الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

معركة في دمشق تعطل "الباصات الخضراء" وتغيّر خريطة الجبهات

المصدر: "النهار"
محمد نمر
معركة في دمشق تعطل "الباصات الخضراء" وتغيّر خريطة الجبهات
معركة في دمشق تعطل "الباصات الخضراء" وتغيّر خريطة الجبهات
A+ A-

من دون أي انذار مسبق، وقبل أيام من انعقاد "جنيف - 5"، غيّرت المعارضة خريطة الجبهات وخطفت الأنظار إلى العاصمة دمشق، بمعركة أطلقت عليها اسم "اثبتوا يا عباد الله"، لترد بذلك على خيار "الباصات الخضراء" التي يحاول أن يفرضها النظام على الأهالي في هذه المناطق.


وبعيداً عما حققته عسكرياً فإن للمعركة رسالة سياسية واضحة، ووفق مصادر سورية معارضة فإن "العمليات أتت قبيل استئناف مباحثات جنيف التي ستقام في 23 الحالي، في رسالة واضحة لنظام الأسد، أن الحل العسكري مازال ورقتنا الرابحة على أسوار العاصمة دمشق، ودخول الثوار لمحيط كاراجات العباسين والتوغل في أطراف حي التجارة رسالة واضحة بان المعارضة دخلت دمشق بعملية لم تكلفها الكثير وبإمكانات بسيطة لفصيل واحد بشكل أساسي، وأن فشل المحادثات يعني العودة إلى العمليات العسكرية"، كاشفة عن أن "هناك ما يزيد عن 20 ألف مقاتل ميداني في غوطة دمشق، ومن دخلوا دمشق لا يشكلون سوى 5 في المئة من هذا العدد، وأن المجريات المقبلة ستكشف مزيداً من التطورات".
المعارك التي انطلقت في الاحياء الشرقية للعاصمة أمس لا تزال مستمرة حتى اللحظة فما هي المناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، يجيب الناشط يوسف البستاني "النهار": "سيطرت الفصائل على معمل الغزل والنسيج، شركة الكهرباء وعلى اطراف حي جوبر في اتجاه حي القابون، وعلى أجزاء المنطقة الصناعية للحي وتم وصله بجوبر، لكن الى الان لا يمكن استخدام هذه المناطق بسبب القصف الهيستيري للنظام، كما تم قطع طرق في كاراجات العباسيين وفارس خوري نارياً، وفرض النظام حظر تجوال على حي التجارة ضمن المعركة، ولم يسجل أي هجوم عكسي من قوات النظام لاسترداد المناطق".






 


ووفق المعلومات التي حصلت عليها "النهار"، فإن الفصيل المخطط والمنفذ الرئيسي للمعركة هو "فيلق الرحمن"، وكانت هناك محاولات للتعتيم على مشاركة "هيئة تحرير الشام" لكن الاخير لم تلتزم وسارعت إلى نشر المعطيات عن مشاركتها عبر انتحاريين اثنين، وبحسب المصادر: "يشارك فصيل فيلق الرحمن بـ 800 مقاتل بينما هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) بـ 120 مقاتلاً، فيما أحرار الشام فتشارك بـ 80 مقاتلاً من الصفوف الخلفية".
وتواصلت "النهار" مع المتحدث باسم "فيلق الرحمن" وائل العلوان، فذكّر بأن "الفيلق هو أكبر فصائل الجيش السوري الحر ويتواجد في الغوطة الشرقية والقلمون وليس له أي تبعية سياسية وهو أيضاً اكبر فصائل دمشق وغوطتيتها، وليس خاضعا إلى أي ايديولوجية محددة بل يرفع علم الثورة".
وينفي علوان مشاركة "النصرة"، مشدداً على أن "العمل قيادة وتنفيذاً لفيلق الرحمن وبمؤازرة حركة احرار الشام وفصائل محلية"، موضحاً ان "الهدف من المعركة تحقيق توازن بعدما تعرضت الغوطة الشرقية إلى معارك استنزف منذ اشهر عقب هجوم ومن النظام عليها، فختارت الفصائل الانتقال من الدفاع عن النفس إلى الدفاع بالهجوم وبالتالي تغيير موازين القوى باجبار النظام على الرضوخ للحوار السياسي وعملية الانتقال السياسي الحقيقية".
وعن الاتهامات بان المعركة أدت إلى تطيير "جنيف - 5"، يجيب: "المعارضة كانت جادة بالحوار ورفع المعاناة عن الشعب السوري ان أمكن، وكل التقارير الدولية تؤكد أن الاسد مجرم حرب ارتكب الجرائم وأدخل الميليشيات الطائفية إلى سوريا، ونحن مع رفع المعاناة والانتقال السياسي، وندعم سوريا المستقبل على أن تكون دولة ديموقراطية حرة تتمتع بكل الحقوق، فاذا كان ذلك بالحوار والانتقال السياسي فنحن معه، لكننا اختبرنا النظام وروسيا في أكثر من هدنة ولم يلتزم النظام بها ولم يراعيها بل أمعن بالحل العسكري".



 


برأي البتساني فان للمعركة أهدافها العسكرية "تخفيف الضغط على الغوطة لأنها واحياء شرق العاصمة بخطر، وكان هناك مخطط لتفريغ المناطق من سكانها وتأمين العاصمة لصالح النظام عبر تهجير الاهالي، لهذا لم يعد أمام الثوار أي خيار سوى الهجوم كوسيلة دفاع، أما سياسياً فإن المعركة أكدت أن الثوار ورغم محاصرتهم فهم قادرون على امساك زمام المبادرة والهجوم"، مضيفاً: "من الأهداف الرئيسية ابعاد شبح التهجير عن القابون وحي تشرين الدمشقي لأن المعركة محتدمة ومنذ اسابيع عرض النظام خيار الباصات الخضراء، لكن اليوم المعركة هي للحفاظ على هذه المناطق وتغيير خريطة الجبهات وتشتيت النظام وقلب المعادلة خصوصا في ظل دعوات إلى فتح الجبهات بأكملها، وإذا نجح الأمر فيعني هناك تقدم للمعارضة أما إذا ركز النظام معركته على هذه الجبهة فالبتأكيد سنشهد تراجع المعارضة وتقدمه".


وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "النهار"، فان "العمليات انطلقت صباح أمس واطلق عليها اسم "اثبتوا يا عباد الله" ويقودها فيلق الرحمن التابع للجيش السوري الحر بمشاركة محدودة لهيئة تحرير الشام. وبدأت المعركة بتفجير غرفة عمليات تابعة لحزب الله والحرس الجمهوري في نقطة السيرونكس، إضافة إلى حاجز كراش، وتعد هذه النقاط صلة رئيسية لوصل حي جوبر المفتوح على غوطة دمشق، بحي القابون والذي يليه تشرين، برزة، القابع شرق العاصمة دمشق".



 


وتتابع المصادر "بعد المفخخات جرى تمهيد صاروخي ومدفعي مكثف، ثم عمليات اقتحام أسفرت بالسيطرة على رحبة الدبابات - المنطقة الصناعية بشكل شبه كامل - شعبة التجنيد - اجزاء من منطقة السيرونكس - مؤسسة الكهربا - معامل الغزل والنسيج - واجزاء واسعة من كراج العباسين - اجزاء واسعة من اوتوستراد دمشق حمص"، معتبرة أن "التقدم نحو كاراج العباسين الذي يعد بوابة احياء دمشق الحيوية كان لافتاً، اضافة إلى التقدم نحو حي التجارة وجرت اشتباكات عنيفة به وتم رصده نارياً". وكشفت المصادر عن أن "عملية دخول مقاتلي الجيش السوري الحر إلى الأحياء المستهدفة كانت بعملية امنية، حيث دخلت على أنها عناصر تابعة للفرقة الرابعة في مهمة رسمية".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم