تحوّلات صحة المرأة بغياب الرعاية وأزمة اللجوء... تحذير من ارتفاع معدلات الولادة

بسبب ما تشهده الدول العربية من تطوّرات على المستويات السياسية والاجتماعية والصحية تنعكس بشكل مباشر على صحة المرأة نتيجة غياب الرعاية والوقائية، خصوصاً في ظل ازمة اللجوء، نظمت الرابطة العربية لجمعيات امراض النساء والتوليد مع كلية العلوم الصحية ومعهد عصام فارس للسياسات العامة في الجامعة الاميركية في بيروت وصندوق الامم المتحدة للسكان، مؤتمراً بعنوان: "تحولات صحة المرأة في لبنان والعالم: الواقع وتحدياته، وتأثير السياسات والتشريعات". حضرت المؤتمر وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية الدكتورة عناية عز الدين والدكتور بهيج عربيد ممثلاً وزير الصحة، والوزير السابق عادل قرطاس ونقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون.

وعرض رئيس الرابطة العربية لجمعيات امراض النساء والتوليد الدكتور فيصل القاق، التحولات في الصحة الجنسية والانجابية والعنف الجنسي عند النساء في لبنان والعالم العربي، مركزاً على محاور اساسية: صحة الامهات، ومعدلات الخصوبة وانتشار وسائل منع الحمل والصحة الجنسية والعنف الجنسي، وصحة اللاجئات. واشارت المؤشرات التي عرضها الى تفاوت ملحوظ في معدلات وفيات الامهات حيث انخفضت في بعض البلدان العربية وعلى رأسها لبنان وبلدان الخليج، بينما بقيت مرتفعة في نحو 8 دول عربية اخرى. وحذّر من ان ارتفاع معدلات الولادة بين اللاجئات في لبنان والدول المجاورة يزيد من معدلات الوفيات وخصوصاً المرتبطة بأمراض صحية مزمنة وليس بمشاكل متعلقة بالولادة. وارتفاع معدلات تزويج القاصرات، والذي ترتفع معدلاته ايضاً لتصل الى فوق الـ 20 في المئة عند متزوجات بعمر 18 وقد يصل الى 40 في المئة في بعض البلدان العربية. واعتبر ان استعمال وسائل تنظيم الاسرة الحديثة لا يزال متدنياً ولا يلامس الـ 50 في المئة.

وعرضت مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة اليسار راضي احصاءات عن اوضاع النساء في المنطقة وفي لبنان لجهة الامراض المزمنة وعددت ابرزها، وقالت ان اكثر من نصف النساء يعانين من زيادة في الوزن ومن العوامل الاخرى كالتدخين والسكري والكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وانعدام الحركة. وبعض هذه العوامل يساعد على انتشار سرطان الثدي، خصوصاً ان بعض الحالات تبدأ بعمر اصغر، وخفض الارضاع من الثدي (اقل من 12 في المئة) وهو يحمي من #سرطان_الثدي. وتحدثت عن عدم متابعة النساء لصحتهن بسبب عدم انتظام زياراتهن الدورية الى الطبيب، وعن الاستراتيجية الدولية التي ترتكز على محاور ابرزها تحمل الدول المسؤولية وتمويل خاص لصحة المرأة، وتسهيل حصولها على العلاجات والمتابعة والوقاية المتكاملة.
وعرضت الباحثة في الصحة الإنجابية الدكتورة هدى زريق حكايات مركبة عن شرائح اجتماعية مختلفة مظهرة التحديات الصحية التي تواجه المرأة نتيجة تفاوت الفرص المتاحة، وانه لا يمكن اختزال صحة المرأة بمفهوم واحد يربط الخدمات الصحية بالانجاب فقط.

"حق في الصحة والحريّة"

وتحدثت مديرة معهد ابو حيدر لعلم الاعصاب ومركز التصلب المتعدد الدكتورة ساميا خوري عن الأمراض المناعية المزمنة التي تصيب النساء اكثر من الرجال، مثل مرض التصلب المتعدد الذي يؤثر على نمط الحياة وله تأثير في إنتاجية الانسان في المجتمع ولديه أعراض خصوصاً في بداياته غير ظاهرة مثل الإنهاك فيتأخر التشخيص. والمشكلة الثانية هي إصابات عند اللاجئين التي يصعب علاجها كون وزارة الصحة والضمان يغطيان الأدوية للبنانيين وهذا لا يحصل مع اللاجئين. واشارت الى ان لا إحصاءات دقيقة في لبنان، لكن منذ العام 2011 اصبح لدينا 1700 حالة، وإحصاءات الدول العربية تشير الى زيادة الامراض المناعية التي تصيب النساء 3 مرات اكثر. وتحدثت عن علاجات عديدة موجودة في لبنان، مشيرة الى ان الخلايا الجزعية يراها البعض كحل سحري للشفاء وهذا مفهوم خاطئ، اذ بينت الأبحاث ان زرع الخلايا الجزعية من النقي العظمي يسيطر على المرض تماماً كالعلاجات، ومن المستحسن تناول الدواء منعاً لمضاعفاته.

مديرة المعهد العربي لحقوق الانسان جمانة مرعي عرضت الجانب الحقوقي، واعتبرت ان الحق في الصحة والحريّة هي حقوق من صميم الكرامة الانسانية، وحق تقرير موعد الحمل والمباعدة بين الحمل والوصول الى الخدمات حق اساسي للمرأة.

وتحدث الدكتور بهيج عربيد عن تداعيات اللجوء على لبنان واثر ذلك على هيكلية النظام الصحي. وعرض الوضع البيئي والتلوث والضغط النفسي التي من شأنها ان تنتج مشاكل صحية وامراضاً مزمنة. وتحدث عن اهمية التوجه الى الرعاية الصحية الأولية كحل للعديد من الأمراض وعن ابرز البرامج التي اعتمدتها الوزارة وجاءت نتائجها إيجابية. واعتبر ان حل جزء من المشكلة يتم من خلال بعض المساعدات خصوصاً ان الوضع ليس سهلاً والحاجات تزيد مع زيادة اللاجئين ووضعهم الصحي الصعب.