الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

والدة قائد الجيش عاشت القلق لسنين: المهمة أولويته

المصدر: النهار
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
والدة قائد الجيش عاشت القلق لسنين: المهمة أولويته
والدة قائد الجيش عاشت القلق لسنين: المهمة أولويته
A+ A-

لم يكن الاعلان الرسمي عن تعيين العميد جوزف عون قائداً للجيش مفاجئاً، لا لأهله ولا للبنانيين. كان الاسم محسوماً منذ اسبوع تقريباً، الا ان للاعلان الرسمي وقعا آخر، العميد اضحى عماداً، وقائد اللواء التاسع وحامي جبهة عرسال، صار قائداً للجيش وحاميا للبنانيين جميعاً.
وبعد صدور المرسوم وزيارة بروتوكولية لرئيس الجمهورية ميشال عون، أبى القائد الجديد الا ان يمر بالمنزل الوالدي، المكان الذي ترعرع فيه، للقاء الاهل وابناء بلدة سن الفيل قبل التوجه الى منزله في بيت الشعار.




(من اليمين - والدة قائد الجيش هدى عون)


فرحة ودموع


صور القائد العملاقة رفعت على مداخل سن الفيل، اضافة الى اللافتات المرحبة بتعيين ابن البلدة قائداً للجيش، وتجمع الجيران والاهل والاصدقاء في باحة منزل القائد المتواضع، وما هي الا دقائق حتى وصل، لقاء مؤثر مع الوالدة والاشقاء وعائلاتهم، وكانت الدموع القاسم المشترك والتعبير الأصدق والأشدّ قوّة في إظهار الفرح، في غياب اي كلام.
ما هي الا دقائق وجولة صغيرة بين المحتشدين في باحة المنزل الضيقة، حتى ترك العماد منزل الاهل، متجهاً الى منزله، وبدأت "الجماهير" بالتفرق ولم يبق سوى العائلة وبعض الجيران.



(في الوسط - شقيقة قائد الجيش دولي تتقبل التهاني)


ضابط بالقوة


في صالون المنزل تستقبلك السيدة هدى عون، والدة القائد، ببسمة، وقد بدا التعب عليها بعد الضغط والزحمة واسئلة الاعلاميين. تعترض في البداية على اللقاءات الصحافية، إذ "نشف ريقها"، الا انها بسرعة تستعيد شغفها في الكلام عندما تسألها عن ابنها: "كنت رافضة دخوله الى المؤسسة العسكرية، عندما نال الشهادة الثانوية وكان معدل علاماته يخوله الدخول الى كلية الهندسة، واصررت على أن أبعده عن الجيش لأنها وظيفة خطرة، وكانت البلد مليئة بالحروب، لكنه رفض، وهددني بالانتساب الى البحرية، "حتى ما بقا تشوفي وجي"، الى ان رضخت في النهاية".
وتكمل في حديثها مع "النهار" "دخل الجيش وشارك في معارك عدة، وأصيب في ظهره، وتنقل الى مناطق لبنان كافة الى ان رسا في عرسال في الاشهر الأخيرة".
وتلفت الى أنها عاشت "على اعصابها" اثناء جميع المعارك التي خاضها او شارك فيها "لا استطيع الاتصال به دائماً، اتنقل بين نشرات الاخبار والتلفزيونات ولا استطيع النوم الا بعد تناول الدواء". وتقول: "خلال معركة عرسال، لم استطع النوم ليلة قبل ان يتصل بي ولو للحظة لأطمئن".
وعن عدم قدرتها على رؤيته في ظل المهمات الجديدة وتوليه قيادة الجيش، توضح: "اصلاً لم اكن اراه كل يوم، وعندما يأتي الي لا تتوقف اتصالاته، ورغم اعتراضاتي والطلب منه إطفاء هواتفه، كان يرفض لأن المهمات العسكرية والعمل أهم من اي شيء".
وهل كانت تتوقع ان يكون قائداً للجيش، تؤكد انها لم تتوقع لكنها في الوقت نفسه تعرف ان ابنها من افضل ضباط الجيش: "يمكن في متلو لكن احسن ما في"، مشددة على ان "اولادي هم ثروتي، فنحن لسنا ابناء مال وثروة وجاه، والثروة الحقيقية تتمثل بهم".



(من اليسار - شقيقة قائد الجيش داني عون تتقبل التهاني)


غصة فقدان الوالد


ومن الصالون الى ساحة المنزل الخارجية حيث تجلس شقيقته داني عون مع بعض الاصدقاء، تعدد بدورها صفات شقيقها "القائد والشقيق والسند والحنون، الذي نذر حياته لخدمة الوطن والمؤسسة العسكرية".
وتروي بغصة لـ"النهار": "منذ عشرين يوماً فقدنا والدنا، وكانت صدمة كبيرة للعائلة وللقائد، فهو آمن به منذ البداية وكان على يقين انه سيكون قائداً، وانتظر هذه اللحظة بفارع الصبر، الّا ان القدر لم يسمح بالاحتفال بها". وتضيف: "زار جوزف والدي وكان قد دخل في غيبوبة، وفجأة استفاق بعد اربعة ايام، وكان رد الفعل الاول إشارته الى كتف ابنه وسؤاله عن رتبته الجديدة، وكأنه كان ينتظر أن يبلغه انه اصيح قائداً للجيش، فأجابه بأن الرتبة الجديدة اصبحت قريبة، ووعده بأنه سيكون معه وبقربه، طالباً منه الوقوف الى جانبه اينما كان".
وتؤكد عون أن شقيقها سينجح في مهماته الجديدة "كما نجح سابقاً في مهماته العسكرية، لأنه مؤمن وابن بيت صلاة، والشعب اللبناني اصبح اليوم برقبته وسيكون افضل خادم له".



(جو رحال ابن شقيقة قائد الجيش وابن العميد ديدي رحال)


أصبح للبنانيين عون


أما الشقيقة الثانية للقائد، دوللي، فتشير الى وقوف شقيقها في كل مراحل حياتها، "فهو رغم انشغالاته لم يغب يوماً عني وعن عائلتي"، لافتة الى انه "شخص عصامي بنى نفسه بنفسه".
وتقول لـ"النهار": "معروف عن القائد صلابته في المعارك، الّا ان هذه الصلابة لا تخفي الحنان التي يتمتع بها ، فهو لم يترك عسكريا لديه مشكلة الا وتابعه حتى النهاية، ولم يوصد ابوابه بوجه احد".
واذ تلفت الى انها كانت على ثقة بأنه سيكون قائداً للجيش "رغم ان رتبته كان الادنى من بين الاسماء المطروحة"، اعتبرت انه "اصبح للجيش وللبنانيين عون في القيادة والامن".
وهنا يتدخل ولدها جو رحال، وهو ابن العميد المتقاعد الشهير ديدي رحال، ليؤكد انهم في العائلة عشقوا البزة العسكرية، مشدداً على انه يدرك كيف يفكر خاله، واي قطرة دم لشهيد لم ولن تذهب سداى "وهو سيلاحقها على قدر ما اوتي من قوة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم