الممرضون والممرضات أكثر عرضة للعنف من الحراس الأمنيين

أظهرت دراسة أُجريت بين حزيران 2011 وحزيران 2012 ويُتوقّع أن تنشر في مطلع 2013 أن 62 بالمئة من الممرضين والممرضات في لبنان يتعرضون للإساءة اللفظية، وأن 10 بالمئة منهم يتعرضون للعنف الجسدي في أماكن عملهم. وبّينت الدراسة أن 31.7من الممرضين والممرضات الذين شملتهم الدراسة اشاروا الى احتمال تركهم العمل، فيما قال 22.3 منهم أنهم مترددون.

وأظهرالممرضون والممرضات الذين استُفتوا علامات واضحة للاستنفاد الوظيفي (Professional Burnout) وبينت الدراسة ان 54 بالمئة منهم ابدوا مستويات عالية من الانهاك النفسي والعاطفي. وظهرت على 28.8 بالمئة علامات تجريد المرضى من شخصيتهم وعدم القدرة على التعاطف معهم فيما أبدى 24.1بالمئة مستويات متدنية بالنسبة للانجاز الشخصي.

ولفت الأستاذ المساعد في دائرة الادارة والسياسة الصحية في الجامعة البروفسور محمد علم الدين، الباحث الرئيسي لهذه الدراسة، إلى إنه يتم الابلاغ عن تعرّض الممرضين والممرضات للعنف في كل أنحاء العالم و"لبنان ليس استثناءً"، مضيفا: "السؤال المهم هو كيف نتعاطى مع هذه المشكلة؟"

ترتكز الدراسة وعنوانها: "دراسة وطنية حول العنف ضد الممرضين والممرضات: الانتشار، العواقب والعوامل المسببة" على استقصاء أُجري مع 593 ممرضة عاملة في أرجاء لبنان. وقد أجريت الدراسة بمساعدة كلير زبليط، الرئيسة السابقة لنقابة الممرضات والممرضين في لبنان، وتم تمويلها من مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان ومجلس الأبحاث في الجامعة الأميركية في بيروت. وقُدّم ملخصان من هذه الدراسة في المؤتمر الدولي الثالث عن العنف في القطاع الصحي، والذي عُقد في أواخر تشرين الأول 2012 في فانكوفر في كندا.

وقال علم الدين أن تعرّض أفراد الجسم التمريضي بكثرة للعنف هو مدعاة للقلق الشديد. وتأثيره العاطفي، بالاضافة إلى تدهور وضعهم الصحي، يعيق قدرتهم على العناية بمرضاهم أو القيام بواجباتهم الاخرى.
واضاف :"حين تفقد القدرة على التعاطف مع مرضاك تبدأ بالتعامل معهم كأنهم أشياء عوض التعامل معهم بإنسانية. وهذه حلقة مغلقة، فكلما تعاملت مع الأشخاص كأنهم أشياء كلما شعروا أكثر بالحاجة إلى اللجوء إلى العنف لمعالجة قضاياهم ".