السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

غوتيريش يزور الصومال المهددة بالمجاعة: مطلوب "دعم كبير" لـ"تجنب الاسوأ"

المصدر: "أ ف ب"
غوتيريش يزور الصومال المهددة بالمجاعة: مطلوب "دعم كبير" لـ"تجنب الاسوأ"
غوتيريش يزور الصومال المهددة بالمجاعة: مطلوب "دعم كبير" لـ"تجنب الاسوأ"
A+ A-

دعا الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريش، خلال زيارته مقديشو المجموعة الدولية، الى حشد طاقاتها بقوة لتجنب "الاسوأ" في الصومال، الدولة الواقعة في القرن الافريقي والمهددة بخطر المجاعة.


ويشهد شرق افريقيا موجة جفاف جديدة، بينما اصبحت الصومال على شفير مجاعة للمرة الثالثة خلال 25 عاما. وتقدر منظمة الصحة العالمية ان اكثر من 6,2 مليون شخص، اي نصف السكان، في الصومال يحتاجون الى مساعدة انسانية طارئة، بينهم نحو 3 ملايين شخص يعانون المجاعة.


في نهاية شباط، اعلنت السلطات الجديدة في هذا البلد الغارق منذ عقدين في حروب وازمات انسانية متكررة، حالة "الكارثة الوطنية". وبدأت تظهر صور الضحايا في وسائل الاعلام، مما اثار مخاوف من شبح المجاعة التي حصلت العام 2011، وتسببت بوفاة 260 ألف شخص.


وقال غوتيريش للصحافيين عقب لقائه الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله محمد الذي انتخب في 8 شباط: "من الممكن تجنب الاسوأ. من الممكن تجنب دخول الصومال في وضع مماثل لذلك الذي حصل في 2011".


واضاف "نحتاج الى دعم كبير من المجموعة الدولية لتجنب تكرار الاحداث المأسوية التي حصلت العام 2011. ومن دون هذا الدعم، نواجه خطر مأساة غير مقبولة على الاطلاق لا تستحقها الصومال".


وكان غوتيريش اكد للصحافيين، خلال الرحلة الى مقديشو، ان "النزاع والجفاف، الى جانب التغير المناخي والامراض والكوليرا، كلها عوامل تشكل كابوسا".


من جهته، قال الرئيس الصومالي: "نواجه جفافا يمكن ان يتحول مجاعة اذا لم تهطل الامطار خلال الشهرين المقبلين".


وبعد لقائه محمد في مقديشو، زار غوتيريش مخيما للنازحين في بيداوة، عاصمة محافظة باي. وهذه المدينة تأوي 42 الف نازح، وفقا للامم المتحدة. وهي المنطقة الاكثر تضررا من الجفاف.


ويرفض مسلحو حركة الشباب الاسلامية، التابعة لتنظيم "القاعدة"، والذين يسيطرون على القسم الاكبر من الجنوب الصومالي، السماح للعاملين في المجال الانساني بالمجيء لمساعدة السكان. وقال غوتيريش في المخيم: "لدينا التزام اخلاقي بالقيام بكل ما بوسعنا لمساعدة هؤلاء الاشخاص"، مشددا على ان "هذا الوضع المأسوي الذي تصل اليه دول مثل الصومال ينتج الارهاب".


والمخيم يضم مزارعين خصوصا خسروا ماشيتهم، ولم تكن لديهم محاصيل في الفصول الثلاثة الماضية من الامطار الموسمية. ويشكل الاطفال والنساء 80% من الوافدين الجدد، وفقا للامم المتحدة.


وقالت الصومالية مينونا التي وصلت مع اولادها الستة من منطقة ميدل جوبا، جنوب بيداوة: "لم تعد لدينا مواد غذائية، ونفقت ماشيتنا. هناك لا يمكننا الحصول على مساعدة".


وهي الزيارة الثالثة لامين عام للامم المتحدة للصومال منذ 1993. وكان الامين العام السابق بان كي مون قطع فترة غياب طويلة عن الصومال. وزار مقديشو للمرة الاولى العام 2011، وعاد اليها العام 2014. وجاءت الزيارة الاولى لبان بعد اشهر من اعلان المجاعة في الصومال بسبب ازمة جفاف خطيرة ضربت القرن الافريقي. وهذه المجاعة، الافدح في افريقيا خلال 20 عاما، اوقعت 260 الف قتيل.


وأعلنت الامم المتحدة رسميا في 20 شباط المجاعة في جنوب السودان الذي يشهد حربا تطال 100 الف شخص. اما الصومال واليمن ونيجيريا، فهي على حافة المجاعة. ويواجه اكثر من 20 مليون شخص خطر الموت جوعا في هذه الدول الاربع.


وتعلن المجاعة حين يكون اكثر من 20% من الشعب في مواجهة صعوبات في تأمين مواد غذائية اساسية، وحين يفوق معدل الوفيات شخصين من اصل كل 10 آلاف في يوم واحد، وحين يطال سوء التغذية الحاد اكثر من 30% من السكان.


وهناك دول اخرى في شرق افريقيا، مثل كينيا واثيوبيا، تشهد موجات جفاف بعد فصول عدة من الامطار الضئيلة. وفي الصومال، ادى الجفاف الى انتشار امراض الاسهال الحاد والكوليرا والحصبة، بينما يواجه نحو 5,5 مليون شخص خطر التقاط امراض تنتقل بواسطة المياه، علما ان الشعوب التي تعاني العطش غالبا ما تلجأ الى مصادر مياه "تنطوي على مخاطر" اوبئة، مثل مياه البرك.


واحصيت نحو 110 وفيات بسبب الجفاف والاسهال الحاد الناجم عن المياه خلال 48 ساعة في نهاية الاسبوع الماضي في مناطق جنوب الصومال.


وتواجه الدولة الصومالية التي تساندها قوة الاتحاد الافريقي البالغ قوامها 22 الف عنصر، صعوبات في فرض سلطتها خارج العاصمة مقديشو. وتوعدت حركة الشباب الاسلامية، التابعة لـ"القاعدة"، بشن حرب "من دون هوادة" ضد السلطات الجديدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم