الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عراك في مرأب والكلاب زادت الخلافات... تفاصيل القرار الظني لجريمة عشقوت

عراك في مرأب والكلاب زادت الخلافات... تفاصيل القرار الظني لجريمة عشقوت
عراك في مرأب والكلاب زادت الخلافات... تفاصيل القرار الظني لجريمة عشقوت
A+ A-

ذكرت وقائع القرار الظني الذي اصدره قاضي التحقيق في حبل لبنان رامي عبدالله، ان المدعى عليه العنصر في جهاز الامن العام والمتزوج وله ثلاثة اطفال يقيم في حي الشميس في بلدة عشقوت ويجاوره في السكن في البناء نفسه في الطابق السفلي كل من المغدورين جان حب الله وجان بول حب الله وايزابيل حب الله. وتبين ان المغدور جان بول حب الله درج على تربية الكلاب في البناء والاعتناء بها في شكل يومي ما كان يثير حفيظة المدعى عليه طاني ع لهذه الجهة نتيجة نباح الكلاب وخوف اطفاله منها، اضافة الى امتعاضه ايضا من سلوك المغدور جان بول حب الله نتيجة شكه به لجهة قيامه بمضايقة زوجته، كما اعتقاده ان آل حب الله يكنون العداء له بحيث كان يتهمهم برمي النفايات على سيارته وامام باب المنزل الى ان وصل الامر الى حد اتهامهم بالدخول الى منزله ورش مواد سامة، بحيث كان يقوم برفع تقارير دورية عن تلك الاحداث والى تقديم شكوى جزائية امام النيابة العامة في جبل لبنان بتاريخ 18/6/2016، يعرض فيها ان احدهم دخل خفية الى منزله وسرق مبلغا من المال وقام برش المواد السامة في كل انحاء المنزل. فضلا عن رش الزيت على سيارته وامام باب منزله موجها الاتهام ولو بطريقة مبطنة الى المرحوم جان بول حب الله، اضافة الى ان المدعى عليه كان يتشاجر بين الحين والآخر مع المرحوم جان بول حب الله وينتهي الامر عند ذلك الحد.


بدء العراك في المرأب


وبتاريخ 13/10/2016 وفي هذا الجو المحفوف بالعداء والكراهية حصلت الجريمة المجزرة في ذلك اليوم المشؤوم. ففي تمام الساعة الثالثة بعد الظهر وصل المدعى عليه طاني ع بلباسه العسكري وبحوزته مسدسه الاميري في سيارته الشيروكي السوداء برفقة والده الى البناء حيث سكنه، وتوقف في المرأب. وصودف ايضا وصول زوجته في سيارة غراند شيروكي ومعها اوﻻدها الثلاثة بعدما انهوا يومهم الدراسي. وفي تلك الاثناء وصل المرحوم جان حب الله في سيارته ميني كوبر فترجل منها ونظر الى المدعى عليه الذي لم تعجبه تلك النظرات ( ﻻ سيما في حضور زوجته والافكار التي تدور في رأسه جراء الشك الذي يساوره والعداء الذي يكنّه للأخير) فبادر الى سؤاله "ليش عم تجئرني؟". فكان جواب المرحوم جان بول " سكوت ولي ما خصك جايي عم تكبر راس هون روح نقبر فل عم تفتري علينا"، عندها اجابه طاني ع " سكر تمك". وتقدم نحوه حيث اشتد التلاسن والتدافع بينهما الى ان قام المدعى عليه بصفع المرحوم جان بول على وجهه فوقعت نظارته على الارض. وعندها بدأ العراك بشكل فعلي بينهما بحيث حاول الاخير القفز والامساك بالمدعى عليه الا انه لم يتمكن من ذلك بسبب طول قامة المدعى عليه وبنيته الشديدة. في تلك الاثناء قام المرحوم جان حب الله ابن الثمانين عاما والذي ينعم بشيء من النظر، بمحاولة مساعدة ولده من خلال ضرب المدعى عليه بالعصا الخشبية على رأسه، كما تقدمت المرحومة ايزابيل والدة جان بول واخذت بدورها تحاول ابعاد المدعى عليه عن ولدها وتستغيث ما ادى الى تمزيق البزة العسكرية للمدعى عليه جراء التدافع. في تلك الاثناء حضر المرحوم انطوان الشدياق وهو جار في البناء المقابل محاولا فض العراك اضافة الى المدعو فراس د. كما حضرت الشاهدة ر. م. وحاولت بدورها التفريق بعدما شاهدت المرحومة ايزابيل مرمية على الارض، فوقع نظرها على مسدس المدعى عليه الاميري ، وخطر في ذهنها ان تحاول نزعه عن وسطه، في حين كان هو ممسكا بالمرحوم جان بول حب الله تحت ذراعه الايمن بوضعية منحية الى اسفل وكان الاخير يضع يده في فمه غارزا اظافره في شفته السفلى، فقامت بمحاولة نزع المسدس عن وسطه، وبعد لمسها بيت المسدس الجلدي من الخارج، قام المدعى عليه طاني بسحب مسدسه الاميري واخذ يطلق النار في شكل هستيري بهدف تصفية جميع من كان في وجهه مرتكباً مجزرة بكل ما للكلمة من معنى. فأردى المرحوم جان بول بعد اصابته برصاصة في البطن وواحدة في الكتف الايسر وثالثة في العنق ورابعة في الوجه الايمن واخرى في الخصر الايمن. وتابع اطلاق النار على المرحومة ايزابيل بينما كانت ممددة على اﻻرض فاصابها بثماني طلقات، وبعدها على المرحوم طوني الشدياق اثناء محاولته الهرب بعد مباشرة اطلاق النار فاصابه بطلقتين في الساعد الايسر والصدر ثم عاد ولحق بالمرحوم جان حب الله الى مدخل البناء مطلقاً النار عليه من الخلف بقصد تصفيته ايضاً فأرداه على الدرج بعد ان اصابه باربع طلقات.


وعاد وقام بتصفية الكلاب العائدة للمغدور جان بول حب الله وغادر المحلة الى ان قام بتسليم نفسه. وبعد معاينة الجثث الاربع من الطبيبين الشرعيين نادر الحاج واحمد المقداد ومعاينة المدعى عليه طاني من الطبيب الشرعي نادر الحاج صار الاستماع الى افادة المدعى عليه الذي نفى اي نيّة مسبقة لديه بقتل المغدورين من آل حب الله وحتى المرحوم انطوان الشدياق. وافاد انه بعدمل بدأ الشجار بينه وبين المرحوم جان بول حب الله تطور الى عراك بالايدي، قام هو اثرها بصفع المرحوم جان بول حب الله الذي ادى الى سقوط نظارته على اﻻرض عندها قام الاخير بإمساكه على رقبته وحصل تضارب بين والده والمرحوم جان حب الله بحيث ضرب والده بعصا على رأسه مرات عدة. كما قام المرحوم جان بول بوضع اصبعه في فمه وآخر في عينه بحيث قام هو بقضم اصبعه. وبعدما حضرت المرحومة ايزابيل اخذت تقوم بضربه مع المدعو فراس وعندما كان ممسكا بالمرحوم جان بول شعر بنزع مسدسه اﻻميري، عندها فقد السيطرة على الوضع وبسبب تعرضه للضرب المبرح فقد اعصابه بشكل كامل وهستيري وشهر مسدسه ولقّمه واطلق النار على من كان يقوم بضربه، معتبرا انه في حالة الدفاع عن النفس. واضاف انه لم يشاهد المرحوم طوني الشدياق وقد اطلق اكثر من 20 طلقة نارية وقام بتبديل مخازن المسدس ﻻكثر من مرة.


وبالاستماع الى زوجة المدعى عليه ر .ا . خ. افادت ان حالة من العداء والكراهية تكمن بين المدعى عليه طاني والمرحوم جان بول حب الله وان الاخير ما برح يعاكسها ويحاول التحرش بها وتقبيلها عند مدخل البناء. واضافت انها وزوجها تعرضا لشتى انواع المضايقات من آل حب الله وان المرحوم جان بول لم يتوقف عن التقرب منها، ما اثار شكوك الزوج حول تصرفات المرحوم جان بول وادى الى نشوء خلاف بينهما فترك المنزل لاربعة ايام، كما انتقلت بدورها الى الاقامة في دير سان شارل في الاشرفية.


الكلاب زادت الخلافات
وتبين من افادات الشهود ان مسألة الكلاب التي دأب المرحوم جان بول على تربيتها والاعتناء بها والتي خصص لها مساحة من الجهة الخلفية للمرأب، قد زادت الخلافات بين العائلتين لا سيما وانها كانت مصدر ازعاج المدعى عليه طاني الذي لم يوفرها من جريمته بحيث تبين انه بعد انتهائه من تصفية البشر توجه الى حيث توجد الكلاب واطلق النار عليها مسدﻻ الستارة على الفصل الاخير من جريمته. ومن خلال افادة احد الشهود الذي شاهد الجريمة اشار الى ان المدعى عليه طاني لم يكتف باطلاق النار على ضحاياه ﻻ بل كان حريصا على التحقق من قتلهم، فجال عليهم مطلقا عيارات اضافية ليرتاح باله بأن حكم اﻻعدام الذي اصدره قد نفذ على نحو اكيد، وانه طبع ذلك اليوم بمأساة انسانية ﻻ تنتهي ابدا.


الجريمة قصدية
واعتبرت حيثيات القرار الظني، الذي جاء خلافا لمطالعة النيابة العامة اﻻستئنافية، ان المدعى عليه (45 عاما) اقدم قصدا على قتل كل من المغدورين الاربعة ، واعتبر ان عناصر جريمة القتل العمدي غير متوافرة. وذكرت في هذا السياق انه لم يثبت من مجمل معطيات الملف رغم وجود خلافات سابقة، وان قتل المغدورين كان مبيتا ومتعمداً او بنتيجة تربص وترصد مسبق واعمال فكر وروية من المدعى عليه طاني بل ثبت من الوقائع ومن كل معطيات الملف ان القتل الحاصل كان وليد ساعته ونتيجة شجار وتضارب وتبادل كلام قاس بين المدعى عليه والمرحوم جان بول في شأن خلافات سابقة وعتاب نتيجة الشكوى التي تقدم بها المدعى عليه وبالتالي يقتضي استبعاد عنصر العمد في هذه القضية. وخلص الى ان فعل المدعى عليه يشكل الجناية المنصوص عليها في الفقرة الخامسة من المادة 548 من قانون العقوبات، وتنص على عقوبة الحبس المؤبد.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم