الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سكان الموصل حائرون: "داعش" كان يطلق النار... "لكننا واصلنا الركض"

المصدر: "أ ف ب"
سكان الموصل حائرون: "داعش" كان يطلق النار... "لكننا واصلنا الركض"
سكان الموصل حائرون: "داعش" كان يطلق النار... "لكننا واصلنا الركض"
A+ A-

يبدو أن استراتيجية القوات العراقية لحماية المدنيين خلال معركة #الموصل، عبر دعوتهم إلى البقاء في منازلهم، كانت "ناجحة" إلى حد ما حتى الآن، وفقا لقائد ميداني. إلا أن اعلان بدء عملية تحرير غرب المدينة زادت مخاوف السكان.


لم يصل عدد النازحين من الموصل منذ بدء الهجوم على المدينة لطرد تنظيم #الدولة_الإسلامية منها، إلى العدد الذي توقعته المنظمات الإنسانية. وبلغ عدد الفارين من المعارك نحو 200 ألف مدني، عاد 50 ألفا منهم إلى منازلهم، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.


خلال الأيام الأولى من الهجوم على آخر أكبر معاقل الجهاديين في شمال البلاد في منتصف تشرين الأول، ألقى الجيش العراقي منشورات تتضمن توجيهات سلامة إلى السكان تدعوهم إلى البقاء في المدينة.


وأدت تلك الخطوة إلى منع الطرفين من استخدام الأسلحة الثقيلة، وتجنب وقوع دمار هائل، كما حصل في الفلوجة والرمادي. وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي، أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب: "نعلم أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستهدف المدنيين الذي يحاولون الهروب، مما يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا".


وأضاف: "بالطبع، سيكون من الأسهل بالنسبة إلينا قصف الجهاديين بأسلحة ثقيلة إذا أفرغت المدينة من سكانها. لكن بما أن هدفنا الرئيسي هو الحفاظ على حياة المدنيين، فنحن مقتنعون بأنهم سيكونون محميين في شكل أفضل إذا لزموا منازلهم ولم يحاولوا الفرار"، معتبرا أن هذه الإستراتيجية كانت "ناجحة".


يشيد حازم غنام (58 عاما)، وهو من السكان الذين لم يغادروا شرق الموصل خلال المعركة، بتلك الاستراتيجية. بالتأكيد يعرب عن قلقه على شقيقه وابنتيه الذين يعيشون في الجانب الغربي، إلا أنه يعتقد ان "من الأفضل البقاء في المنزل"، لان "الأشخاص الذين يحاولون الفرار قد يستهدفون باطلاق النار".


لكن طه أحمد (19 عاما) لا يوافق غنام الرأي. بالعكس، يدعو أولئك القادرين إلى مغادرة المدينة "إذا أتحيت لهم الفرصة للقيام بذلك". وهذا ما فعله أحمد مع عائلته قبل شهرين. ويقول الشاب صاحب العينين الزرقاوين في مخيم حسن شام للنازحين شرق الموصل، إن الأمر حصل "عند الساعة 2,00 فجرا. كان "الدواعش" يطلقون النار علينا، لكننا واصلنا الركض 3 كيلومترات، حتى أصبحنا في عهدة القوات العراقية".


استغرق الأمر أكثر من 3 أشهر كي تستعيد قوات مكافحة الإرهاب العراقية الجزء الشرقي من المدينة بعد قتال عنيف. لكن المعركة الأصعب تكمن في الجزء الغربي من المدينة حيث الشوارع الضيقة، خصوصا في البلدة القديمة. كذلك، الجهاديون متمركزون جيدا ويتطلعون إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية.


وتقول منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي إن "المدنيين يهددهم خطر شديد، ويمكن أن يتعرضوا لرصاص قناصة، أو أن يصابوا في تبادل إطلاق نار، أو عبوات ناسفة". وأضافت أن "القوات العراقية كانت قادرة، منذ بداية الهجوم، على حماية مئات آلاف المدنيين"، مقدرة بـ550 ألفا عدد المدنيين الذين لزموا منازلهم.


لا تتوفر أرقام رسمية حتى الآن عن عدد القتلى خلال الهجوم على شرق المدينة. وحدها حكومة كردستان العراق ذات الحكم الذاتي أشارت إلى 14 ألف جريح، من مدنيين وعسكريين، نقلوا إلى المستشفيات في أربيل منذ بدء العمليات في 17 تشرين الأول 2016.


وبالنسبة الى معركة غرب الموصل، أوضحت غراندي أنه "إذا لم يتمكن الجيش من حماية المدنيين، فيستم وضع ترتيبات أخرى لمساعدة العائلات على عبور خط الجبهة".


من جهتها، اعتبرت المتحدثة باسم منظمة "هيومن رايتس ووتش" في العراق بلقيس ويلي أن استراتيجية الجيش العراقي "اثبتت فاعليتها" في شرق الموصل. لكن "اقامة ممرات آمنة للمدنيين" في غرب الموصل امر "شبه مستحيل على القوات العراقية". وأشارت إلى أن تلك الاستراتيجية تهدف أيضا إلى تقليص عدد النازحين "لأسباب لوجستية وأمنية، لأن هناك شعورا عاما بأن كل شخص يهرب من الموصل إرهابي محتمل يشكل خطرا أمنيا وعبئا على المجتمعات المحلية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم