المبعوث الأميركي في رام الله... الفلسطينيون يعرضون صفقة شاملة بلا مفاوضات

يلتقي المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله اليوم. وقال مسؤولون فلسطينيون ان القيادة الفلسطينية ستوضح له "انها معنية بأن تعرض للقيادة الاميركية مخططاً او صفقة شاملة للاتفاق بين الفلسطينيين واسرائيل، وعدم دخول مفاوضات مرحلية مع اسرائيل".

ونقلت امس صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن مسؤولين فلسطينيين ان "هذا الموقف عرض خلال محادثات مع ممثلي الادارة الأميركية، وايضاً خلال اتصالات جرت، تمهيداً للقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس عباس في البيت الأبيض، والذي لم يعيّن موعده بعد".
وتناقش القيادة الفلسطينية حالياً نقطة "بداية المفاوضات مع اسرائيل"، اذا ما قاد ترامب الى خطوة مماثلة، اذ ليس واضحا للفلسطينيين ما سيقترحه الرئيس الجديد، وما الصيغة التي سيعرضها. وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس": "ما زلنا في مرحلة جسّ النبض والاتصالات. لكننا معنيون بأن تدفع الادارة صفقة شاملة. واوضحنا موقفنا انه اذا قادت صفقة كهذه خلال فترة زمنية محددة، الى اتفاق دائم يضمن دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل على حدود 67 وانهاء الاحتلال، فنحن على استعداد لمناقشة سبل تحقيق هذا الهدف".

وكان الرئيس عباس صرّح اكثر من مرة بأن "معاودة المحادثات يجب ان تقوم على الأسس التي اتفق عليها مع وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري، بعد جولة المفاوضات الاخيرة، والحديث اولاً عن تجميد البناء في المستوطنات وتطبيق الدفعة الرابعة من اتفاق إطلاق قدامى الأسرى".

وقال مصدر امني فلسطيني ان" إطلاق الاسرى مسألة مبدئية"، مشيرا الى ان "هناك قضايا اخرى يجب حلّها، كمسألة الاعتقالات اليومية التي تنفذها اسرائيل، وتصريحاتها عن البناء المكثف في المستوطنات".

وقال عضو اللجنة مركزية في حركة "فتح" محمد اشتية ان "التقدم في العملية السياسية يرتبط باستعداد اسرائيل لإنهاء الاحتلال وحل الدولتين. لا يمكن اجراء مفاوضات حول حل الدولتين، بينما يتواصل البناء في المستوطنات وتتواصل الاعتقالات في الضفة".

الاستيطان والجهود الاميركية
في المقابل، بحث غرينبلات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين في الاستيطان والجهود الاميركية لاحياء عملية سياسية مع الفلسطينيين. وافاد مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلي ان نتانياهو وغرينبلات ناقشا مسألة البناء في المستوطنات، "على امل في التوصل الى صيغة تقود الى دفع السلام والامن". لكنه لم يذكر ما اذا حصل تقدم في حل الخلاف القائم بين الاطراف في موضوع الاستيطان. وقال غرينبلات: "اللقاء كان ايجابياً وجيداً، وأقدر التزام نتانياهو الشراكة مع الولايات المتحدة الاميركية".

وقال ايضا مكتب نتانياهو ان المسؤولين "اكدا التزام اسرائيل وواشنطن المشترك دفع السلام الحقيقي والمستدام بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي سيعزز امن اسرائيل والاستقرار في المنطقة".

وقال نتانياهو لغرينبلات "انه يؤمن بامكان دفع السلام بين اسرائيل وجاراتها، بما فيهم الفلسطينيون في ظل ادارة ترامب، وانه يتوقع العمل في شكل وثيق مع ترامب لتحقيق هذا الهدف".