 21 آذار: عيد الأم أم "تظاهرة صور فايسبوكية"؟
"سيلفي وماما خلفي"... 21 آذار: عيد الأم أم "تظاهرة صور فايسبوكية"؟
A+ A-

في كلّ سنة مع بداية فصل الربيع الذي يتزامن وعيد الام في 21 آذار، تضج مواقع التواصل الاجتماعي بصور الابناء وامهاتهم. وهذه السنة لا تزال موجة الصور المعبرة عن مدى الحب الذي يكنه الولد لامه مستمرة حتى الساعة، رغم انقضاء 21 آذار. قد تكون تلك مبادرة جميلة وعفوية، وفي النهاية يحق لاي كان ان يعبّر عن مدى حبّه لامه، ويختار الوسيلة والعبارات والطريقة التي يريد لإيصال رسالته. وقد يكون الفايسبوك الواجهة الامثل للتعبير، خصوصاً انه بات للامهات حسابات شخصية ويمكنهن الاطلاع على ما يكتبه الاولاد، وهذا ما اختلف عن السنوات السابقة. لكن ما حصل فاق حدود التوقعات، فلجأ عدد كبير من رواد مواقع التواصل الى استخدام عنصر الفكاهة التي تنتقد وضع صور الامهات على الفايسبوك. انتقدوا انفسهم قبل انتقاد سواهم. وكتبت احدى المغردات: "ماما روقي حاجي تطلّبي عليي، وقومي جيبيلي كباية مي، عم نزّل صورتك عالفايسبوك". وقال مغرّدٌ، ساخراً: "مش رح فرجيكن صورة امي". ولم يكتفِ البعض بصورة امه، بل نشر صورة جدته وحماته، وعبّر عن مدى تقديره لهن.


واقعياً، ينشر الناس صور امهاتهم في عيد الام ليؤكدوا ان الفايسبوك منبرهم وبامكانهم ان يستخدموه لاي غرض يريدونه. القصة لا تعدو كونها نوعا من الاستعراض والموضة والغيرة، اذ ان كل الناس يريدون وضع صور لامهاتهم، بل انهم عمدوا الى ذلك قبل يومين من العيد المذكور. "هو نوع من الاستعراض، ليقولوا لنا انهم يحبون امهاتهم. لكن اذا لم يكن لدى الامهات حساب فايسبوك خاص، ولسن على علاقة جيدة بمواقع التواصل، فمن المفضل ان يتمنى الفرد عيدا سعيدا شخصياً لأمه"، يقول استاذ التواصل الاجتماعي امين بو يحيى لـ"النهار". ويضيف: "لا سبب لمشاركة الصور عبر مواقع التواصل. هم يقولون ان الصفحة لهم ويمكنهم مشاركة ما يريدون. لكن القصص عبارة عن استعراض وغيرة أكثر مما هي محبة للام". ويتساءل: "إذا كتبت لها عبر الفايسبوك فماذا تستفيد؟". في رأيه ان ما يحصل مجرد موضة لإظهار الحب والعاطفة كما يفعلون عادةً على مواقع التواصل، فيضعون صور لزوجتهم واولادهم. واللافت ان شريحة كبيرة من الناس تلجأ الى صورة معبرة عن المحبة والحنان كالاحتضان او القبلة، وهو ما يؤكد فرضية ان المقصود هو إيصال فكرة حبهم لاولادهم. ويعتقد بو يحيى أن لا داعي لكل هذه الامور، فلماذا تريد ان تنتظر هذا اليوم لترينا صورة أمك؟ اذهب وامض اليوم معها، وعبر لها عن حبك، ولا تخلط حياتك الخاصة بالعامة".


ماذا عن التعليقات الطريفة التي باتت ترافق الصور هذه السنة؟ "إنه التوق الى الشهرة، لأن الاعلام التقليدي، أي التلفزيونات والاعلام المعاصر، أي المواقع الالكترونية، باتوا ينقلون تغريدات الناس، وهناك اكثر من برنامج خاص بمواقع التواصل وحيز مهم في نشرات الاخبار، ما يغري المتصفحين على مشاركة التغريدات لايصالها الى الاعلام، وتالياً ما يحصل هو حب للشهرة والانتشار". وهل سنشهد انحسار موجة مشاركة صور الامهات في مواقع التواصل في الاعوام المقبلة؟ أجاب: "لا، بل يا للاسف، انها الى تزايد، حتى يأتي مفهوم جديد يجذب الناس عوض مواقع التواصل، وهذا أمر شخصي له علاقة بالذين يحبون استرعاء النظر. انه تناقض غريب في الشخصي، خصوصا في حال لم تعكس الصورة فحوى العلاقة الحقيقية للام وابنها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم