الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ترامب يهدد "الانذال"... يثير حماسة الاسرائيليين وتحفظ الفلسطينيين

المصدر: "أ ف ب"
ترامب يهدد "الانذال"... يثير حماسة الاسرائيليين وتحفظ الفلسطينيين
ترامب يهدد "الانذال"... يثير حماسة الاسرائيليين وتحفظ الفلسطينيين
A+ A-

هدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بـ"القبض" على من يقف وراء التسريبات للصحافة، بعد الكشف عن اتصالات متكررة العام الماضي بين فريق حملته والاستخبارات الروسية، وعن محادثات بين مستشاره السابق مايكل فلين ودبلوماسي روسي. وكتب على "تويتر" ان "الانذال الذين يقومون بالتسريبات، باتوا اخيرا مكشوفين. سيلقى القبض عليهم".


وكان الرئيس الجمهوري انتقد التسريبات امس، واصفا اياها بأنها "اعمال اجرامية". لكنه لم يتخذ موقفا منها. وكان ترامب قال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الابيض، ان "وسائل الاعلام تعاملت بطريقة بالغة السوء" مع مايكل فلين الذي استقال الاثنين من رئاسة مجلس الامن القومي في البيت الابيض.


وكشفت عمليات تنصت على الاتصالات الهاتفية للسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، ان فلين تحدث معه عن العقوبات الاميركية التي فرضها باراك اوباما في 29 كانون الاول على روسيا بسبب اتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، مما حمل المراقبين على الاعتقاد أنه قد يتم تعليقها مع الادارة الجديدة.


وكشفت صحيفة "نيويورك تايمس" الاربعاء، نقلا عن 4 مسؤولين حاليين وسابقين، ان في حوزة اجهزة الاستخبارات الاميركية تقارير وتسجيلات عن محادثات اجريت العام الماضي بين عناصر من فريق حملة المرشح الجمهوري وكبار مسؤولي الاستخبارات الروسية.


حماسة في اسرائيل
على صعيد آخر، أثارت تصريحات ترامب الاربعاء التي قال فيها إن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حماسة التيار اليميني في اسرائيل في مقابل حفيظة الفلسطينيين، بينما تبدو نيات ترامب الحقيقية غير واضحة.


واعتبر وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي اليميني القومي المتطرف، ان "العلم الفلسطيني نزل عن السارية"، في اشارة الى انتهاء فكرة اقامة دولة فلسطينية. واعتبر وزير العلوم اوفير اكونيس ان هذا "يمثل نهاية فكرة خطرة وخاطئة، وهي إقامة دولة ارهابية فلسطينية في قلب ارض اسرائيل".
ورأت وزيرة الثقافة ميري ريغيف ان هذه التصريحات تشكل "بداية لمرحلة ديبلوماسية جديدة"، اضافة الى "نهاية التجميد" الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.


وسجل ترامب الأربعاء تمايزا جديدا في السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط، بعدما أكد أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتا إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام. وقال: "أنظر إلى (حل) الدولتين و(حل) الدولة (...) إذا كانت إسرائيل والفلسطينيون سعداء، فسأكون سعيدا بـ(الحل) الذي يفضلونه. الحلان يناسبانني".


الرئاسة الفلسطينية تتحفظ
وبعد لقاء ترامب نتانياهو وتصريحاتهما للتعبير عن صداقتهما الشخصية والحلف الاسرائيلي الاميركي، اختارت الرئاسة الفلسطينية التحفظ. واكدت في بيان "تمسكها بخيار الدولتين"، مشيرة الى استعدادها "للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس ترامب لصناعة السلام".


واكد حسام زملط، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ان "ما نسمعه هو ان ترامب يقول انه يريد السلام". ولم يتحدث ترامب مباشرة مع عباس حتى الآن.


وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ناصر القدوة لصحافيين: "لا سياسة واضحة حتى الآن لهذه الادارة الجديدة. الاشارات الصادرة عنها ليست واضحة". واعلن مسؤول فلسطيني اشترط عدم الكشف عن اسمه ان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) الجديد مايك بومبيو التقى عباس ونظيره الفلسطيني ماجد فرج في رام الله الثلاثاء.


وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان: "من السابق لأوانه الحديث عن تطابق مواقف إسرائيل مع واشنطن، إذ أن إدارة ترامب لا تزال في مرحلة درس الجوانب المختلفة للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني وتقييمها، تمهيدا لتحديد موقف منها".


وكتبت صحيفة "القدس" الفلسطينية الاكثر توزيعا ان "غياب حل الدولتين يعني الدولة الواحدة ولو العنصرية". واضافت: "بعدما فاوضنا اكثر من 20 عاما، وقبلنا بـ22% من فلسطين التاريخية، السؤال الكبير ماذا علينا ان نفعل؟ وكيف نتصدى لهذه التحديات؟".


ويؤكد المسؤولون الفلسطينيون التزامهم حل الدولتين الذي سيؤدي الى وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، وإقامة دولة فلسطينية ضمن الحدود التي رسمت في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية في 1967.


واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب ان وضع السلطة الفلسطينية "صعب للغاية"، مشيرا الى ان السلطة "في وضع لا يمكنها الادلاء بتصريحات عنيفة ضد الإدارة الاميركية وسياستها، او ضد حكومة الاحتلال الاسرائيلية".


واشار الى الصعوبة التي تواجهها القيادة الفلسطينية في فتح قنوات اتصال مع ادارة ترامب، مشيرا الى ان من البدائل المتاحة امام الفلسطينيين شن "هجوم سياسي ديبلوماسي يمكن استخدامه من خلال الأمم المتحدة والمحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة او تفعيل المقاومة الشعبية في شكل واسع ضد الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين".


ورأى الوزير السابق غسان الخطيب، نائب رئيس جامعة بيرزيت قرب رام الله، ان "القيادة الفلسطينية ستبقى متمسكة بحل الدولتين، حتى لو تخلى الجانبان الاسرائيلي والاميركي عنه، لانه اكثر حل مقبول عالميا، واكثر حل منطقي، واكثر حل في صالح الفلسطينيين".


نتنياهو: لقاء رائع مع ترامب
من جهته، كتب نتانياهو في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "لقاء ودي ورائع مع الرئيس ترامب. يوم ناجح لدولة اسرائيل". ولم تخفف حتى دعوات ترامب لتخفيف الاستيطان من حماسة اليمين الاسرائيلي.


منذ تنصيب ترامب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء اكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، قبل ان يعلق البيت الابيض على الموضوع. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن نتانياهو الذي يخضع لضغوط من ائتلافه اليميني الحاكم، انه وافق خلال لقاءاته مع ترامب على البحث عن اتفاق مع الادارة الاميركية حول البناء الاستيطاني. وقال لصحافيين: "ينبغي بذل الجهود، ويجب النظر في الامر".


لكن المحللين يفضلون التريث في الخلاصات بسبب تصريحات ترامب حول الاستيطان وعدم وضوح سياسة الادارة الاميركية حتى الآن. ويقول الخبير في معهد سياسات الشعب اليهودي شموئيل روزنيران إن "ادارة ترامب ليست قادرة حتى الآن على تحديد سياسات واضحة، وما زال الوقت مبكرا على التكهنات". ويضيف: "لا اعتقد ان ما قدمه ترامب البارحة كان رؤية واقعية الى السلام في الشرق الاوسط".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم