الاشتباكات مستمرة في عين الحلوة... قتيل وجرحى ونزوح ومناشدات لوقف اطلاق النار

يبدو واضحا حتى الان، ان كل المساعي والجهود التي بذلتها مجمل القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية، لم تنجح في تثبيت قرار وقف اطلاق النار داخل مخيم عين الحلوة في صيدا، وفي سحب المسلحين من كل الشوارع والازقة واسطح البيوت والمنازل. ويبدو ان التفجير الامني الذي تزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان، ومع قدوم جليلة الدحلان عقيلة عضو اللجنة المركزية في حركة فتح المفصول منها محمد دحلان الى عين الحلوة، لم يحقق نتائجه واهدافه.
كما يبدو ايضا ان ضوءا اخضر اعطي اما للعناصر الاسلامية المتشددة لتفجير الوضع الامني كعملية استباقية لقيام عناصر فتح وقوى فلسطينية اخرى، بتنفيذ قرار يقضي باغتيال او اعتقال العناصر الاشد تطرفاً في هذه المجموعات التي تتوزع انتماءاتها بين القاعدة وفتح الاسلام وجند الشام وجبهة النصرة، واما الى قيادة حركة فتح ببدء تنفيذ عملية توقيف او اغتيال العناصر الاسلامي المتشددة والمطلوبة للاجهزة الامنية اللبنانية.

اطلاق نار وقذائف

نهار عين الحلوة كما ليله لا زال مظلما، تشوبه كل اشكال التوتر والقلق والحذر، ولا يزال مفتوحا على كل احتمالات التصعيد والتفجير. وبدءا من صباح اليوم عاد التفجير الامني داخل المخيم، من خلال اطلاق رصاص القنص بشكل متقطع، مستهدفا الشارع الفوقاني، وهو يعد من اكبر الشوارع في المخيم، واحياء البركسات والصفصاف والطيري ومفرق سوق الخضر، وادى الرصاص الى اصابة موظف في الاونروا زياد العلي نقل الى مركز لبيب الطبي في صيدا لخطورة اصابته، كما ادى الى اصابة طفل فلسطيني - سوري يدعى عرفات مصطفى برصاصة في رأسه ونقل الى مركز الراعي الطبي وحالته خطرة جدا، وهو ابن عنصر في حركة فتح. كما جرى اطلاق قذيفة 7 B باتجاه مفرق سو الخضر، ترافقت مع رشقات نارية، علما ان الشارع الفوقاني وسوق الخضر لا يزالان شبه مقفلين وحركة المارة تكاد تكون شبه معدومة فيهما.
وادت عودة تبادل اطلاق النار والقذائف الى اندلاع حريق بالقرب من مسجد الفاروق والى نزوح عائلات فلسطينية من المخيم باتجاه صيدا.
وفيما لا تزال كل المراكز التربوية والصحية التابعة للانروا في المخيم مقفلة لليوم الثالث على التوالي، لجأ بعض المدارس في صيدا القريبة من المخيم الى ارسال تلامذتها الى بيوتهم تحسبا وخصوصا بعدما طاول رصاص القنص الطائش محلة الحسبة وجسر سينيق في صيدا، مما جعل قوى الامن الداخلي تعمل على اقفال الطريق المحاذية للمخيم تحسباً.
وتواصل تبادل اطلاق النار ورصاص القنص، مصحوبا من حين الى اخر ببعض القذائف وبعضا منها انفجر فوق مستشفى عسيران ومحلة سينيق في صيدا. وكان يعنف حينا ويتراجع حينا آخر وتركز على محورين الاول على طول الشارع الفوقاني وبين احياء البركسات والصفصاف، والثاني عند مفرق سوق الخضر واحياء طيطبا والراس الاحمروالطيري،واسفر عن مقتل ماهر دهشة واصابة 4 مدنيين بجروح بينهم الطفل عرفات مصطفى وحالته خطرة جدا، اضافة الى اصابة هيثم لحود من بلدة مغدوشة بشظايا رصاصة طائشة، كما افيد عن اصابات لم تحدد بعد بين العناصر المسلحة من الطرفين.

القيادات الفلسطينية
تركز القيادات الفلسطينية تحركها على لقاء عقد في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، وكالعادة اكدت القيادات على اتخاذ قرار بوقف اطلاق النار وانسحاب المسلحين من الشوارع، اما في عين الحلوة، حيث يعيش الناس وسط جحيم القصف واطلاق النار، الالاف منهم حوصروا داخل بيوتهم، واخرون غامروا بالخروج هربا،وجميعهم صب جام غضبه على كل القيادات الفلسطينية ولم يستثني منها احدا،مجموعة من الحراك الشعبي وجهت نداءات عبر مكبرات الصوت تدعو الى التجمع والتظاهر في الشارع التحتاني احتجاجا، غير ان قذيفة سقطت فوق رؤوسهم في الهواء، جعلت من التجمع مستحيلا، فيما نفذ مسؤول جمعية "ناشط" في المخيم ظافر الخطيب اعتصاما رمزيا لاعضاء الجمعية امام مسجد الموصللي عند المدخل الشمالي لعين الحلوة الشارع التحتاني، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها مخيم عين الحلوة يتعرض للتدمير، اغيثونا، وعندما نساله ، من سيغيثكم،ويقول بعد صمت كل انسان يجد نفسه معنيا بالخطر بما يجري، الناس اولا عليها التظاهر والخروج من المخيم وتنفيذ اعتصام مفتوح في صيدا حتى معالجة نهائية للوضع في عين الحلوة،وفاعليات صيدا صوتها مسموع، وجهات عديدة نعرف ان حريصة على المخيم وجواره عليها ان تتحرك في اسرع وقت لوقف مسلسل التفجير والقتل والتهجير.
ووصف الناشط في الحراك الشعبي محمود عطايا، كل القيادات الفلسطينية بانهم "اولاد حرام، يتقاتلون باسمنا ويقتلون الشعب بسبب خلافاتهم على اقتسام حصص الموازانات المالية كل شهر، وجميعهم شركاء في هدر الدم الفلسطيني، وافضل شيئ لنا ان يهجر الناس المخيم".

صيداوياً
وكانت النائبة بهية الحريري قد وجهتدعوة الى هيئات المجتمع المدني والاهلي لاجتماع طارئ عقد في بلدية صيدا لمناقشة الوضع في عين الحلوة وتداعياته على الوضع في صيدا. وكانت اجرت صباحا سلسلة اتصالات شملت رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود، والسفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، والمسؤول عن عصبة الانصار الاسلامية في عين الحلوة الشيخ ابو طارق السعدي، حول الوضع وضرورة معالجته، واسفت لما وصل اليه حال المخيم. كما تبلغت من مدير الانروا في لبنان حكم شهوان الذي زارها في مجدليون استحالة قيام الاونروا بواجباتها في ظل الوضع الامني الصعب للغاية وقيام مسلحين باحتلال عدد من مدارس الاونروا في المخيم.
كما اجرى الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد اتصالات شملت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد وبعض القيادات الفلسطينية، مشدداً على ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم وان يعملوا على ايجاد حل شامل وفوري لما يجري في عين الحلوة.
ووجه رئيس بلدية صيدا محمد السعودي نداء للقيادات الفلسطينية من اجل الاسراع في وقف اطلاق النار لأن الوضع بات ينذر بعواقب وخيمة وكارثية على المخيم وصيدا.
وعلّق رئيس حركة التوحيد العربي وئام وهاب عبر "تويتر"، فقال: "هناك قرار كبير دولي بتحويل عين الحلوة الى يرموك آخر لالغاء اكبر تجمّع يذكر بحق العودة فلينتبه الاخوة في المخيم".
وبعد اقل من نصف ساعة على انذار المسلحين، بضرورة وقف اطلاق النار فورا، والانسحاب من الشوارع والازقة، عادت الاشتباكات لتتجدد،واستخدمت فيها قذائف صاروخية، ثم عادت للتراجع،وافيد عن احتراق مكتب مدير الانروا في المخيم،واصابة الفلسطينية مريم عويد وهي حامل.
ومساء افيد ان اللجنة المنبثقة عن اللقاء الفلسطيني في مقر السفارة في بيروت،عادت الى مخيم عين الحلوة،وباشرت اتصالاتها مع كل الاطراف من اجل تثبيت قرار وقف اطلاق النار،وسحب المسلحين، والبدء بتشكيل القوة المشتركة، كبديل عن القوة الامنية التي كانت موجودة سابقا.
وتقرر بعد اللقاء التشاوري، الذي انعقد عصر اليوم في بلدية صيدا بدعوة من النائبة بهية الحريري اهلان الاقفال التام فيصيدا يوم غد الثلاثاء احتجاجا على ما يجري في عين الحلوة،وشددت الحريري ان اللقاءات ستبقى مفتوحة حتى معالجة الوضع دخل المخيم بشكل نهائي،فيما اعتبر مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ان صيدا مستائة لما يجري داخل الميخم،وسال المسلحون كيف تتقاتلون ولمصلحة من تدمرون المخيم.ع.