الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الرياشي لـ"النهار": مجلس إدارة جديد لـ"تلفزيون لبنان" في الأسابيع المقبلة

نيكول طعمة
الرياشي لـ"النهار": مجلس إدارة جديد لـ"تلفزيون لبنان" في الأسابيع المقبلة
الرياشي لـ"النهار": مجلس إدارة جديد لـ"تلفزيون لبنان" في الأسابيع المقبلة
A+ A-

إذا كان العاملون في "تلفزيون لبنان" ممتعضين من بعض الممارسات التي تؤثر فيهم سلباً نتيجة صراعات وخلافات متراكمة بين رئيس مجلس الإدارة الموقت طلال المقدسي ومدير الأخبار صائب دياب، فذلك لأنهم قلقون على استمرار عمل هذا المرفق الرسمي بعدما وصلت الأمور إلى القضاء... فهل تُسارِع الحكومة في جلساتها المقبلة إلى تعيين مجلس إدارة جديد لإخراج التلفزيون من محنته وانقاذه؟


يلخص مدير الأخبار والبرامج السياسية في "تلفزيون لبنان" صائب دياب خلافه مع المقدسي بالقول: "خلافي معه مهني، وهو حوّله إلى شخصي، وغالباً ما يكون تصرفه كيدياً تبعاً لأهوائه، إضافة إلى استيلائه على صلاحياتي وصلاحيات مديرين آخرين".
يُذكّر دياب بمضمون القرار القضائي الذي عُيّن بموجبه المقدسي في تموز 2013، ومنحه "صلاحيات محدودة تتعلق بتسيير شؤون التلفزيون وليس توظيف 60 شخصاً بعقود موسمية وسنوية وبرواتب عالية جداً". وتساءل: "ما مصير هؤلاء والمحطة تواجه معضلة تثبيت المتعاقدين فيها، لا سيما أن ملفات غالبيتهم لا تستوفي الشروط المطلوبة للتوظيف بسبب النقص في المستندات؟".
كثيرة هي الخلافات وكبيرة بين الطرفين، يقول دياب، إذ "لا علاقة للمقدسي بالإعلام بتاتاً، فهو كان في السبعينات موظف إعلانات في التلفزيون، هذا الأمر عزز الخلاف في ما بيننا لجهة تماديه في تجاوز صلاحياتي بصفتي مدير الأخبار والبرامج السياسية". ويضيف: "من حقي الإشراف على أي برنامج سياسي، واقتراح أفكار والسير بتنفيذها، علماً أن لا مانع لدي في التنسيق معه بشأن هذه البرامج، لا أن يتفرّد بها كما فعل حين استبعدني عند إطلاقه برامج سياسية جديدة ولم يأخذ رأيي بها، علماً أنه عند حصول أي خطأ أنا الذي سيتحمل المسؤولية أمام المحاكم والقضاء". ومن أسباب هذا الصراع أيضاً، يوضح دياب أن المقدسي "جلب وجوهاً شبابية لتقديم الأخبار تحتاج إلى تدريب وخبرة، مقابل إقصاء وجوه مخضرمة، عدا عن البث المباشر، الذي استولى به على صلاحياتي، مستنسباً النقل المباشر تبعاً لسياسته الخاصة، وعدم انسجامه وسياسة المحطة وقوانينها". ويرفض دياب تدخل المقدسي في جدول دوام المذيعات والمذيعين في مديرية الأخبار ويقول: "أنا أعرف تماماً قدرات كل عامل في المديرية على أساس الكفاية المهنية وما يناسب كل فترة وكل نشرة، وأن جدول الدوامات والاعمال نعدّه باحترام كامل للقوانين ومنه 8 ساعات عمل يوميا في خمسة أيام بمداورة مهنية لا لبس فيها".
يبدو أن هذا الخلاف وصل الى حد "تلاعب" المقدسي بالراتب الشهري لدياب، وفق ما يؤكد الأخير،"إذ عمد إلى حسم مليون ليرة من راتبي من دون وجه حق".
ونتيجة كل هذه الأمور التي لم يستطع دياب السكوت عنها، انتقلت الخلافات إلى القضاء قبل نحو أربعة أشهر بعد فشل تسويتها. ويستمر دياب في دعواه القضائية إلى النهاية، قائلاً: "أتوقع في جلسة تعليق الوكلاء التي تعقد الاثنين في 20 الجاري(اليوم) صدور حكم، إما بابطال قرار تكليف المقدسي بوجود حكومة تستعجل تعيين مجلس إدارة جديد، وإما تغريمه مالياً".


"أنا لست فاسداً"
"طلال المقدسي ضد الفساد والفاسدين، ولن يوقفه أي شيء أمام تنفيذ حلمه بانقاذ "تلفزيون لبنان"، والحلم تحقق بنسبة تتجاوز الـ 90%". بهذه العبارة يرد المقدسي متسلحاً "بنقل التلفزيون من العصر الحجري إلى العصر الحديث خلال ثلاث سنوات على رغم الصلاحيات المحددة التي منحني إياها القضاء".
ماذا يجري في محطة التلفزيون الرسمية؟ يجيب: "ثمة موظفون وتحديداً بعض المصورين يتقاضون رواتب ويعملون خارج المؤسسة بغطاء أحد المسؤولين في تيسير الدوامات وتغطية الغياب". هل تغمز من قناة مدير الأخبار صائب دياب؟ يوضح المقدسي: "من دون أن أسمي أحداً، كانت مديرية العمليات وبعض العاملين في المديرية الإدارية يغطون العمل المخالف لقانون التلفزيون الذي لا يسمح لأي موظف حتى المصورين بالعمل في أي مؤسسة إعلامية أخرى منافسة".
ويشير إلى خمس مديريات من أصل سبع في التلفزيون "تسير في شكل ممتاز، وحتى انتاجياً بتنا ننتج حوالى 21 برنامجاً محلياً، وتبقى المشكلة مع مسؤول المديرية الإدارية الذي لا يؤهله مستواه العلمي لتولي إدارتها، خصوصاً أن اهتمامه الوحيد يكمن في مسألة دوامات الموظفين وتغطية من يشاء".
وماذا عن مديرية الأخبار ومديرها دياب؟ "أهّلنا أربع مذيعات محررات من الجيل الجديد في التلفزيون خضعن لتدريبات، وتمكنا من تحقيق التأقلم بين الجيل الجديد والجيل السابق لتحفيز التطور، علماً أن ذلك لا يلغي دور المذيعات القدامى في تقديم نشرات الأخبار، لكن شرط أن يكون الأمر مداورة على اساس أن يتم التعامل مع الجميع سواسية". ويقول المقدسي في رده على دياب: "إنه يعتبر نفسه أمير المديرية لناحية تفرّده في اتخاذ القرارات من انتقاء الضيوف وغير ذلك، بدون موافقتي كمدير عام، وهذا التصرف هو خارج أصول القانون".
ما سبب إيقافك برنامج "لبنان اليوم" بلا مراجعة دياب؟ "لاحظت أن نسبة مشاهدي هذا يجيب البرنامج لا تتجاوز 0,003، واكتفي بالقول:"إن قطع الأرزاق من قطع الأعناق" ولا داعي للتفاصيل".
ما لم يتوقعه المقدسي واعتبره غير طبيعي أن يرفع دياب دعوى ضده إلى القضاء. ويقول عن ذلك: "أحترم القضاء الذي طالبني بألا أتدخل إطلاقاً في مسائل منوطة بمديرية الأخبار، وعلى دياب أيضاً أن يلتزم القانون، وأتمنى أن يكون الحكم النهائي عادلاً".
ورداً على سؤال، نفى أن يكون تعمّد حسم مليون ليرة من راتب دياب، وعزا اتخاذه هذا الإجراء "بعدما سافر مدير الأخبار أثناء انتخابات الرئاسة الأميركية من غير علمي أو علم رؤساء التحرير، أو أي موظف في الأخبار. أنا مسؤول عن "تلفزيون لبنان" ولم آتِ لإدارة أزمة بل لإنقاذه". يضيف: "وأفتخر بأنني أمّنت له الاستمرار بأفضل المعدات التقنية، ولا تزال فيه مشكلتان: مدير الأخبار والمدير الإداري، وإذا أراد كائناً من كان إنقاذ هذه المؤسسة عليه أن يستغني عنهما". لماذا؟ يجيب: "لأن دياب يسخّر التلفزيون لمصالحه الخاصة فيما المطلوب أن نسخر جميعاً كل ما نملك لمصلحة هذه المؤسسة الوطنية".
بدوره، أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي في اتصال مع "النهار"، أنه في الأسابيع القليلة المقبلة سيتخذ مجلس الوزراء قرار تعيين مجلس جديد لإدارة "تلفزيون لبنان". ولدى سؤاله عن الأسماء المقترحة، تحفظ الرياشي عن ذكر أي اسم تاركاً الأمر "مفاجأة"!


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم