الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هرب الجميع من السلسلة وبقي سامي الجميل ...

منال شعيا
منال شعيا
هرب الجميع من السلسلة وبقي سامي الجميل ...
هرب الجميع من السلسلة وبقي سامي الجميل ...
A+ A-

هرب الجميع من إقرار سلسلة الرتب والرواتب، ولم يكن أمامهم سوى النائب سامي الجميل "شمّاعة"! هدد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بتسمية النواب الذين يعرقلون إقرار السلسلة، ولم يسمّ سوى الجميل، قائلا: "نعم هناك غيره، لكن سامي الجميل الأكثر ضررا".


فجّرت السلسلة دهاليز سياسية غرقت فيها خلال يومين، وفي اليوم الثاني، طارت الى موعد غير محدد، في انتظار عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري. لم يستطع المجلس ولا الحكومة الهروب من إقرارها، وفي الوقت نفسه لم يستطيعا تفسير الضرائب امام الرأي العام، في عز الازمات المعيشية المتتالية، لكن بنظر الحكومة ونائب رئيس مجلس النواب فإن "النائب الجميل وحزب الكتائب يتحملان مسؤولية التعطيل".
في الأساس، لم يكن الجو الذي يسبق اليوم الاول من الجلسة العامة مهيأ لإقرار السلسلة. في أروقة مجلس النواب، كانت كل الدردشات مع النواب ومن مختلف الكتل النيابية، تشير الى "نية لفصل الايرادات عن السلسلة"، بحيث يقر مشروع السلسلة في الجداول، وتترك الايرادات للحكومة، من ضمن مشروع الموازنة العامة.
وهكذا، دخل الجميع القاعة العامة وتوالت المداخلات والمواقف، ولا سيما من النائبين انطوان زهرا وجورج عدوان، ثم من النائبين ايلي عون وغازي العريضي، مطالبين بفصل الإيرادات، في انتظار الموازنة. حتى نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" كانوا يجادلون في كل ضريبة ويؤكدون أنهم لا يريدون ضرائب على الفقراء.
حتى الرئيس فؤاد السنيورة قدم مداخلة طويلة، برز فيها تأييده لسلسلة الرتب والرواتب، شرط ان تكون مترافقة "مع الاصلاحات والايرادات الواضحة".
الكل تحدث. ومن ضمن الكل، الجميل. أول من امس، لم يفقد الجميل النصاب ولا كتلة الكتائب، بل كانوا من آخر النواب الذين غادروا. كانت المناقشات اطول من الاقرار، ولم يقر النواب سوى خمس مواد. من اللحظة الاولى، كانت واضحة وتيرة النقاشات وطول الجلسات.
وأمس، كان الجميل والنواب نديم الجميل وايلي ماروني سامر سعادة حاضرين صباحا. ومساء، كانوا من ضمن النواب الـ60 الذين حضروا الجلسة التي لم تعقد، لعدم اكتمال النصاب.
كاد مكاري ان يفقد اعصابه في الجلسة الصباحية، وهدد برفعها. ثم تراجع بعد تدخلات النواب، قبل أن يرفع الجلسة الصباحية، هدد بأنه سيفضح بالاسماء النواب الذين يعرقلون السلسلة. وفي المساء، سمّى فقط سامي الجميل.
صباحا، أقرت الجلسة ثلاث مواد فقط خلال ثلاث ساعات، وهي زيادة الضريبة على المشروبات الروحية المستوردة بنسبة 25 في المئة و35 في المئة، وزيادة 250 ليرة على علبة الدخان، و250 ليرة على التنباك، و500 ليرة على السيكار، كما أقروا رسوم الكتّاب العدول.
أخذ رفع السعر على الدخان والتبغ والتباك الكثير من الجدل والوقت. رفضه الوزير علي حسن خليل ونواب حركة "امل"، وأيده الجميل. سجالات وكلام عن تهريب وتهرب ضريبي، قبل أن تقر في النهاية.


مكاري و"المسرحية"
وفي المساء، رفض مكاري "الاستمرار في تغطية هذه المسرحية"، وقال بانفعال: "بعد جهد طويل قامت به اللجان المشتركة، وبعد انعقاد الهيئة العامة للمجلس في 31 أيار 2014، وبعد انقضاء 19 عاما على مراجعة كاملة لرواتب القطاع العام، فوجئنا بحملة ممنهجة شعبوية تطال الإيرادات ولا تمت الى واقع الارقام بشيء، وتستهدف الإيرادات وترسي واقعا يستحيل القبول به".
بدا مكاري غاضبا. وقال: "الحقيقة المرة ان هناك من يقوم بهذه الحملة ويضع الناس وسط غوغائية ليقوم بنسف السلسلة".
وحمّل النائب الجميل والكتائب "مسؤولية الالتفاف على السلسلة، والمزايدين والمعرقلين وحرمان آلاف العائلات حقوقها".
وتابع: "هناك رغبة من الكتائب في عدم إقرار السلسلة، ويحاولون تحميل النواب هذا الذنب، فيما هم المعرقلون"، لافتًا الى أن "حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للكتائب روّجت لزيادات لا أساس لها من الصحة".


الحريري والجميل
وكان لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري كلمة أيضا. قال: "واجبنا كحكومة وكمجلس النواب، أننا عندما نقرر أي إنفاق يجب أن يكون له إيرادات، فنحن لا نريد أن يحصل ما حصل في اليونان أو الدول التي أعلنت إفلاسها". وتابع: "يجب أن نكون صادقين ونقر سلسلة الناس في حاجة اليها، وأن نحمي الشعب في الوقت نفسه، نضيف ضرائب لنحمي الذين نعطيهم السلسلة. ما حصل اليوم من تسريب أكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمر معيب، ونحن سنسمّي ونعلن من قام بذلك، والقانون يطال الجميع. وإذا كان أحد النواب هو من قام بذلك فنحن سنرفع عنه الحصانة".
وتوجه الى المجتمع المدني: "الكلام البذيء الذي يتم توجيهه يهينهم هم، إذا كانوا هم مجتمعا مدنيا فهذا يهين المجتمع المدني، لأن هذا المجتمع يجب أن يرقينا الى مستوى أفضل".
وختم: "نحن مصرّون على إقرار السلسلة".
"الضرائب الـ22 ليست سرّية بل موجودة على كل الاعلام": بهذا الكلام رد الجميل.
وقال: "كل الوسائل الإعلامية أعلنت الضرائب وأول مرة أسمع أن مجلسا نيابيا أو حكومة ترفع جلسة بسبب إشاعة عن ضرائب اضافية، ونحن لا علاقة لنا بالإشاعات".
وأضاف: "القول إنه بسببنا طارت الجلسة غير صحيح، ونحن كنا حاضرين وأعطينا رأينا، ومشكلتنا مع ضرائب تفرض على اللبنانيين"، مضيفاً: "فلنرَ من هم النواب الذين لم يؤمنوا النصاب". وتساءل: "هناك اكثرية نيابية من 123 نائبا، أليسوا قادرين على الاقرار؟ هل نحن أوقفنا الجلسة؟ إن الدخان هو البند الوحيد الذي تحول الى مشكلة، ووزير المال اعترض على ضريبة التبغ فقط".
وسأل: "هل ممنوع ان تكون هناك معارضة او ان يقول احد ان هذه الضرائب غير منطقية؟"، كاشفا انه "خلال وجودنا في الحكومة عرض على طاولة مجلس الوزراء مرسوم إعفاء عن 8 شركات من غرامات التأخير وقيمة القرار 66.5 مليار ليرة واعترضنا على القرار 4 مرات، ثم يسألون من أين نأتي بالايرادات".


[email protected]
Twitter:@MChaaya

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم