الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

12 عاماً على الزلزال... كم تغيّر لبنان!

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
12 عاماً على الزلزال... كم تغيّر لبنان!
12 عاماً على الزلزال... كم تغيّر لبنان!
A+ A-

اليوم يسترجع اللبنانيون مشهد خروج الشهيد الرئيس رفيق #الحريري من مجلس النواب وانطلاق موكبه، قبل أن يصل قرب فندق السان جورج حيث دوى انفجار. ألف كيلوغرام من مادة الـ"تي ان تي"وُضعت لاغتياله، استُشهد و21 شخصاً آخر، من بينهم عدد كبير من مرافقيه، إضافة إلى وزير الاقتصاد الأسبق باسل فليحان.
عملية الاغتيال شكلت حدثاً فارقاً في تاريخ لبنان والمنطقة، لاسيما بعد توجيه أصابع الاتهام إلى النظام السوري وأعوانه، فانطلقت على إثرها شرارة انتفاضة الاستقلال، وتشكّلت قوى "14 آذار"التي رفعت شعار جلاء الاحتلال السوري من لبنان. تحقق الشعار وتشكلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة القتلة، لكن الثمن كان سلسلة طويلة من الاغتيالات طالت مناهضين للوجود السوري في لبنان.
أحداث كثيرة كانت بمثابة ارتدادات للزلزال عاشها اللبنانيون على مرّ 12 عاماً، فماذا تغيّر خلال هذه السنوات؟ وكيف يقرأ سياسيون مرحلة ما بعد الشهيد الحريري؟


حرب...إحياء للمعاناة
هذه الذكرى الاليمة تحيي فينا بحسب الوزير بطرس #حرب "المعاناة التي خضعنا لها في سبيل تحقيق أهدافنا الوطنية الرامية لتكريس استقلال لبنان واستعادة اللبنانيين حق تقرير مصيرهم من دون وصايات أو احتلال، واحياء نظامنا ومؤسساتنا وتحقيق العدالة، وبالرغم من كل التطورات والانقلابات الدراماتيكية التي حصلت منذ العام 2005 الى اليوم بحيث بتنا حائرين في كيفية التوفيق وكيفية الالتزام بهذه المبادئ وما يحصل اليوم من صفقات سياسية تتناقض بمعظمها مع هذه المبادئ والاهداف. إلا ان كل ذلك يجب ألا يدفعنا الى اليأس والاستسلام بل ان يحفزنا على متابعة العمل من اجل أن يعود لبنان الى ما نحلم أن يكون عليه؛ وطن توحده إرادة ابنائه ودولة سيدة حرة ومستقلة تسودها العدالة والامن والاستقرار تستطيع الاجيال الصاعدة فيه تحقيق طموحاتها وأحلامها في اطار الحياة الكريمة والكرامة الوطنية والحريات الشخصية وسيادة القانون". وعن المحكمة الدولية، قال: "لا نزال نراهن على انها ستكون المعبر لتحقيق العدالة".


رزق... تغييران نحو الاسوأ
تغييران نحو الاسوأ شهدهما لبنان بعد استشهاد الحريري بحسب وزير العدل الأسبق شارل رزق، الذي شرح "الاول يتمثل فيما أصبحت عليه بيروت إحدى عواصم الفساد والنهب الحكومي في العالم وفقاً للإحصاءات الدولية، حيث بلغت ثروة بعض الوزراء والمسؤولين مبالغ طائلة، اما التغيير الثاني فيتعلق بتردي مستوى الاداء السياسي بشكل واضح كما يظهر من تعثر قانون الانتخاب".
اما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية فلفت الى انه"لم يتقدم عملها على الاطلاق منذ إنشائها في العام 2008، كما لم تكلف أي حكومة من الحكومات التي تعاقبت منذ ذلك العام نفسها بمراجعة المحكمة وسؤالها عن نتيجة عملها". وعن مصيرها، فقال: "مصير الامور بيد الله".


مرهج... تطورات كثيرة
في حين اعتبر الوزير السابق بشارة #مرهج ان أموراً كثيرة تغيرت بعد استشهاد الحريري منها "وصول العماد ميشال عون الى كرسي الرئاسة بتوافق كل الاطراف، وهو تطور ايجابي مهم يجب التعويل والبناء عليه لانجاز قانون انتخابي عصري وعادل يسمح بتجديد الحياة السياسية وتطويرها بعدما برهنت الطبقة الحاكمة عن عجزها في التجاوب مع تطلعات الاجيال الجديدة في محاربة الفساد وتطوير الاقتصاد وحماية الحياة الديموقراطية".
"تمر ذكرى الاستشهاد من دون أن تتوصل المحكمة الدولية بعد الى إصدار أحكامها في هذه الجريمة"، في حين يريد اللبنانيون كما قال مرهج: "جلاء الحقيقة ومعرفة من المسؤول عن عملية اغتيال الرئيس الحريري التي لا تزال تفاعلاتها تؤثر في الواقع اللبناني، وستستمر بتأثيرها لسنوات قادمة لذلك نطالب هذه المحكمة بإنجاز المهمات التي أنشئت لأجلها".


الفرزلي... الهدف واضح
اما الغاية من اغتيال الحريري بحسب نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي "واضحة وهي خدمة اسرائيل من خلال تفجير المنطقة كلها، وتعميق الصراعات المذهبية ضمن خطة واضحة رأينا نتائجها. فالحريري شخصية كبيرة جداً على طول العالم الاسلامي وعرضه وخصوصاً في البيئة السنية، لذلك اغتياله يستطيع تحقيق هدف تدمير الدول العربية وبخاصة الجبهة الشرقية التي تحيط باسرائيل وتمييع القضية الفلسطينية".
الفرزلي تمنى ان تتحقق العدالة لكن لديه كثير من الشكوك كبيرة، وقال: "الى الآن لم يحقق المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة أي عدالة على مستوى الدول، رأينا الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في فلسطين، والاوضاع المستباحة في العالم العربي والاسلامي، ناهيك بالجرائم التي ترتكبها الدول أو الافراد، من دون أن نرى عدالة".


الجسر... القوة الهادئة
يبقى "الرئيس الحريري حالة استثنائية، فهو القوة الهادئة التي كانت لا تلتفت الى الافتراءات بل ترد عليها بالمزيد من العمل" بحسب النائب سمير الجسر. وأضاف"هو من جلب العمل الى البلد ومنح الثقة بلبنان، رجل لديه قدرة هائلة على استيعاب الازمات وتطويعها وايجاد الحلول، فمعه مستحيل ان تطول أي ازمة، سواء الفراغ الرئاسي الذي عشناه او غيره من الازمات السياسية، وما يحزن اننا افتقدنا كل ما هو جديد، الحريري كان في حركة دائماً، كل يوم كان هناك مشروع وشيء جديد للبلد وقليلة جداً المشاريع التي حصلت من بعده".
ولفت الى ان"المحكمة مستمرة، ونحن نعلم منذ البداية انها ستأخذ وقتاً طويلاً لكن المهم ان نصل الى الحقيقة وان تطال العدالة المجرمين، وهو ما سيكون لصالح لبنان والعمل السياسي فيه".


الحسن... هنا تكمن قوته
كما اعتبرت الوزيرة السابقة ريا الحسن ان "الحريري رجل رؤيوي، ينظر الى الاقتصاد على المدى البعيد، يقارب الامور ويستنبط الحلول، لا مشكلة مستعصية لديه، كان لديه القدرة على اقناع السياسيين والمواطنين بالحل فيسير به ويحاول تحسينه. لا يترك العقبات تقف بدربه،بخاصة السياسية منها، وهنا تكمن قوته". وتطرقت الى دور الشهيد في المؤتمرات التي عقدت لاسيما باريس 1 و2 والإنجازات التي قام بها لاستقطاب رؤساء العالم لدعم لبنان.
سلسلة طويلة من الانجازات قام بها الحريري منها "إلغاء الجمارك وإدخال الضريبة على القيمة المضافة، إقناع المصارف باكتتاب سندات الخزينة بفائدة صفر في المئة، واقراره مشاريع مهمة في قطاع الاتصالات والكهرباء وبناء المطار الدولي بقدرة استيعابية تصل الى ستة ملايين زائر، انتقد عليه حينها ليظهر فيمابعد كم كانت نظرته مستقبلية".


غانم...أمل بالورثة
النائب روبير غانم يرى أن "لبنان فقد باغتيال الحريري رجلاً ذا قامة وطنية ودولية كبيرة، وقد جاءت عملية اغتياله في وقت كان لبنان في أمس الحاجة إلى هذه القامات"، مضيفاً "اليوم نفتقده أكثر من اي وقت مضى، كل سنة تمر نشعر معها بالفراغ المؤلم الذي تركه على امل ان حلمه ومبادئه وقيمه التي بناها بالنسبة إلىالعيش المشترك والسيادة والاستقلال والحرية تبقى بجهود ورثته الشيخ سعد ورفاقه في لبنان".
واعتبر غانم انه " لم يتغيّر الكثير بعد استشهاد الرئيس، لا نزال نعانيالفساد والإهدار والسرقة وعدم ممارسة السلطات لمسؤولياتها وتخطي سلطات لأخرى. كنا نتأمل التغيير لكن الظروف لم تسمح بأن نسير باتجاه بناء المؤسسات والدولة القادرة القوية والعادلة". وعن المحكمة الدولية، قال:" طالت كثيراً وباتت مملة وما زلنا في مكاننا، لن نفقد الامل وقد دفعنا غالياً لها ان كان بالمطالبة بها او بالنفقات التي تكبدها الشعب اللبناني. وآملأن نصل الى نتيجة واضحة وجلية بدون اي تجهيل للفاعل".


طبارة... هذا ما يميّز الرئيس
الوزير السابق بهيج طبارة، قال: "كلامي عن الرئيس رفيق الحريري في ذكرى استشهاده يختلط فيه الشخصي بالعام، ومشاعر المحبة والعاطفة باعتبارات العقل والمنطق. رفيق الحريري كان وسيبقى في ضمير ووجدان كل منا، نذكره عند كل عقبة تعترض الوطن وفي كل ازمة تمر بها الامة، نذكره لنسترشد بأفعاله ونستلهم مسيرته".
تميّز الرئيس الحريري بحسب طبارة، بانه "أدرك بعمق حقيقة التركيبة اللبنانية، وأخذ هذه التركيبة بعين الاعتبار وتصرف على أساسها". وتابع "في هذه الأيام العصيبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة عموماً نفتقد حكمة رفيق الحريري ودرايته وقدرته على إيجاد الحلول المناسبة ونشعر بالفراغ الكبير الذي خلّفه".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم