الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"إلحقوا الكذّاب إلى بيته"

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
"إلحقوا الكذّاب إلى بيته"
"إلحقوا الكذّاب إلى بيته"
A+ A-

غداً 8 آذار هو اليوم العالميّ للمرأة. أنا سعيدٌ بذلك، لكني – نيابةً عن نفسي كإنسان – أشعر بنوعٍ من الإهانة.


فهذا اليوم العالميّ هو اعترافٌ أمميٌّ علنيٌّ مشهود بأن "وضع" المرأة ليس على ما يرام، وبأن ثمّة حاجة مطلقة إلى جعله طبيعياً. أي على ما يُرام.
في ضوء هذا الاستنتاج المنطقيّ، البديهيّ، والبسيط، الذي تتدفّق علينا براهينه الصافعة، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؛ أنا كرجل، كإنسان من العالم (من لبنان تحديداً)، أشعر بالإهانة لأني أشارك ضمنياً وعملياً في ارتكاب الشناعة الكونية الموصوفة التي تتسبب بالتمييز الدونيّ للمرأة، و"تمنعها" من أن تكون مساويةً لي، نظرياً وقانونياً وواقعياً.
أنا أشعر بالإهانة. بالخزي. بالعار. بل أشعر بأني لستُ رجلاً، بما يُفترض أن تعنيه هذه الكلمة – الرجل - من أنسنة وفروسية ونبل وبطولة وشجاعة ومساواة واعتراف وتواضع.


لن أسترسل في المشاعر، ولا في الإدانة. أريد فقط أن أضع الإصبع على الجرح. أقصد بالتحديد، أني أريد أن أضع إصبع القانون على هذا الجرح، وفي لبنان تحديداً، والآن تحديداً، بالتزامن مع انشغال (!) مجلس النواب، وأطراف السلطة التنفيذية، بدرس سبل التوصل إلى قانون جديد للانتخاب.
ما العلاقة بين اليوم العالمي للمرأة، وقانون الانتخاب في لبنان؟
بسيطة. نريد قانوناً "يفرض" على المرأة أن تترشّح، و"يفرض" علينا، كلبنانيين ولبنانيات، أن ننتخب المرأة، لا من طريق المصادفة، بل بقوة القانون.
مجتمعنا ذكوريّ. هيدا شي واضح. القانون عندنا ذكوريّ. هيدا شي واضح كمان.
أريد أن "ألحق الكذّاب إلى بيته". الكذّاب هنا، هو كلّ مَن لا يساهم في تشريع "إجبار" المرأة على الترشّح، و"إجبار" المنتخِبين والمنتخِبات على الاقتراع خمسين بخمسين.


نصف المقاعد للنساء، ونصف المقاعد للرجال.
هذه هي "الكوتا" الحقيقية التي تضعنا في الكرامة الإنسانية.
فلتتحمل المسؤوليةَ، السلطتان التشريعية والتنفيذية، ومَن يقف وراءهما وأمامهما، من يمين ويسار، ومن فوق ومن تحت، أحزاباً وتيارات وطوائف ومذاهب.


لستُ نائباً ولا وزيراً. لستُ مسؤولاً في حزب أو تيار أو طائفة أو مذهب. وأنا فخورٌ بذلك.
ولأني إنسان، فقط إنسان، ولأني رجل، أطالب لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، برفع الإهانة عني، من خلال رفع الإهانة عن المرأة. وتحديداً من خلال قانون الانتخاب الجاري البحث عنه حالياً.


أريد أن "ألحق الكذّاب إلى بيته". هكذا يكون الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في لبنان!


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم