الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الاحتكاك الخطير بين "سام" السوري و"حتس" الاسرائيلي... هل تغيّرت قواعد الاشتباك ؟

المصدر: "النهار"
الاحتكاك الخطير بين "سام" السوري و"حتس" الاسرائيلي... هل تغيّرت قواعد الاشتباك ؟
الاحتكاك الخطير بين "سام" السوري و"حتس" الاسرائيلي... هل تغيّرت قواعد الاشتباك ؟
A+ A-

تواجهت اسرائيل وسوريا اليوم في احتكاك خطير هو الاول من نوعه بين الجانبين منذ بدء الحرب السورية قبل ست سنوات، وأثار تكهنات بتغيير محتمل في أسلوب تعامل النظام السوري المكتسب زخماً من انتصاراته الداخلية ومن الدعم الروسي له، مع الاستفزازات الاسرائيلية المتكررة.
وللمرة الأولى، شغلت اسرائيل درعها الصاروخية "حتس" (آرو) المصممة أصلاً لمواجهة تهديد الصواريخ الباليستية (الايرانية طبعاً)، وأٌقرت في خطوة نادرة بقصفها مواقع في سوريا، الامر الذي أكد خطورة هذا الاحتكاك الذي يعتبر الاول من نوعه، على رغم تأكيد مسؤولين عسكريين اسرائيليين قبل بضعة أشهر اطلاق صاروخ محمول على الكتف على مقاتلات اسرائيلية.
ويأتي هذا التطور بعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط مخاوف اسرائيلية من التوصل الى اتفاق لسوريا يضمن لايران مصالحها على حساب هواجس اسرائيل.



وفي تفاصيل الاحتكاك كما أوردتها صحف اسرائيلية ووكالات اعلام عالمية أن مقاتلات اسرائيلية قصفت أهدافاً عدة في سوريا فجر اليوم، وهو ما دأبت على فعله بين فترة وأخرى في السنوات الاخيرة، وإن تكن المرة الاولى تقر بذلك. ورد نظام الرئيس بشار الاسد بنشر أجهزة دفاع صاروخية واطلاق عدد من الصواريخ على المقاتلات الاسرائيلية .وفيما اكدت اسرائيل أن أياً من مقاتلاتها لم يصب، أفاد الجيش السوري انه أسقط طائرة حربية اسرائيلية وأصاب أخرى بعد غارة استهدفت موقعا عسكريا على طريق تدمر في وسط سوريا.
ووردت الاشارات الاولى الى الاحتكاك منتصف ليل الخميس-الجمعة مع انطلاق صفارات الانذار في غور الاردن ومحيط القدس وصولا الى مستوطنة موديعين. ولاحقاً سمع دوي انفجار في شمال اسرائيل مع اسقاط الدفاعات الجوية الاسرائيلية أحد الصواريخ، بحسب الصحف الاسرائيلية.


سوريا
وفي روايته للحادث، قال الجيش السوري في بيان أن اربع طائرات للعدو الاسرائيلي اخترقت الساعة 2,40 فجر اليوم المجال الجوي السوري في منطقة البريج عبر الاراضي اللبنانية واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي، وأكد أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة داخل اسرائيل وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار، وهو ما نفاه الجيش الاسرائيلي.
واعتبر الحادث غير عادي بمعايير عدة، كونها المرة الأولى يخرق الجيش الاسرائيلي صمته حيال عملياته داخل سوريا، إذ أصدر بياناً يؤكد فيه استهداف مقاتلة كانت تتحرك في الأجواء السورية. فمع ان اسرائيل تجنبت دائماً التورط في الحرب السورية، أكد البيان ما كان يعتبر سراً معروفاً في السنوات الاخيرة من أن الدولة العبرية تستهدف شحنات أسلحة تنقل معدات عسكرية وذخائر الى "حزب الله".


"حتس"
الى ذلك، بثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي أن اسرائيل شغلت نظام الدفاع "حتس" للمرة الاولى ضد تهديد حقيقي، وأصابت صاروخاً، معترضة اياه قبل أن ينفجر في اسرائيل.
وتعد منظومة "حتس" المضادة للصواريخ، أول سلاح من هذا النوع تطوره إسرائيل والولايات المتحدة، وصممت هذه المنظومة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية على مستوى إقليمي.
وتقول صحيفة "جيروزاليم" إن إسرائيل باستلامها عام 2000 منظومات صواريخ "حتس" أصبحت أول دولة في العالم قادرة على حماية نفسها من التهديدات الصاروخية الباليستية. وحصل ذلك بعد تسع سنوات من حرب الخليج الأولى التي شهدت إطلاق 39 صاروخ "سكود" من العراق شلت الدولة العبرية.



(وزارة الدفاع الاسرائيلية)


ومعرف أن منظومة "حتس" مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية المعادية وهي في طريقها إلى إسرائيل وقبل أن تعبر الحدود وتدخل المجال الجوي الإسرائيلي.وتقول "الجيروزاليم بوست": "إذا كانت التقارير صحيحة يكون النظام قد شهد ثورة أخرى وصار قادراً على حماية المقاتلات الاسرائيلية التي تعمل خلف خطوط العدو، من صواريخ أقصر مدى أرض –جو (سام)".


وقبل بيان الجيش الاسرائيلي، بثت القناة العاشرة لقطات لما وصفته بأنه بقايا الصاروخ الذي اعترضه "حتس" وسقطت في الجانب الاردني.ونسبت وكالة أنباء "بترا" الاردنية الرسمية الى محافظ اربد رضوان عطوم أن حطام الصاروخ تسبب بأضرار بسيطة فقط.


تحول سوري
وفي الدلالات السياسية، يعتبر الرد السوري تحولاً محتملاً في سلوك سوريا حيال الاستفزازات الاسرائيلية وسط تكرار الغارات في الفترة الاخيرة. فمنذ أقل من شهر، تحدثت تقارير عن استهداف اسرائيل قوافل أسلحة خارج دمشق في هجمات نفذت من المجال الجوي اللبناني.
وفي 13 كانون الثاني، حذرت الحكومة السورية من رد على ما سمته هجوم "فاضح" بعد هجوم اسرائيلي على مطار عسكري غرب دمشق.


ويقول أستاذ القانون في الجامعة اللبنانية والمحلل العسكري أمين حطيط ل"النهار" أن الاحتكاك الذي حصل اليوم له دلالات وتبعات عدة:
أولها وأهمها هي فشل كل مساعي اسرائيل لتعطيل منظومة الدفاع الجوي السورية. فقد أظهرت هذه المنظومة اليوم قدرتها المستمرة على حماية الاجواء السورية، وهو ما يعتبر انجازاً كبيراً سيغير الواقع، وخصوصاً بعدما منع اسرائيل من الوصول الى أهدافها.
الثانية هي الارباك الذي أثارها الرد السوري في القيادة الاسرائيلية التي سارعت الى القول في بيانها الثاني إنها غير معنية بالتصعيد. وهذا يدل على أنها ستضطر الى اعادة النظر في أي عدوان مقبل على سوريا.
ثالثها دحض الادعاءات بأن الغارات الاسرائيلية تستهدف أسلحة ل"حزب الله. كان يمكن تصديق ذلك الادعاء لو أن الغارات كانت على الحدود لا على مناطق داخلية.
رابعها أن سقوط صواريخ سورية في الداخل الاسرائيلي سيعقد أي قرار اسرائيلي للتدخل في الحرب السورية.


سلاح قديم


وفي بيانه، قال الجيش الاسرائيلي إن الصواريخ التي أطلقت على اسرائيل ليست من الترسانة السورية الجديدة. وأفاد موقع "روسيا انسايدر" إنها من طراز "أس 200" القديمة الصنع"، معتبراً أنه ليس مفاجئاً أن تخطئ هذه الصواريخ أهدافها.



(أب)


وأكد الموقع أيضاً أن موسكو لن تسمح لسوريا باستخدام أنظمة "أس 300 " الاكثر تطوراً ضد أهداف اسرائيلية، محذراً من أن هذه الصواريخ المتطورة قادرة على اسقاط مقاتلات اسرائيلية، وهو ما قد يؤدي الى حرب عالمية.
ويشار الى روسيا واسرائيل ترتبطان بتفاهم ضمني توصلا اليه في خريف 2016 ويقضي بالتعاون العسكريب بينهما لمنع أي تصادم عرضي بين سلاحي جو البلدلين الناشطين في سماء سوريا.
ولكن حطيط رفض الكلام عن شروط روسية على سوريا، معتبراً أن الصواريخ السورية تمكنت من تحقيق أهدافها بمنع اسرائيل من إصابة أهدافها. واعتبر أن روسيا لا تتدخل في السلاح الذي تبيعه، وأن تشغيل السلاح الروسي الذي تشتريه دمشق يصير من مسؤوليتها.
أما تشغيل اسرائيل نظام "حتس" فهو برأي هو حطيط أكبر دليل على حجم الخطر الذي شكله الرد السوري، واصفاً ما حصل اليوم بأنه تغيير في المشهد وقواعد الاشتباك.


[email protected]


twitter: @monalisaf


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم