اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يرتبط شهر رمضان في ذهن الكثيرين بالسهر ليلاً والنوم نهاراً، وهذا النمط من الحياة يختلف من بلد مسلم لآخر، إذ ان العادات السائدة في المجتمع تؤثر في نمط حياة الفرد خلال الشهر الكريم. ومن ناحية أخرى، فإن التغير السريع في نمط تناول الطعام، أي الصوم خلال النهار والإفطار خلال الليل، تصاحبه بعض التغيرات العضوية والفيزيولوجية في الجسم. فهل يؤدي الصوم الى زيادة النعاس والنوم؟
معروف أن شهر رمضان يرتبط لدى الكثيرين بالسهر خلال الليل، وتحدث تغيرات في طبيعة حياة المجتمع ككل مما يساعد على السهر. فساعة بدء الدوام تتأخر خلال رمضان في عدد من البلدان والشركات، وتنشط المحال التجارية حتى ساعة متأخرة من الليل، وكذلك تتعدد برامج القنوات الفضائية وتكثر اللقاءات الاجتماعية بين الاقارب والاصدقاء حتى ساعات متأخرة من الليل. وينتج من السهر نقص حاد في عدد ساعات النوم خلال الليل لدى البعض، مما قد يسبب الخمول والنعاس وتعكر المزاج خلال النهار.
لكن يتساءل كثر من الصائمين عما إذا كانت كثرة النوم في نهارات رمضان الطويلة هذه تبطل الصوم، وعلى هذا يردّ الباحث في الشؤون الإسلامية الشيخ ابرهيم عطوي قائلاً إن رمضان شهر عبادة ليلاً ونهاراً، "أما في الليل فبالقيام بصلاة التراويح وقراءة القرآن، وفي النهار فبالصيام، والجزاء على ذلك وردت فيه نصوص كثيرة، وفي حديث واحد جمع ثواب الصيام والقرآن، وفقاً لقول الرسول: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة". ويقول القرآن: "منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان". فلو نام الصائم طول النهار فصومه صحيح، وليس حراماً عليه أن ينام كثيراً ما دام يؤدي الصلوات في أوقاتها، "وقد يكون النوم مانعاً له من التورط في أمور لا تليق بالصائم، وتتنافى مع حكمة مشروعية الصوم، وهي جهاد النفس ضد الشهوات والرغبات التي من أهمها شهوتا البطن والفرج. ويدخل في الجهاد عدم التورط في المعاصي مثل الكذب والزور والغيبة، فقد صح في الحديث: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وتتركز النصائح للصائمين خلال رمضان على الانتظام في نمط الحياة اليومي وعدم التغير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ. فنوم النهار لا يغني عن نوم الليل، لذلك ينصح الصائمون بالحصول على ساعات نوم كافية خلال الليل والحصول بعد ذلك على غفوة قصيرة خلال النهار إذا أمكن. كما أن الإفراط في الطعام خلال الليل، وخصوصاً قبل النوم، يؤدي الى اضطراب النوم وزيادة ارتداد الحمض الى المريء، مما يؤثر في جودة النوم.
