الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عذراً... فهمنا جيداً

ميشيل تويني
ميشيل تويني
عذراً... فهمنا جيداً
عذراً... فهمنا جيداً
A+ A-

منذ ١٤ آذار ٢٠٠٥، ومنذ اغتيال جبران تويني، لم اشارك في اي تظاهرة، لأنني ممن اعتبروا ان البعض يستعمل قضية الشهداء مرحليا ولن يغيروا شيئا في النهاية، لان المصالح تطغى على كل شيء.
الأحد الماضي كان اول يوم أشارك في تظاهرة لأنني بكل بساطة اعتبرت انه طفح الكيل. دروسهم حيال الضرائب وتعليلاتهم، كأن الشعب لا يفهم أو يصدق كل ما يقال له، تستفز كثيرا !
تأكدوا أن كل من تظاهر أو اعترض يفهم ما هي الضرائب، وهذه مرفوضة!
والمضحك انهم يعتبرون ان الاقتصاد بألف خير. لو يخرجون من قصورهم المحمية ومن مموليهم الذين يصرفون مئات آلاف الدولارات لتمويل أحزابهم من اجل مصالحهم، لكانوا ادركوا ان كل القطاعات تعاني وتنزف، وهذه القطاعات هي من توظف كل الطبقات، وحتى هؤلاء ما عادوا يتحملون، فيستغنون عن موظفين ويد عاملة، والشباب والعمال لا يجدون فرص عمل، والبطالة تزيد.
والسؤال: في دولة تزيد مخصصات للسياسيين وتوظف أشخاصا لا يعملون، وفِي دولة تهدر في كل قطاعاتها، لماذا لا تبدأ بالإصلاح قبل فرض الضرائب؟ وأي خطوات صارمة اتخذت لوقف الهدر والفساد قبل فرض الضرائب؟
الجيد ان رئيس الحكومة استمع الى صرخة الشعب، والمطلوب من كل من يتظاهر ان يبقى سلميا ومنفتحا لإيجاد حلول، وهذا وضع أغلبيتهم. أما في ما يخص المندسين الذين يشاركون في كل مرة لإفشال الحراك السلمي، فنسأل الجهات الأمنية: صورهم واضحة وكل الإعلام يغطي وقوى الأمن موجودة، فلمَ لا يتم توقيفهم؟
أما عن تصريح وزير المال بأن المصارف عرضت مليار دولار لوقف الضرائب فأين الاثبات؟ هل يجدر بوزير مسؤول ان يصرح بأمر كهذا من دون إثبات؟
اما عن صرخة الناس فهم ما عادوا يتحملون الفقر والفساد والنفاق والتأجيل والصفقات، وباتوا يشعرون باليأس والاحباط!
وبالوصول الى مواقف الأحزاب، فهذه كانت أجمل جزء من مسرحية السلسلة. فكل الأحزاب أصبحت ضد الضرائب، وقبل يوم صوتت على خمس على الأقل. وللتاريخ فقط، يجب ألا ننسى ان حزب "القوات" و"التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" صوتوا على كل الضرائب ووافقوا عليها، اما "حزب الله" فصوت على أغلبيتها، لكن استثنى ضريبة الـ TVA. اما حزب الكتائب فصوت فقط على ضريبة الدخان، فيما الاشتراكي استثنى الضريبة على الإسمنت.
"سكيزوفرينيا" في الحكم لم تجعلنا نستوعب كيف انتقدها في اليوم التالي من صوت عليها، فقط ليركب الموجة، أو بات يسخّف الموضوع كأن المواطن سخيف ويستخفون بعقله، وكأنه اعتبر ان الضريبة على الخبز، فلهذا انتفض. تأكدوا أن المواطن استوعب أنكم مرة أخرى تختارون جيوبه التي تعاني أصلا، بدلا من إصلاح قطاعات الدولة ووقف تغذية جيوب أزلامكم. فعذرا منكم، فهمنا جيدا ولا جدوى للالتفاف مرة بعد على فسادكم!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم