الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في محترف ديان أيوب مُمارسات غريبة أرضاً والجنيّات تَضحَك!

المصدر: النهار
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
في محترف ديان أيوب مُمارسات غريبة أرضاً والجنيّات تَضحَك!
في محترف ديان أيوب مُمارسات غريبة أرضاً والجنيّات تَضحَك!
A+ A-

العِزلة لا تَليقُ بالفنّانة التشكيليّة التي تَقتَحِمُ حاليّاً العالَم التجريديّ، ديان أيوب. وهي بكل تأكيد، لا تَروقها. لا تتحمّل الشابّة التي تَعيشُ في مكانٍ ما بين "غُيوم الألوان"، حوارها الصامِت و"التقيل ع القَلب". و"بيناتنا"، قد تَكون على حَقّ. إذ أن العِزلة "مُقلِقة" في تأثيرِها على الإبداع. أحياناً "تُبدِّل مَساره". كما "تَسمَح لنَفسها" بالتدخُّل في نُزهَته على الكانفا.
العِزلة، إذاً، ليست وارِدة عندما تَهمُس الّلوحة قصّتها المُلوّنة في أذن "ديان" الحُرّة في أسلوبها الفنّي، أو عندما "تَغمُزُ" إلى نزواتها الحاليّة التي تُريدُها "شامِخة" داخِل إطار جُدرانها الإفتراضيّة.



 


وفي الوَقت عينه، تحتاج هذه الحالِمة التي تُقدّم حاليّاً مَعرَضها الجديد في غاليري "روشان" في الصيفي فيلادج بعنوان "Instant Fear"، أن تَكون بمُفرَدِها عندما يَحين وَقت "المواجَهة الإبداعيّة" مع فُرشاة الرَسم. مع الكانفا البيضاء التي سَتَحمِلُ لاحقاً الخُطوط القادِمة من مَكان ما في المُخيّلة.
ولهذا السَبَب، تَختَلي بنَفسِها في غُرفة في المَنزِل حوّلتها مُحتَرَفها البَعيد عن أحاديث الحياة و"روائح الواقِع".
داخِل هذا المُحتَرَف، للألوان أحاديثُها و"تصريحاتها" المُدويّة.
هُناك، تَضحَكُ "الجنيّات" من الذين لم يتعرّفوا بعد إلى سحر الأحلام...ولحظات الإفتتان العابِرة التي تَعرفها الفنّانة جيداً.
تبدأ "ديان" الرَسمَ في الّليل، عندما يَخلُد الجميع إلى النوم.
عندئذٍ تَعيش صَخبها الإبداعيّ هُناك داخِل كوخ الأحلام المُلوّنة، من دون أن يُقاطِعها أحدهم، طارحاً عليها "شي سؤال"، أو طالِباً منها "شي خدمة".
خلال ساعات الليل، ليست مُجبَرة على إقفال هاتفها خوفاً من أن يرنّ.
إذا كان الهاتِف مُقفلاً، سيتعزّز الشُعور بالعِزلة.
والعِزلة لا تَليقُ بجُنون العالَم التجريديّ الذي تَعيشُ الشابة معه قصّتها التي تَعبَق برائِحة الأحلام. رائِحة الأحاديث التي لم تُكتَب بَعد.
الجَلسة الواحِدة في المُحتَرَف قد تَستَمر 10 ساعات.



 


تَشعُر "ديان" بعدها بالسلام المُطلَق. وبالكثير من التَعَب، وكأنها مارست الرياضة طوال هذه الساعات المُغلّفة بالأشكال... وبلا توقّف.
تَدخُل عندئذٍ عالمها البَعيد عن "روائِح الرَتابة".
عندما تَرسم لساعات طويلة، لا تضَع الشابة لوحاتها على حامِلة القماش.
توزّعها أرضاً، "أحياناً أسير فوق الكانفا. بيطقّ ضهري".
عاداتها الغَريبة في الرَسم "كلّفتها" أوجاعاً مُزمِنة في الظَهر.
لكن هذا التفصيل الصَغير لا يُزعجها.
الموسيقى، كلمات الأغاني تؤثّر عليها كثيراً. إذا ما راقت لها أغنية، ربما إستَمَعَت إليها طوال الليل. ربما ألهَمتها الكلمات أو الأنغام.
فإذا بها تُرافقها لساعات.
تضيف ضاحِكة، "مُمكن علِّق ليلة كاملة على أغنية واحدة".
عندما تَرسُم، "بصير كلّلني Peinture"، ولكن التَعَب أحياناً يَدفعها إلى النوم "متل ما هيّي"، "يعني كل شعري، وجّي، وإيديّي ملوّنين".
ولكن هذا العُنصُر المحوريّ في طُقوسها مع الرَسم لا يُزعجها.
"الألوان ليست قذرة" تُعلِّق بهدوء.
أحياناً تُجبَر على "تَشذيب" أظافرها.



 


إذ أن للألوان عادة سيئة في التغلغل داخلها.
"لوحاتي هي علاجي النَفسيّ".
تُعلِّق قائلة، "دايماً وقتَ بوقِّف الرَسم لازم يصير في شي بحياتي تأرجع بلِّش. يا إمّا شي حلو أو زَعَل أو تغيير جَذري بالحياة".
لسَبب أو لآخر لا يَفهمه مُحيطها، غالباً ما تُعيد "ديان" الرَسم فوق الّلوحات المُنجزة.
أحياناً، "بيطلعوا أحلى".
أحياناً، "بنزعن كليّاً".


الأصدقاء وأفراد العائلة يَهتفون، "ما بئى تدقّي بلوحاتِك!".
عنوان Instant Fear وُلِدَ من الخوف الجماعيّ الذي نَعرفه جميعاً وإن تَعدّدت أسبابه.
للخوف لغّة واحِدة وملايين الصور.


ما يُقارِب ال30 لوحة مُنجِزة بأسلوب الفنّ التجريديّ. تَشرَح قائلة، "التَجربة جديدة بالنسبة لي. أنه لشيء رائع أن أبتَدِعَ الأشكال الجديدة. لم يُعلّمني أحد الأسلوب التجريديّ. وأنا أمزج الوسائط بعضها مع بعض. كتير مبسوطة. كان الجميع من حولي يقولون: ديان يجب أن تَنتَقلي إلى الفن التجريديّ. ولكنني لم أكن جاهِزة بعد".
لطالما كانت ألوانها داكنة.
اليوم باتت تتوسّل الأبيض كثيراً، "وبفضل هذا اللون، تُصبح مساحة اللوحة أكبَر".
تصمُت قليلاً قبل أن تضيف قائلة، "وتُصبِح أيضاً أقل إضطهاداً لكل من يَقف قُبالتها".
يَستمر المَعرض حتى 25 آذار.
[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم