الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جاد بو كرم وإيلي سليمان: "المفارقة" تلفزيونياً

فاطمة عبدالله
جاد بو كرم وإيلي سليمان: "المفارقة" تلفزيونياً
جاد بو كرم وإيلي سليمان: "المفارقة" تلفزيونياً
A+ A-

كاركتيران يصعب تجاهلهما: جاد بو كرم وإيلي سليمان. في البرامج، ثمة المجموعة، وثمة أيضاً الفرد. لا يمكن "منا وجرّ" المجاهرة بهذه الثقة في النفس كما يفعل لولا "رادار" سليمان. ولا يمكن "لهون وبس" التفاخر بالنكتة لولا "الأو ماي جاد" ولمعاته.


ليس القصد المقارنة، فلكلّ منهما مجال ودور. شخصيتان تشكّلان "مفارقة" تلفزيونية، سليمان بالعين المُراقِبة وقدرتها على "الإصابة"، وبو كرم باتقان التلاعب باللفظ حدّ الإبهار. يُرجئ "منا وجرّ" ("أم تي في") إطلالة "الرادار" ليضمن الاشتياق له وإطالة المشاهدة في انتظاره. نقاش آخر إن كان كلّ ما يُقدّم يستحقّ دائماً المشاهدة أم لا. سليمان يتعثّر وينهض من عثراته. انطلق "راداره" بإيقاع صاروخي، ثم طاولته حال التململ والحشو. وفي أحيان بعض البلادة. قوّته في قدرته على خلق التعويض المطلوب. قلّما مرّت فقرته من دون لقطة تجعل المتابع مبهوراً. خطأ في مسلسل، هفوة في مشهد، تفصيل لا تدركه سوى عين ثاقبة ذكية. لكنّ "الرادار" يقع في أول فخّ ينصبه لنفسه. يُجرّح من دون داعٍ، وينسج نكات لا تُضحك. سيكون من الأفضل لو يتخلّى عن مزاجيات غير مثمرة، و"بطولات" لا تضيف. اختراق أمن مؤسسة ليس مهارة ولا شطارة. والإيحاء بالرغبة في الاستهداف الشخصي مضرٌّ، يحمل دائماً الأثر العكسي. يستطيع "رادار" ألا يُخفق لئلا يعتذر، والبحث عن اللامع لا العادي. ففي إيلي سليمان إمكانٌ وكاريزما يجعلانه سبّاقاً. الانعاش مطلوب كلّما لاح انطباع بألا جديد يُقدَّم، لتقلُّب بعضه بين العادي أحياناً والأقل من العادي، فيما هو قادر، لا شكّ، على التحليق وتمييز النوعية.
جاد بو كرم يكاد يكون استثناء تلفزيونياً. "يعتّم" على الباقين من أصحاب الدعابة وسرعة البديهة. يجعل الفارق بينه وبين آخرين عميقاً شاسعاً. ويجعل الضحكات درجات ومراتب. هو نبض "لهون وبس" ("أل بي سي آي") وشريانه. هشام حداد يدرك ذلك. معاً يزرعان النجاح ويقطفانه.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم