الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ماذا لو صدق تحذير بيل غايتس؟ فرضية هجمة إرهابية بيولوجية "ليست أمرا غبيا"

المصدر: "أ ف ب"
ماذا لو صدق تحذير بيل غايتس؟ فرضية هجمة إرهابية بيولوجية "ليست أمرا غبيا"
ماذا لو صدق تحذير بيل غايتس؟ فرضية هجمة إرهابية بيولوجية "ليست أمرا غبيا"
A+ A-

تعد فرضية لجوء تنظيم إرهابي إلى سلاح جرثومي قد يودي بحياة 30 مليون شخص، وفقا لبيل غيتس، مستبعدة على المدى القريب. لكنها واردة، وينبغي التحضر لمواجهتها، وفقا لخبراء.


وكان بيل غيتس، الرجل الأكثر ثراء في العالم الذي ساهم في تأسيس شركة "مايكروسوفت"، حذر السبت خلال مؤتمر حول الأمن في ميونيخ، من "الجينات المسببة للأمراض الموجودة في الطبيعة أو في يد الإرهابيين، والتي قد تودي بحياة 30 مليون شخص في أقل من سنة في حال انتقلت في الهواء وانتشرت".


ويعتبر أوليفييه لوبيك، الخبير في التهديدات النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية والباحث المساعد في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، إن تطوير سلاح جرثومي فعال "لا يزال اليوم خارج متناول التنظيمات الإرهابية. لكن لا بد من توخي الحذر".


ويقول: "تلك الفرضيات كانت تعد ضربا من الخيال قبل بضعة اعوام. لكنها باتت اليوم محتملة. فالأدوات الحديثة للهندسة الجينية تسهل التلاعب بالعناصر الممرضة بطريقة أبسط وأوسع نطاقا من السابق. لذا يزداد احتمال حصول هذا النوع من السيناريوات".


تاريخ الإرهاب البيولوجي يقتصر حاليا على سلسلة محاولات منفذة بسبل متواضعة كانت نتائجها غير جديرة بالذكر. ففي بداية التسعينات، عمدت طائفة "أوم" اليابانية الى نشر "البوتولين" في محيط البرلمان الياباني وفي قاعدة أميركية في يوكوسوكا، ثم وسط طوكيو خلال حفل زفاف. ونظرا الى النتائج المخيبة للآمال التي أدت إليها هذه المحاولات، لجأت إلى غاز "السارين" ونشرته في مترو طوكيو في حادثة أسفرت عن وقوع 12 قتيلا و50 جريحا.


وأجرى تنظيم "القاعدة" تجارب ضيقة النطاق في أفغانستان. فقد عثر على آثار لمادة "الريسين" السامة جدا العام 2003 في مختبر حرفي في لندن. وكانت الفكرة تقضي بدهن هذه المادة على مسكات الأبواب. لكن لم ينجح أي تنظيم إرهابي في تدبير اعتداء بيولوجي.


ويقول مارك لومير، المتخصص بالتهديدات النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية، إن "هذا النوع من العمليات لا يزال، أقله راهنا، خارج متناول المجموعات الإرهابية المعروفة"، مشيرا إلى أن "تشكيل فيروسات من هذا النوع امر معقد جدا ويتطلب مختبرات متطورة جدا وتجارب، ثم عاملا ناقلا مع ضمان عدم ارتداده على أصحاب هذا المشروع. ويتعذر مثلا على "داعش" القيام بأمر مماثل".


ويضيف لوبيك: "كل المحاولات التي تم الكشف عنها حتى الآن، لا سيما تلك التي أعدها تنظيم "القاعدة"، كانت بسيطة جدا على المستوى التقني. لكن العلم يتقدم، وباتت تقنيات التلاعب بالعناصر المسببة للأمراض تنتشر على نطاق أوسع، ولم تعد حكرا على بعض الدول، كما كان الحال سابقا. لذا لم يعد هذا السيناريو مجرد ضرب من الخيال".


ويرجح ان بيل غيتس الذي تبرع بجزء من ثروته لمكافحة الأمراض والأوبئة المنتشرة في العالم، والذي يؤخذ كلامه على محمل الجد، أراد رفع الوعي في هذا الخصوص، ولفت الانتباه إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لمواجهة ظاهرة من هذا القبيل. وكان على حق، وفقا للخبيرين.


وختم لوبيك قائلا: "ما من أمر يدعونا اليوم إلى الظن أن هجمة إرهابية بيولوجية قيد الإعداد أو ستحصل في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. بيد أن إثارة هذه الفرضية ليست أمرا غبيا، ولا غير واقعي. فالمشكلة هي أن خطر حصول هذا النوع من التهديدات ضئيل جدا. لكن التدابير اللازمة للاتقاء منها تتطلب استثمارات طائلة".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم