السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الصحافة تواجه وتزدهر... في أميركا!

علي بردى
الصحافة تواجه وتزدهر... في أميركا!
الصحافة تواجه وتزدهر... في أميركا!
A+ A-

ذهب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعيداً في حملته على الصحافة. "صادر" عبارة "الأخبار الزائفة" ليلصقه بأعمدة الوسائل الإعلامية التقليدية العريقة كلما نشرت ما لا يروقه. وصفها بأنها "عدوة الناس". أدت سياسة هذه الإدارة الى ارتفاع كبير في نسبة الإشتراكات المدفوعة في الصحف والمؤسسات المستهدفة.
تواجه الصحف في العالم أصلاً تحديات لا سابق لها بسبب ابتعاد القراء عنها. علقت في مأزق. كيف يمكن التعامل مع ما ينشر على مدار الساعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي. على رغم عدم صدقيته، أدى الى تغيير سلوك الناس وجفّف الموارد الإعلانية للصحف. أظهر مسح أجرته شركة "أدلمان" للعلاقات العامة وشمل ٣٣ ألف شخص في ٢٨ بلداً أن مستويات الإقبال على وسائل الإعلام انخفضت عموماً بنسبة تصل الى ٣٥ في المئة.
جاء ترامب بتحد جديد. يركز على ضرب صدقية الصحافة والإعلام. لم يوفر هو وإدارته صحفاً مثل "النيويورك تايمس" و"الواشنطن بوست"، مجلات من مستوى "تايم" و"نيوزويك"، شبكات تلفزيونية كـ"سي أن أن" و"آي بي سي"، ومواقع ألكترونية مثل "بوليتيكو" و"بزفيد". قال إنها "فاشلة". تنشر "الأخبار الزائفة". بل أن كبير مستشاريه ستيفن بانون استخف بالحزب الديموقراطي، معتبراً أن الصحافة هي "حزب المعارضة" في الولايات المتحدة!
غير أن هذا الإستعداء للصحافة من الإدارة الجديدة في البيت الأبيض دفع كثيرين الى العودة الى الصحف التقليدية. أفادت "النيويورك تايمس" أنها تلقت ٢٧٦ ألف اشتراك جديد في موقعها على الإنترنت. وهذا ما أدى الى رفع مداخيل الإعلانات الألكترونية لديها بنسبة تراوح بين ١٠ و١٥ في المئة خلال الربع الأخير من العام الماضي. توقعت أن تضيف ٢٠٠ ألف اشتراك جديد خلال الربع الأول من السنة الجارية. أما صحيفة "الوول ستريت جورنال" فاستقبلت ١١٣ ألف اشتراك جديد في الربع الأخير، بزيادة تصل نسبتها الى ١٢ في المئة. نمت صحيفة "يو أس آي توداي" بنسبة ١،٤ في المئة ووصلت الى ٦٨ في المئة نسبة العائدات من الإعلانات في النسخة الألكترونية.
إزاء هذه التحديات المضاعفة مالياً وسياسياً، تعيد الصحف الأميركية - واستطراداً وسائل الإعلام الأخرى - تقديم نفسها باعتبارها المصدر الرئيسي للأخبار الموثوق بها في مواجهة تدفق لا سابق له لـ"الأخبار الزائفة"، أتت من مواقع ألكترونية هدفها الدعاية والتشويش أو من حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي لا حسيب ولا رقيب على ما تنشره استخفافاً أو تطفلاً أو تملقاً.
رفعت إدارة ترامب سقف التحديات أخيراً بإعطاء دروس في الصحافة حتى لأساتذتها الكبار. ممنوع التسريب. ممنوعة المصادر. ممنوع الوصول الى المعلومات. أدت هذه المواجهة المستمرة وغيرها من التحديات الى تغيير أنماط العائدات من الإعلانات الى الإشتراكات.
هذا التحدي لا يقتصر على أميركا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم