وزيرة التنمية الإدارية تلتزم النضال لإقرار الكوتا داخل الحكومة وخارجها

أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين لـ "النهار" أن "المطالبة بحقوق المرأة لا يجب أن تتلازم مع استحقاق نيابي مثلاً، بل هي ورشة عمل متكاملة تخصّ المجتمع بأكمله، أي تعني الرجل والمرأة".

دعت الوزيرة عز الدين إلى "تغيير الصور النمطية للمرأة في الكتب المدرسية وفي الإعلام مثلاً، في مقابل سعي اللبنانيات الى تطوير أنفسهن، مما يسهل انخراطهن في السياسة".
دخلنا منزلها، حاملين معنا بعض الأسئلة التي لا تخلو من بعض الأحكام المسبقة، لنجد أمامنا امرأة طبيبة "تقحم" ضميرها المهني في كل جواب. بعد مرور وقت على الحوار، تلاحظ أنك أمام شخص متصالح مع ذاته، ينعم بسلام داخلي يظهر تباعاً من خلال إجابات واضحة.
شدّدت عز الدين أنها "قررت في اليوم العالمي للمرأة أن تتوجه إلى مجلس شورى الدولة للتصريح عن ممتلكاتي". وعما إذا كانت هذه المبادرة أمر طبيعي عند توّلي أي وزارة قالت:" طبعاً، هذا إجراء يفرض نفسه تلقائياً عند تولي حقيبة وزارية". ذكرت أنها تطمح من خلال هذه المناسبة أن تحفز اللبنانيات على اعتماد الشفافية في العمل السياسي ومكافحة الفساد المستشري في البلد.
أكدت أنها ستبذل جهداً على المستوى الشخصي ومن موقعي الوزاري لإقرار الكوتا، رغم التعقيدات التي ترافق مسار هذه القرارات. قالت: "ما يساعدني في هذا النضال أن الفريق السياسي الذي أنتمي إليه، يؤيد الكوتا وهذا يجعلني في موقع أفضل في هذه المعركة".
عن مشاريعها في الوزارة التنمية وإدراج حصة مميّزة للمرأة فيها، قالت: "هدفي تفعيل الوزارة وأتوق إلى المساهمة في ترميم العلاقة بين المواطن والإدارة العامة". شدّدت على إيمانها بأن الحكم استمرارية، ما يلزم متابعة البرامج التي أطلقها وزراء زملاء. تحدثت عن برامج متعددة في الوزارة، موضحة أن الوقت قد لا يتيح لها في إنهاء كل المشاريع، قالت: "أطمح في وضع "بنى تحتية" لبرامج تطويرية وإصلاحية عدة منها تنمية القدرات البشرية وتحديد مقاييس لتقويم الموظفين، وصولاً إلى تعزيز الحكومة الإلكترونية وتعميم المكننة في الوزارات وتحليل أنشطة وزارات عدة، والسعي مع كل منها إلى تبسيط الإجراءات". "أما حصة المرأة"، وفقاً لها، "فتظهر في ادراجها في برامج عدة أو في السعي الى التعاون مع جمعيات نسائية".
وأكدت عز الدين أنها لا تشكو من سيطرة "ذكورية" في مجلس الوزراء: "إن الرئيس سعد الحريري يعطيني دائماً الكلام عندما أطلبه. تجمعني علاقة احترام متبادل مع الوزراء". وأشارت الى أنها تمثل اللبنانيات في المجلس، "وأريد أن أكون صوت المرأة داخل جلسات الحكومة أو حتى خارجها".
عكست عز الدين في حديثها عن حياتها الخاصة عنفوان ابنة الجنوب المتعطشة دائماً إلى رائحة ترابه. للإمام المغيب موسى الصدر، وفقاً لها، أثر كبير في حياتها. تثمّن دوره في المقاومة، والتي ترجمها في تأسيس حركة "أمل" المستمرة اليوم بقيادة الرئيس نبيه بري. أما تجربتها في الحركة فبدأت في نشاطها الجامعي، تبعه انتخابها في عضوية مجلسها السياسي فتعيينها وزيرة في الحكومة الحالية. وشدّدت على أن المرأة في حركة "أمل" لها دورها الرئيسي وتمكنت من إثبات ذاتها من خلال إيصال 36 سيدة في الانتخابات البلدية".
تغيّرت نبرة صوتها عندما سألناها عن أخيها الشهيد حسن. صمتت قليلاً لتسترد الحديث عنه بشوق ممزوج بكثير من الفخر. وصفته بأنه شاب مثقف نذر نفسه لخدمة الآخرين حتى الشهادة. عبّرت، وبعض الدموع تسيل على وجنتيها، عن العلاقة الوطيدة التي جمعتها فيه. قالت: "أشعر بوجوده معي. بعد استشهاده، تصبح العائلة معنية أكثر من غيرها لتحقيق الأهداف التي استشهد هو أو كل الشهداء المقاومين من أجلها".
عن دراسة الطب وتخصّصها في كل من علم الطب المخبري وعلوم الأمراض (باثولوجيا) من الجامعة الأميركية في بيروت، قالت:" أحب الطب وأرى فيه ركيزة مهمة لفهم دور الخالق وعظمته في تكوين الإنسان. هو وسيلة لإدراك أهمية الصحة والعافية في الحياة". وتطرقت إلى عملها في الطب المخبري "الذي يجعلني قادرة على مساعدة المرضى وتقديم النصائح لهم، وهذا جزء أساسي من وظيفة الطبيب وضميره المهني وفرحه في الحياة".
قبل مغادرتنا، حاولنا معرفة انطباعها عندما ذكر بعض الإعلام عند تعيينها أنها امرأة محجّبة. أجابت بثقة: "لم يزعجني الموضوع بل قاربته بنظرة إيجابية". رأت أن "تعيين وزيرة محجّبة في الظروف المحيطة بنا أمر إيجابي جداً لأنه يعزز التنوّع في لبنان ويعكس من خلاله رسالة عن الإسلام الحقيقي الذي يثمّن المرأة ويتوق دائماً إلى الإعلاء من شأنها". ولفتت الى أنها تعتبر "الحجاب، الذي أعتز به، جزء من هويتي الدينية واللبنانية"، وقالت: "أنا ملتزمة دينياً، والحجاب هو أحد عناصر هذا الالتزام. هو العنصر الظاهر الذي لا يكتمل إلاّ بالبعد الإيماني الداخلي، الأخلاقي والسلوكي".

[email protected]
Twitter: @rosettefadel