الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

صور وبلداتها وبحرها... تبكي "الخال"

المصدر: "النهار"
رضوان عقيل
رضوان عقيل
صور وبلداتها وبحرها... تبكي "الخال"
صور وبلداتها وبحرها... تبكي "الخال"
A+ A-

ودعت صور وبلداتها عبد المحسن الحسيني الذي كان اكبر من الالقاب والمواقع التي تسلمها، لأنه التصق بأهله وبيئته وتلمس كل يوم همومهم واوجاعهم . وساهم في بناء مجتمع ونهوضه، على طريقته، ومن دون تبجح أو تعال.
عرفه الجنوبيون تمام المعرفة ولمع نجمه المعطاء منذ متابعته مسيرة الامام الصدر حيث تحسس تعب المزارعين وعرقهم ومعاناة الصيادين وصغار الكسبة والتجار في صور وضواحيها، تلك المدينة التي رافقته اينما حل ونسج مع مختلف شرائحها حكايات ومحطات لا تنسى. وهذا ما ظهر على جموع وجوه محبيه يوم تشييعه، حتى أن أمواج بحر صور بدت حزينة على فراقه.
كثيرون في هذه الحياة يتعلمون ويعملون ويؤسسون اسراً ويعملون صالحاً ويرحلون، الا ان "الخال" -اللقب الاحب على قلبه - كان من طينة الذين رسموا مشروعاً في مسيرتهم. وكان من قماشة الرجال الذين يحملون أوجاع محيطهم، واكثرهم في هذه البقعة التي عانت الكثير طوال العقود الاخيرة.
كان المزارع الحسيني، الخبير المحلف في عجين التراب المجبول بعرق اصحاب هذه الارض. حمل هموم مزارعي الموز والليمون والعاملين في حقول التبغ. واسس لهم تجمعات ليتمكنوا من البقاء والاستمرار في تربية عائلاتهم. ووقف اولا الى جانب العامل والحريص على مساعدته قبل التفاته الى اصحاب البساتين والعقارات. وكان حديثه اشبه بحبات الفاكهة في مجالس الشباب والمتعلمين والجامعيين والرياضيين ونواديهم الذين لم ينسوا توجيهاته التي كان يردده من دون عقد ولا تعقيد. كان صاحب نكتة خاصة ومحببة لم تخل من اللسعات الجريئة في بعض الاحيان في مجالس سياسية، ولو عند كبار القوم. ولم تبهره الاضواء بعد انتخابه رئيسا لبلدية صور ورئيسا لاتحاد بلديات القضاء من دون منافس، وقد واكب مطالبها مدى الاعوام الاخيرة، فأحبته من القلب وبادلته الشعور نفسه. وربطته علاقة خاصة مع "اليونيفيل".
لم ينس الصوريون وبلدات الجوار الى اليوم وقوف "الخال" الى جانبهم في فصول الحصار الاسرائيلي لصورمنذ "النزهة" الاولى للعدو عام 1978، الا انها تحولت في ما بعد جحيماَ وناراً بفعل صمود الجنوبيين في 1982 و2006. وما زالوا.
رحلة عبد المحسن الحسيني طويلة في الحقول الاجتماعية في بلدات صور. وأنبتت مشاريع انسانية ومقاومة شقها بحبر افكاره النيرة وعقله المنفتح الذي لم يعرف التقوقع، واحترمه كل من عرفه... وبالأذن من نواب صور الاربعة، كان أفعل منهم وأقرب الى اهلها.
وداعا يا "خال".
[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم