الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة السورية والمعارضة على وقع معارك دمشق

المصدر: "أ ف ب"
جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة السورية والمعارضة على وقع معارك دمشق
جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة السورية والمعارضة على وقع معارك دمشق
A+ A-

تنطلق غداً جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف، لكن الامال بتحقيق اي اختراق تبقى محدودة في ظل عدم ابداء طرفي النزاع اي مرونة في مواقفهما واندلاع معارك عنيفة في دمشق.
وانتهت جولة المفاوضات الاخيرة في الثالث من الشهر الحالي باعلان الامم المتحدة الاتفاق على جدول اعمال "طموح" من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها "في شكل متواز"، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، وهي ملفات خلافية بين طرفي النزاع.
ولم تنجح الجولات السابقة التي عقدت برعاية الامم المتحدة في جنيف منذ العام 2016 في تحقيق اي تقدم على طريق تسوية النزاع السوري الذي دخل منتصف الشهر الحالي عامه السابع متسبباً بمقتل أكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.
واعلنت الامم المتحدة الثلاثاء أن كل الاطراف التي شاركت في جولة التفاوض الاخيرة اكدت الحضور الى جنيف. ويرتقب وصول وفدي الحكومة والهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، الى جنيف الاربعاء، على ان تنطلق المفاوضات الخميس.
ويشارك في هذه الجولة ايضاً ممثلون عن منصتي موسكو، تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل، ومنصة القاهرة المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلين ابرزهم المتحدث السابق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي.
وبحسب الامم المتحدة، سيتولى رمزي عز الدين رمزي، مساعد المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا استقبال الوفود الخميس واطلاق جولة المفاوضات، في وقت يجري فيه دي ميستورا جولة خارجية تقوده الاربعاء الى موسكو، ابرز حلفاء دمشق، ومنها الى انقرة الداعمة للمعارضة.
وقال مصدر غربي قريب من المفاوضات لوكالة فرانس برس ان الجولة ستكون عبارة عن "محادثات غير مباشرة" موضحا ان مهمة دي ميستورا "العمل على غربلة الافكار وتدوير الزوايا" بين اطراف النزاع.
ورغم الاتفاق على جدول الاعمال، لكن مهمة دي ميستورا لا تبدو سهلة وفق محللين وديبلوماسيين، في ظل عدم استعداد طرفي النزاع وخصوصا دمشق لتقديم اي تنازلات.


يقول الخبير في الشؤون السورية والاستاذ في جامعة إدنبره توما بييريه "برأيي لا امال" معلقة على هذه الجولة "فالنظام مستمر في التقدم ميدانياً (..) ولا يوجد اي سبب يدفعه الى تقديم التنازلات".
ويرى الباحث في "مجموعة الازمات الدولية" نوا بونسي ان "النظام الذي لم يكن بوارد المساومة عندما كان يخسر ميدانياً، لن يفعل ذلك الان وهو في أوج زخمه".
وحققت قوات النظام منذ بدء موسكو تدخلها العسكري في سوريا في 30 ايلول 2015، تقدماً ميدانياً على حساب الفصائل المعارضة والجهاديين في آن معاً وتمكنت من قلب موازين القوى لصالحها على جبهات عدة، ابرزها سيطرتها في كانون الاول بالكامل على مدينة حلب (شمال)، وبدء تنفيذ اتفاق الاسبوع الماضي يقضي باخراج مقاتلي المعارضة من اخر جيب يتحصنون فيه داخل مدينة حمص (وسط).
ويقول ديبلوماسي فرنسي ان "هذه المفاوضات صعبة للغاية (...) وعلى روسيا وايران تحديدا ممارسة الضغط على النظام، في وقت تبدو المعارضة مشتتة".
واتسمت جولة المفاوضات الاخيرة بخلاف كبير على الاولويات بين الطرفين، الانتقال السياسي او الارهاب. وأصرت المعارضة على تناول موضوع الانتقال السياسي اولا، فيما طالب الوفد الحكومي باضافة مكافحة الارهاب الى العناوين الثلاثة التي اقترحها اساسا دي ميستورا.
وتمت اضافة موضوع مكافحة الارهاب الى "السلال الثلاث" بطلب من دمشق، وفق دي ميستورا.


ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالتعنت وعدم ابداء مرونة في المفاوضات. وتتمسك المعارضة بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، الامر الذي تعتبره دمشق غير قابل للنقاش وتصر على أولوية مكافحة الارهاب كمدخل الى الحل السياسي للنزاع.
ويقول يحيى العريضي، احد الاستشاريين المرافقين لوفد المعارضة الى جنيف، ان "الامال محدودة بحكم تعنت الفريق الاخر وعدم رغبته بالانخراط الجدي في ايجاد حل".
ويتهم النظام باتباع "استراتيجية تقوم على اخضاع الاخر" مشدداً على انه لا يمكن تحقيق اختراق "الا اذا توفرت ارادة دولية فعلية لانهاء المحرقة السورية".
ويأتي ذلك بعد ايام من هجوم مباغت شنته الفصائل المعارضة على مواقع قوات النظام في دمشق ويعد الاعنف في العاصمة منذ عامين. وتدور منذ الاحد معارك عنيفة بين الطرفين.
ويرى العريضي ان ما يجري هو "دفاع عن النفس، فالناس في حالة حصار وتجويع ويتعرضون للقصف يومياً" مضيفا "الفعل بحد ذاته رسالة بانه لن تستتب الامور للنظام ولا يمكن للناس ان تستكين له".
في المقابل، يعتبر الدكتور بسام ابو عبدالله، مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية، ان هذه الهجمات "تضعف موقف المعارضة في جنيف.. وهي لا تغير معادلات راسخة على الارض" مضيفاً "في كل مرة نتقدم في موضوع الحل السياسي، تلجأ قوى ميدانية مرتبطة باطراف اقليمية الى شن هجمات جديدة".
ورغم اقراره بأن الطريق "ليست وردية" لكنه يرى ان "الجديد هذه المرة ان هناك جدول اعمال واضحا من شأنه أن يحدد مسار الحل السياسي".
وفيما تمارس روسيا ضغوطاً على دمشق أثمرت في الجولة السابقة موافقتها للمرة الاولى على بحث مواضيع الحكم والدستور والانتخابات، لا تزال رؤية واشنطن التي كانت تعد ابرز داعمي المعارضة في جولات التفاوض العام الماضي، غير واضحة.
ويقول ابو عبدالله "الروس في عجلة والخطوات تتالى، لكن رؤية الاميركيين للحل في سوريا لم تتضح بعد. ويبدو واضحاً من خلال صمتهم أنه لم يتبلور لديهم بعد اي تصور ولم يقرروا كيف سيتفاهمون مع الروس"، مؤكدا في الوقت ذاته ان "اي توجه للحل سيجري وفق تفاهمات روسية أميركية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم