الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ازمة ديبلوماسية بين تركيا ولاهاي

المصدر: "أ ف ب"
ازمة ديبلوماسية بين تركيا ولاهاي
ازمة ديبلوماسية بين تركيا ولاهاي
A+ A-

تحول قرار هولندا منع زيارة وزير الخارجية التركي في اطار حملة مؤيدة للرئيس التركي الى ازمة ديبلوماسية، مع اتهام رجب طيب اردوغان لاهاي بممارسات تحاكي "بقايا النازية".


فبعد ما منع وزير الخارجية التركي دخول هولاندا، أعلنت محطة "نوس" الهولندية إن فاطمة بتول صيان قايا وزيرة الأسرة التركية وصلت برا إلى روتردام  ضد رغبة الحكومة الهولندية.
ولكن تضاربت الأنباء مع إعلان وسائل الإعلام التركية أن ركب سياراتها أعيد عند الحدود الألمانية ولم يكمل رحلته إلى روتردام. من جهتها، قالت محطة "سي.إن.إن ترك" إن الشرطة الهولندية أوقفت الوزيرة  عند حدود هولندا لدى محاولتها الدخول بعد منع هبوط طائرة وزير الخارجية التركي.
وأضافت المحطة أن موكب الوزيرة، التي كانت في ألمانيا لحضور اجتماعات منفصلة ثم قررت التوجه برا إلى هولندا، طُلب منه العودة إلى ألمانيا. وأوردت قناة "إن.تي.في" تقريرا مماثلا.
لكن لقطات لتلفزيون هولندي أظهرت منع الشرطة في روتردام للوزيرة من دخول القنصلية التركية.


ويصل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الى مدينة ميتز في شمال شرق فرنسا الاحد، بحسب ما اعلنت السلطات المحلية.
وقال المسؤول المحلي الان كارتون ل ان وصول الوزير التركي "تم تأكيده"، موضحا انه سيشارك في تجمع مؤيد لتعزيز سلطات الرئيس رجب طيب اردوغان في قاعة بمركز المؤتمرات في ميتز بدعوة من جمعية تركية محلية.


وكان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اعتبر اناردوغان التي قارن فيها سياسة هولندا بالنازية، "مجنونة" و"غير لائقة".
وقال روته في تصريحات صحافية اثر منع بلاده زيارة لوزير الخارجية التركي ما اثار غضب اردوغان الشديد، انها "تصريحات مجنونة" مضيفا "افهم ان يغضبوا (الاتراك) لكن التصريحات جاءت غير لائقة بالكامل".
وفي وقت سابق، اعلنت هولندا انها "تسحب الترخيص بهبوط" الطائرة التي كانت ستنقل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الى اراضيها.
وكان وزير الخارجية التركي اعلن انه سيبقي زيارته المقررة الى روتردام في اطار الحملة المؤيدة لتوسيع صلاحيات اردوغان ضمن استفتاء تجريه انقرة في 16 نيسان، وهدد هولندا بـ"عقوبات شديدة" اذا حاولت منع قدومه.
ولمح اردوغان الى ان بلاده سترد عبر منع المسؤولين الهولنديين من الهبوط في اراضيها من دون ان تحظر "زيارات المواطنين" الهولنديين.
من جهته، اعتبر تشاوش اوغلو من اسطنبول ان قرار لاهاي "غير مقبول". وفي العاصمة التركية تجمع نحو خمسين متظاهرا امام قنصلية هولندا تأييد لموقف انقرة.
الى ذلك، استدعت تركيا القائم بالاعمال الهولندي في انقرة تعبيرا عن احتجاجها، بحسب مسؤول في وزارة الخارجية التركي لم يشأ كشف هويته.
من جهتها، ذكرت وكالة انباء الاناضول الحكومية ان وزيرة العائلة التركية فاطمة بتول سيان كايا تعتزم التوجه الى رودتردام برا انطلاقا من دوسلدورف في المانيا.
وفي روتردام، اغلقت الشرطة الطريق حيث قنصلية تركيا لافتة الى تلقيها "معلومات ان عددا معينا من الاشخاص ينوون التجمع في المكان". لكن السلطات قالت انها تجهل ما اذا كانت الوزيرة التركية ستشارك في التحرك.


تراهن السلطات التركية في شكل كبير على حملتها للتاثير في الاتراك المقيمين في اوروبا. ويقيم في هولندا نحو 400 الف شخص من اصل تركي.
وكان وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز قال بوضوح الخميس ان هولندا "لا تريد أن تتم" زيارة تشاوش اوغلو.
وقال كوندرز "لن نشارك في زيارة مسؤول حكومي تركي يريد القيام بحملة سياسية من أجل الاستفتاء. وبالتالي، لن نتعاون. لن تخصص أي من الامكانات التي ترصد عادة لزيارة وزارية".
ومنذ الخميس، بدات هولندا مشاورات مع تركيا من اجل التوصل الى "حل مقبول". واوضحت الحكومة الهولندية السبت "كانت هناك مشاورات لتحديد ما اذا كان بامكان السلطات التركية نقل مكان التجمع او اعطاؤه صفة خاصة على نطاق ضيق داخل القنصلية او السفارة التركية".
وتأتي الازمة بين هولندا وتركيا قبل بضعة ايام من انتخابات تشريعية في هولندا تمحورت الحملة فيها حول الاسلام.
واشارت استطلاعات الراي الاخيرة الى ان حزب النائب المعادي للاسلام غيرت فيلدرز سيحل في المرتبة الثانية.
وتثير الحملة التي اطلقتها السلطات التركية في اوروبا توترا مع العديد من الدول بدءا بالمانيا، وذلك بسبب الغاء عدد من المدن الالمانية لتجمعات مؤيدة لاردوغان.
وفي الخامس من اذار، اتهم اردوغان المانيا باللجوء الى "ممارسات نازية" ما اثار غضب برلين وبروكسيل. الا ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل دعت الى "ضبط النفس".
وتعيش في المانيا اكبر جالية تركية في العالم مع نحو 1,4 مليون نسمة.
واعربت دول عدة عن عدم ارتياحها ازاء الحملة. وعلى غرار المانيا، اعلنت سويسرا والنمسا الجمعة منع تجمعات على اراضيها يشارك فيها اعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، معللة ذلك بمخاطر حصول اضطرابات امنية، بينما من المقرر مبدئيا ان يتوجه تشاوش اوغلو الى زوريخ الاحد.
ودعا المستشار النمساوي كريستيان كيرن قبل اسبوع الى "رد جماعي من الاتحاد الاوروبي لمنع مثل هذه التجمعات الانتخابية" لمسؤولين اتراك في اوروبا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم