الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

النزاع السوري: مشهد معقد... اطراف متعددون يتقاتلون على الارض

المصدر: أ ف ب
النزاع السوري: مشهد معقد... اطراف متعددون يتقاتلون على الارض
النزاع السوري: مشهد معقد... اطراف متعددون يتقاتلون على الارض
A+ A-

يلتقي ممثلون للحكومة السورية والفصائل المعارضة في جنيف الخميس، للمشاركة في جولة المفاوضات الرابعة برعاية الأمم المتحدة، في محاولة للتوصل الى تسوية للنزاع المدمر الذي تشهده سوريا منذ نحو 6 اعوام.


منذ اندلاع النزاع، ازداد المشهد السوري تعقيداً مع تعدد الأطراف المنخرطة فيه بين قوات النظام السوري والمجموعات الموالية لها، والفصائل المعارضة والجهاديين والاكراد، عدا عن الأطراف الدولية الداعمة لكل هذه المكونات.


قوات النظام وحلفاؤها
خسر الجيش السوري الذي وصل عديد قواته الى 300 الف عنصر قبل اندلاع النزاع، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك، او فروا او انشقوا عنه. وتدعمه قوات موالية يراوح عديدها بين 150 الف و200 الف عنصر. ويضاف الى المقاتلين المحليين، مقاتلون شيعة من لبنان وايران والعراق وافغانستان.


واستعادت قوات النظام زمام المبادرة ميدانياً في مناطق عدة، من جراء الدعم الجوي الروسي الكثيف منذ نهاية ايلول 2015. وارسلت ايران، الحليف الرئيسي لدمشق، آلاف العناصر من الحرس الثوري والمستشارين لمساندة الجيش في معاركه. كذلك، توفر مساعدات اقتصادية لدمشق.


وتسيطر قوات النظام حاليا على 34 في المئة من الاراضي السورية، بينها مدن رئيسية، كدمشق وحلب. ويعيش 65,5 في المئة من اصل 16 مليون نسمة في سورية في مناطق سيطرتها.


الفصائل المعارضة
وتتعدد الفصائل المعارضة الموجودة في سوريا بين فصائل معتدلة، واخرى اسلامية. ويراوح تقدير عديدها بين عشرات الآلاف الى نحو 100 ألف. ومع تحول الاحتجاجات السلمية نزاعا مسلحا، تكتل عدد كبير من المقاتلين في اطار "الجيش السوري الحر" الذي تفككت مكوناته تدريجياً، خصوصاً في ظل نقص التسليح والتجاذبات الاقليمية وبروز الجهاديين.


وتعتبر حركة "أحرار الشام" الاسلامية الموجودة رئيسيا في محافظتي ادلب وحلب، من اصائل غير جهادية تتمتع بنفوذ كبير. تأسست العام 2011 وتتبنى ايديولوجية اسلامية متشددة.


كذلك، يعد "جيش الاسلام"، الفصيل الأبرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق، من الفصائل المعارضة الرئيسية. وسبق ان تولى عضو المكتب السياسي في "جيش الاسلام" محمد علوش مهمة كبير المفاوضين في مفاوضات جنيف السابقة، وترأس وفد الفصائل المعارضة الى محادثات استانا.


وتسيطر الفصائل المعارضة والاسلامية حالياً على 13 في المئة من سوريا، بينها مناطق تتحالف فيها مع جبهة "فتح الشام" ("النصرة" سابقاً قبل فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة"). ويعيش 12,5 في المئة من سكان سوريا في مناطق سيطرتها، وفقا للباحث في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.


"داعش" ومشتقاته
يعد تنظيم "الدولة الاسلامية" أبرز الفصائل الجهادية المقاتلة في سوريا، والمسؤول عن اعتداءات مروعة نفذها حول العالم. منذ انطلاقه العام 2013 بزعامة ابو بكر البغدادي، يضم آلاف المقاتلين، وهو المجموعة المسلحة الاكثر ثراء والاكثر وحشية في سوريا.


بعد سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، اعلن في حزيران 2014 اقامة "الخلافة الاسلامية" على مناطق سيطرته. وتحت وابل الضربات التي يشنها التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، منذ ايلول 2014 على مواقعه والمعارك التي يخوضها على جبهات عدة، مني التنظيم بخسائر ميدانية عدة منذ 2015، وتحديدا امام تقدم المقاتلين الاكراد.


ورغم ذلك، يحتفظ التنظيم بسيطرته على 33 في المئة من الاراضي السورية، بينها مدينة الرقة، معقله الابرز في سوريا، وعلى كامل المنطقة الصحراوية الممتدة من مدينة تدمر، وصولا الى الحدود العراقية.


في تموز 2016، اعلنت "جبهة النصرة" فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة" الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013، وغيرت اسمها الى جبهة "فتح الشام"، في خطوة قال محللون ان هدفها الضغط أكثر على موسكو وواشنطن اللتين استهدفتا اكثر من مرة مواقعها ومقارها في سوريا. وتتحالف الجبهة مع فصائل، غالبيتها اسلامية تحديدا في محافظتي ادلب وحلب، ولها وجودها الميداني في محافظة دمشق وجنوب البلاد.


وكان "جيش الفتح" يعد اهم تحالفاتها المعلنة. وهو عبارة عن ائتلاف مجموعة من الفصائل الاسلامية، ابرزها حركة "احرار الشام"، ويسيطر على محافظة ادلب. الا ان معارك عنيفة اندلعت بين الطرفين الشهر الماضي دفعت الفصائل الاسلامية الى الانقسام بين الطرفين. وغيّرت الجبهة اسمها الى هيئة "تحرير الشام."


حلم الاكراد
بعد معاناتهم على مدى عقود من سياسة التهميش والاقصاء، تصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية مؤقتة في 3 مناطق في شمال البلاد.


وتعد وحدات "حماية الشعب" الكردية المنضوية مع فصائل عربية في اطار "قوات سوريا الديموقراطية"، شريكاً رئيسياً للتحالف الدولي في قتال الجهاديين. وتشن هذه القوات هجوما في محافظة الرقة، لطرد الجهاديين من معقلهم.


ويسيطر الاكراد على 20 في المئة من مساحة سوريا، تشمل 75 في المئة من الحدود مع تركيا. ويعيش في مناطق سيطرتهم 12,5 في المئة من السكان، اي نحو مليوني نسمة.


ويحلم الاكراد بانشاء حكم ذاتي في مناطق سيطرتهم على غرار كردستان العراق، مما يثير مخاوف أنقرة التي تخشى هذا الحكم على حدودها. وبدأت القوات التركية وفصائل سورية معارضة عملية عسكرية في شمال سوريا في آب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" والمقاتلين الاكراد على حد سواء.


منذ بدء النزاع في سوريا، دعمت كل من تركيا والسعودية وقطر المعارضة السياسية والعسكرية، مطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. وبعد اتهامها لاشهر طويلة بغض نظرها عن تحرك الجهاديين على حدودها، انضمت تركيا الى التحالف الدولي، ونشرت قواتها في شمال سوريا.


وبعد خلاف عميق مع روسيا، شهدت العلاقة الثنائية تحسناً تدريجياً في الاشهر الاخيرة، أثمر التوصل في 30 كانون الاول الى وقف لاطلاق النار مستمر على الجبهات الرئيسية، رغم الخروقات، ومن ثم تنظيم محادثات سلام في استانا الى جانب ايران.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم