الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

النزاع السوري يدخل عامه السابع... مأساة إنسانية في انتظار التسوية (صور)

المصدر: (أ ف ب)
النزاع السوري يدخل عامه السابع... مأساة إنسانية في انتظار التسوية (صور)
النزاع السوري يدخل عامه السابع... مأساة إنسانية في انتظار التسوية (صور)
A+ A-

دخل النزاع السوري الذي صنفته الامم المتحدة "اسوأ كارثة من صنع الانسان منذ الحرب العالمية الثانية"، عامه السابع اليوم، في وقت لا تزال تتعثر جهود تطبيق وقف شامل لاطلاق النار او التوصل الى تسوية سياسية تنهي الحرب المدمرة.


في استانا، تعقد جولة ثالثة من المحادثات السورية برعاية روسيا وايران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، لكن بغياب الفصائل المعارضة التي تحتج على عدم تثبيت وقف اطلاق النار في البلاد.



 


وبعد مرور ست سنوات على انطلاق احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام السوري واجهتها قواته بالقمع، قبل أن تتحول الى نزاع مسلح من اكثر الحروب الطاحنة في القرن الواحد والعشرين، يعرب مدنيون معارضون للنظام عن خيبة أملهم مما آلت اليه الاوضاع اليوم.


وفي محافظة ادلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة وجهادية، يتذكر لاعب كرة القدم في نادي سراقب عبد الله الحسين (32 عاما): "اجمل ذكريات الثورة وهي انطلاقتها"، مضيفاً: "لم أكن أنا او غيري نتوقع أن تصل الحال الى هنا عندما خرجنا في التظاهرات".


ويوضح انهم توقعوا حينها ان ينتهي كل شيء خلال سنة كابعد حد لا ان يتحول الامر الى "قتل واعتقال وتدمير"، مؤكداً "ان انتهت هذه الحرب بحل سلمي أم عسكري فالشعب لم يعد يهمه الامر، المهم أن تنتهي فقط".


وطوال ست سنوات، تحول النزاع في سوريا الى حرب متعددة الاطراف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وبينهم ايرانيون ولبنانيون وعراقيون الى الفصائل المعارضة والاسلامية المدعومة من تركيا ودول الخليج، وصولا الى الاكراد الذين يحلمون باستقلال ذاتي، واخيرا الجهاديين وعلى رأسهم تنظيم الدولة الاسلامية المعروف باعتداءاته الوحشية.


ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، ان "الادارة الدولية تريد انهاء الحرب والشعب يبحث عن حل، الا ان الحروب في الداخل ستبقى مستمرة ولن تعود سوريا كما كانت في المدى القريب".


ويعود ذلك، وفق قوله، الى "ضخامة الدمار وكل الدماء التي نزفت في سوريا فضلا عن الانقسامات داخل المجتمع السوري".


ويرى ان "الثورة تحولت الى حرب وخلقت مجموعات مسلحة"، مضيفا "عندما تتحول مطالب الشعب السوري بالديموقراطية والحرية الى حرب دينية وعرقية نكون امام طريق طويل للحل".



 


وخلال ست سنوات من النزاع، احصى المرصد مقتل اكثر من 320 الف شخص في سوريا.


يدفع السوريون يومياً ثمنا للحرب وتحصد الغارات والمعارك ارواح الابرياء.


واسفر قصف جوي "يرجح انه روسي" فجراً على مدينة ادلب عن مقتل "تسعة مدنيين بينهم اربعة اطفال"، وفق المرصد.
وشردت الحرب السورية اكثر من نصف سكان البلاد داخل البلاد وخارجها. اذ فرّ نحو 4,9 ملايين من البلاد وخصوصا الى الدول المجاورة، حيث يعيش نحو تسعين في المئة منهم تحت عتبة الفقر، بحسب الامم المتحدة.


واعتبر المفوض السامي لحقوق الانسان لدى الامم المتحدة زيد رعد الحسين الثلثاء ان سوريا بأسرها تحولت الى "غرفة تعذيب"، الى "مكان للرعب الوحشي وعدم الإنصاف المطلق". ورأى في النزاع السوري "اسوأ كارثة من صنع الإنسان يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية".


وكشفت دراسة جديدة لباحثين بينهم اعضاء في "الجمعية الطبية السورية الاميركية" ان العام 2016 كان "الاخطر" على العاملين في القطاع الصحي في سوريا.


وبحسب الدراسة، فان 814 من افراد الطواقم الطبية، قتلوا منذ بدء النزاع.


واشارت الى استهداف المنشآت الطبية "على نطاق غير مسبوق من قبل النظام السوري وحلفائه"، لافتة ايضا الى سجن المئات او تعذيبهم.
وفي تعليق ارفق بالدراسة، تعترف منظمة الصحة العالمية ان الحرب في سوريا هي حاليا "اكبر ازمة انسانية".
واطلقت منظمتا العفو الدولية و"هانديكاب انترناشونال" الأربعاء حملتين منفصلتين من أجل "وقف المجزرة" في البلاد.







وفي ظل الازمة المستمرة، تتواصل الجهود السياسية والدبلوماسية بهدف التوصل الى تسوية سياسية تنهي النزاع الدامي.
وفي استانا، تعقد جولة ثالثة من المحادثات حول سوريا وسط استمرار غياب فصائل المعارضة في اليوم الثاني من الاجتماع، احتجاجاً على استمرار خرق وقف اطلاق النار، الساري على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الأول.


ويقلص غياب الفصائل المعارضة امكانية تثبيت وقف اطلاق النار او تحقيق اي تقدم لتسوية النزاع.
وندد رئيس وفد الحكومة السورية، مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة، بشار الجعفري، الثلثاء بقرار الفصائل، مشددا في الوقت ذاته على إمكانية تحقيق تقدم.


وتستبق محادثات استانا جولة خامسة من مفاوضات السلام حول سوريا والتي حددت الامم المتحدة موعدها في 23 من الشهر الحالي.
وانتهت جولة المفاوضات الاخيرة بين الحكومة والمعارضة في جنيف بالتوصل الى جدول اعمال يتضمن "اربعة عناوين" رئيسية هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.



 


وقال الموفد الروسي الى استانا الكسندر لافرينتيف أن تلك المحادثات تهدف إلى "تسهيل" مهمة مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا في مفاوضات جنيف.


وعلى مدى نحو ست سنوات من الحرب الدامية، فشلت حتى الآن مبادرات عدة في التوصل الى حل للنزاع واصطدمت خصوصا بتعنت طرفي النزاع، بين اصرار المعارضة على بحث الانتقال السياسي من دون دور للرئيس السوري #بشار_الاسد واصرار النظام على "اولوية" مكافحة الارهاب.



 


وتأتي هذه الجهود الديبلوماسية بعد تطورات ميدانية وديبلوماسية ابرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاشهر الأخيرة لا سيما في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا وروسيا، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن وعدم وضوح موقفه من الازمة السورية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم